تقارير ومقابلات

صفحات معتمة في سجل المليشيا الدموي

الرشاد برس | تقارير

لم يعد الوضع الذي خلفته المليشيا الحوثية الكهنوتية في مناطق سيطرتها بمنأى عن العالم أجمع ، إذ أصبح اكثر بكثير مما تتحدث عنه التقارير التي تكشف جرائم وانتهاكات المليشيا ، إذ تجزم كافة المنظمات الدولية والعربية والمحلية، وتحديدا المعنية منها بالحقوق والحريات، وجميع الناشطين والمهتمين بمجال حقوق الإنسان في العالم أجمع – أن بلادنا شهدت في عهد إنقلاب المليشيا الحوثية الكهنوتية ولا تزال تشهد أكبر واسوأ انتكاسة في مجال الحقوق والحريات منذ «60» عاماً .
ليس لشى ، وإنما نتيجة الكم الهائل من الانتهاكات والممارسات الموسومة بالبشاعة والقبح والصلف التي مارستها ولا تزال تمارسها تلك المليشيات بحق الشعب بمختلف مكوناته وفئاته وشرائحه دون مرعاة لأية قيم دينية او إنسانية أو أخلاقية.
فمنذ انقلابها على الشرعية دأبت المليشيات على ارتكاب أبشع صور الانتهاكات للحقوق والحريات الانسانية مندفعة من خلفيات انتقامية وثأرية وطائفية وسلالية واحقاد دفينة، عبرت عنها بشكل جلي وواضح من خلال التنكيل بمعارضيها والمختلفين معها رجالا ونساءً وشيوخ وشباب واطفال بلا استثناء .
بجرائمها هذه ، أدخلت بلادنا بين صفحات حرب أهلية مدمرة قضت على كل شيء جميل في البلد ، وفيما يلي نقدم مقتطفات ونماذج بسيطة لطبيعة الانتهاكات التي طالت فئات المجتمع اليمني عامة.
تصفية الخصوم السياسيين
باشرت مليشيا الهواشم الانقلابية صلفها وانتهاكاتها بحق الدولة اليمنية وحق خصومها السياسيين، منذ اليوم لانقلابها على السلطة الشرعية في سبتمبر ٢٠١٤م .
حيث بدأتها بإقتحام مؤسسات الدولة وبسط سيطرتها عليها ومصادرة ممتلكاتها وفي مقدمة ذلك مؤسسات الجيش والامن المتمثلة في المعسكرات والمباني الحكومية وغيرها، مستبدلة من خلال ذلك نظام الدولة المؤسسي بنظام المليشيا الهمجي الذي تمثل في اقصاء المسئولين الحكوميين والقادة العسكريين واستبدالهم بمشرفين همجيين لا علاقة لهم بالدولة والنظام والقانون ولا يعون منه شيء.
اقتحام المنازل ومصادرة الممتلكات
والى ذلك انتقلت لملاحقة خصومها السياسيين واقتحام منازلهم ومؤسساتهم ومصادرة ممتلكاتهم وتمكنت خلال ذلك من القاء القبض على الالاف منهم وزجت بهم في غياهيب السجون .
ثم راحت تمارس بحقهم كل صنوف واشكال التعذيب والتنكيل ولا تزال حتى اليوم ، وبفعل سطوتها ووحشيتها تلك اضطر مئات الالاف من مسئولي الدولة والنشطاء السياسيين والاعلاميين والقادة العسكريين للفرار الى خارج البلاد.
الحرب الاهلية
تزامن انقلاب المليشيا وسيطرتها على مؤسسات الدولة بشنها حرب شعواء على اليمنيين في مختلف المحافظات ، حيث وجهت عناصرها المليشاوية لاقتخام المدن والسيطرة عليها .
وبفعل ذلك اشعلت العديد من الحروب لعل اهمها ما تعرضت له العاصمة المؤقتة عدن من حرب وحشية، راح ضحيتها الالاف ودمرت بفعها غالبية مؤسسات الدولة ومبانيها .
وكذلك محافظة تعز التي لا تزال تلك الحرب المجنونة مشتعلة فيها حتى اللحضة والتي للأسف تسببت في تدمير وابادة كل شيء جميل فيها ، هذا الى جانب الحروب العبثية التي لاتزال تدور رحاها حتى اليوم في العديد من محافظات ومناطق بلادنا.
تدمير الاقتصاد
لم يقتصر جنون ووحشية المليشيا الاجرامية على اشعال الحروب والتنكيل بالخصوم وحسب بل انها طالت مل مفردات الحياة في الساحة اليمنية .
ففي المجال الاقتصادي قامت تلك المليشيات بوضع يدها على البنك المركزي وبسطت سيطرتها على كافة المؤسسات الايرادية، واستأثرت بكل تلك الاموال الهائلة والاحتياطات الاجنبية لنفسها وعناصرها .. لينهار بذلك الاقتصاد الوطني .
ولم تكتفِ بذلك بل انها سعت الى تعويم المشتقات النفطية واحتكرت تجارتها وضاعفت اسعارها ، وصادرت مرتبات موظفي الدولة .
ثم امتدت اياديها القذرة الى المتاجرة بالمواد الغذائية الأساسية وضاعفت اسعارها ، وراحت تنعب المساعدات الاغاثية ، لتتشكل بفعل ذلك اكبر ازمة انسانية في اليمن.
مصادرة الرأي والحريات الصحفية
مع تزايد وتعاظم انتهاكات مليشيا ابناء السلالة الحوثية بحق الشعب وحرصا منها على التعتيم على فضائعها تلك وعدم تمكين وسائل الاعلام من كشفها وتعريتها ، عمدت قيادة تلك المليشيات لشن حرب شعواء على وسائل الاعلام اليمنية والاعلاميين والصحفيين بمختلف توجهاتهم ..
حيث اقتحمت عشرات الصحف والاذعات والقنوات الفضائية وصادرة ممتلكاتها وزجت ببعض القائمين عليها في السجون وفرضت حضرا شاملا على المواقع الالكترونية ، وباشرت بمطاردة الصحفيين واللعلاميين حيث بلغ عدد الصحفيين المهجرين اكثر من «٨٠٠» صحفي .
والى ذلك فرضت رقابة شديدة على الاتصالات التلفونية ومواقع التواصل الاجتماعي وضيقت الخناق على اليمنيين وجعلتهم في عزلة تامة عن العالم.
مصادرة حقوق المرأة
تعرضت المراة اليمنية في عهد المليشيا لابشع واقذر الانتهاكات ، إذ مورس بحقها كل صنوف واشكال العنف بدءا بالقتل ومرورا بالاعتداءات الجسدية، ثم التعذيب والاختطاف والاحتجاز والاخفاء القسري والاعتقالات التعسفية والاستخدام المفرط للقوة .
ناهيك عن اقصائها من الوظيفة العامة، ومصادرة حقها في المشاركة السياسية والاجتماعية، ومنع الخدمات الصحية والتعليمية والأساسية، وهو ما جعل من المرأة الفئات تعرضاً للانتهاكات خلال فترة الانقلاب الحوثي.
الانتهاكات بحق الطفولة
يعد الاطفال في المرتبة الاولى من حيث الانتهاكات والاضرار والاثار النفسية التي لحقت بهم من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية فبفعل الانقلاب اغلقت مدارسهم وصودر حقهم في التعليم ، يلي ذلك تعرضهم للقتل والقصف جراء الحرب التي تشنها تلك المليشيات على الاحياء المدنية ، وياتي مسالة التجنيد والزج بهم في جبهات القتال في المرتبة الثالثة .
إذ ان اغلب الضحايا من الاطفال يلقون حتفهم في جبهات القتال والى ذلك ما يتعرض الكثيرون من اعتداءات وتعذيب واخفاء وتشريد واختجاز وعنف نفسي وغيره .
وتصنف الكثير من المنظمات الاممية والانسانية حالة العنف الذي طال اطفال بلادنا من قبل المليشيا الانقلابية بأنه اسوأ كارثة انسانية شهدتها منذ قرون.
وبشكل عام من الصعب جدا سرد كافة الانتهاكات والعنف الذي طال الحقوق والحريات في اليمن بشكل عام من قبل هذه المليشيات السلالية العنصرية والمتوحشة في تقرير بسيط كهذا ، بل ان المسألة تتطلب درسات ومجلدات فما قامت به هذه المليشيا طال كل تفاصيل الحياة الانسانية في البلد ..
وهناك عشرات المواضيع تحتاج الى الوقوف عليها مطولا منها: «استهداف المدنيين، ضحايا الألغام، الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري، التعذيب، انتهاكات ضد الأطفال، انتهاكات ضد المرأة، انتهاكات بحق المنشئات العامة والخاصة، التضييق على الصحفيين والكتاب، التهجير القسري، تفجير منازل الخصوم، انتهاك الحرية الدينية، انتهاك حرية الاعلام والتعبير، استخدام المدنيين كدروع بشرية» ، وغيرها كثيرة وقد اردنا في هذا التقرير التذكير ببعض المقتطافات البسيطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى