مقالات

مؤامرة الاحتلال: دعاية كاذبة وحرب مستمرة ضد غزة

بقلم /صالح يوسف
زعم الاحتلال الإسرائيلي أن استئناف عدوانه على قطاع غزة يعود إلى رفض حركة حماس التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى الإسرائيليين. إلا أن هذا الادعاء لا يعدو كونه دعاية مضللة، فإسرائيل استعادت العديد من أسراها عبر اتفاقات لوقف إطلاق النار، ولم يكن ذلك نتيجة الحرب. كما أكد وزير الحرب الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، أن الصفقة مع حماس كان من الممكن أن تتم بشروط أفضل لولا تعنت رئيس حكومة العدو الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. لم يلتزم الاحتلال ببنود الاتفاق، بل سعى إلى تحويله إلى مجرد تبادل أسرى دون توقف العدوان.
تكمن المشكلة الأساسية في الإرادة الإسرائيلية التي تسعى لفصل ملف الأسرى عن استمرار الحرب. الاحتلال الإسرائيلي لا يريد التوصل إلى صفقة تبادل أسرى فحسب، بل تسعى سلطاته إلى أهداف أكبر من ذلك، فهي تهدف إلى أن تُسلم المقاومة سلاحها، وتتخلى حماس عن حكم غزة، ثم يتم تهجير سكانها لإعادة احتلالها من جديد. أما بالنسبة لحماس، فقد التزمت بنص الاتفاق وروحه في المرحلة الأولى من صفقة التبادل، وقدمت تنازلات لمصلحة الشعب الفلسطيني في مسعى لرد العدوان. بل وقبلت بمقترح المبعوث الأمريكي، الذي يقضي بإطلاق سراح خمسة أسرى مقابل تمديد وقف إطلاق النار، على أن تكون هذه الخطوة جزءًا من المرحلة الثانية، التي تضمن انسحاب الاحتلال والتزامه بعدم استئناف عدوانه على القطاع بعد تسليم باقي الأسرى. إلا أن إسرائيل والولايات المتحدة انقلبا على مبادرة المبعوث الأمريكي، وواصلوا عمليات الإبادة الجماعية والهجوم البري الواسع.
علاوة على ذلك، رفضت إسرائيل والولايات المتحدة خطة إعادة إعمار غزة التي قدمتها الدول العربية بعد الحرب، مما يعكس تمسك إسرائيل بمساعيها لإضعاف حماس والمقاومة الفلسطينية.
تتداخل السياسات الإسرائيلية في غزة مع سياسة الاحتلال في الضفة الغربية، حيث تتسارع حملات التهجير والعدوان. وبالدعم الأمريكي، فإن هذه السياسات التدميرية لا تواجه معارضة جادة، مما يجعل من العودة إلى الحرب على غزة أمرًا حتميا . ويرتبط ذلك أيضًا بالصراعات الداخلية في إسرائيل، مثل هروب نتنياهو من الملاحقة القضائية، وصراع اليمين الإسرائيلي على السلطة، وهو ما قد يفسر استمرار الحرب وعودتها.
اليوم، باتت غزة بحاجة ماسة إلى موقف عربي ودولي حازم في مواجهة عمليات الإبادة الجماعية والتهجير المتواصل ضد سكان القطاع، حيث دمر الاحتلال جميع مظاهر الحياة هناك، وأهلك الإنسان والحجر والشجر. كما شرع في فرض حصار خانق، مانعًا عن سكان غزة الماء والغذاء والكساء والدواء والكهرباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى