مقالات

كيف نتوقع أحداث الشهور القادمة؟

أحمد فهمي

لنتخيل المشهد السياسي بحسب هذا المثال:
افترض أن عدداً من اللاعبين يدورون في حركات عشوائية ومسارات غير منتظمة حول بعضهم، وهم مجبرون على الحركة: الرئاسة- الأحزاب الإسلامية – جبهة الإنقاذ- الجيش- الشعب ..
هذا الوصف يعني أن الوضع السياسي في حالة سيولة..

طيب ما العمل وكيف نتخلص من هذه السيولة أو نوظفها لصالحنا؟
الحل هو: “التوقف” عن الحركة..
“التوقف” في الواقع يعني أن يتم التحالف بين اثنين من اللاعبين بصورة قوية ومؤكدة أمام الرأي العام الذي أصابه الملل من هذه السيولة الدائمة..

إذا اتخذ لاعبان فقط قراراً واضحا بالتوقف – متضامنين- عن الحركة العشوائية، سوف يبدأ المشهد في التماسك، وسوف يتوجه أغلب اللاعبين المتبقين في حركة تلقائية للالتفاف حول الكتلة الجديدة المتماسكة، التي سيتحول تماسكها إلى نفوذ تفرضه على الآخرين..

ما احتمالات التحالف- التوقف- الواردة ؟
– يمكن أن يعلن الجيش تأييده الواضح والصريح للرئاسة، أو للأحزاب الإسلامية، أو للجبهة، فيكون هذا التأييد بمثابة إشارة واضحة ينتظرها الشعب ليذعن للوضع الجديد..
– يمكن أن يعلن الجيش تحالفه مع الشعب، أو بعبارة أخرى “الانقلاب” وإعادة رسم المشهد من جديد..
– يمكن أن تتحالف الأحزاب الإسلامية مع الرئاسة، تحالفا حقيقيا مستمرا..
– من المستبعد أن تتحالف الأحزاب الإسلامية مجتمعة مع جبهة الإنقاذ..
– كذلك من الناحية النظرية، فإن الشعب لا يبادر بالتحالف مع أحد اللاعبين، إلا عن طريق الثورة أو المشاركة في الانتخابات..
– يمكن أن يظل الوضع على ما هو عليه- السيولة- فترة طويلة دون تدخل حاسم من أحد اللاعبين..

الاحتمالات الأقرب للتحقق:
المعيار الأهم هنا هو “القدرة على المبادرة” فالفرصة ليست متاحة لكل اللاعبين..
.. الشعب لن يبادر كما سبق إلا في حالتين..
.. الجيش لن يؤيد أحزابا بصورة علنية، والمسار العلني منحصر في الرئاسة..
.. جبهة الإنقاذ فقدت القدرة على المبادرة، والتحالف معها انتحار سياسي..
.. من يملك المبادرة الحقيقية حاليا 3 لاعبين: الرئاسة، الجيش، الأحزاب الإسلامية..
المسارات واضحة، والمبادرة مطلوبة، والتأخير يزيد سيولة المشهد..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى