مجلس الأمن يقرر فرض عقوبات خلال الايام القادمة على معرقلي التسوية السياسية
الرشاد برس-متاعبات
أقر الرئيس الدوري لمجلس الأمن المندوب الدائم للأردن لدى الأمم المتحدة رعد بن زيد بن حسين على قرار أممي في الايام القليلة القادمة يستجيب لتطلعات الشعب والحكومة اليمنية وكذا النظر في امكانية اخذ تدابير إضافية على المعرقلين.
وقال زيد ” لابد ان يجتمع الخبراء أولاً وقبل كل شيء لمناقشة التفاصيل وتحديد نوعية التدابير “.. مؤكداً في ذات الوقت أن جميع الاعضاء في المجلس متفقين على موضوع التدابير ولكن لم يتم تحديد تفاصيلها او نوعها في الوقت الراهن.
وأستدرك الرئيس الدوري لمجلس الأمن قائلا:” لا اريد ان استبق الحديث للاجتماعات اللاحقة للخبراء لكن من المحتمل ان تتخذ تدابير .. في رغبة واضحة ان يتخذ المجلس تدابير للتعامل مع المعرقلين لكن طبيعة التدابير سيتم بحثها في الأيام القادمة”.
وكان مجلس الامن استمع خلال جلسة المشاورات المغلقة التي استمرت قرابة ثلاثة ساعات إلى التقرير المرفوع من مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر ، والمتضمن آخر المستجدات على الساحة اليمنية وعلى وجه خاص ما تم انجازه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل والوثيقة التي خرج بها اليمنيون المتحاورون بالإضافة الى التحديات السياسية التي مازالت تواجه العملية السياسية في اليمن.
وعقب جلسة المشاورات أدلى مساعد أمين عام الأمم المتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بنعمر بتصريح لوسائل الاعلام حول أهم ما ورد في مضامين تقريره المقدم للجلسة وتقييمه لمستوى التقدم المحرز في العملية السياسية في اليمن، في ضوء اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني فضلا عن التحديات الراهنة والمهام المقبلة.
وقال :” قدّمت إحاطة إلى مجلس الأمن حول زيارتي السابعة والعشرين إلى اليمن, وأسعدني أن أبلغهم بإنجاز تاريخي هو اختتام مؤتمر الحوار الوطني، وكانت العملية شاملة فيما يتعلق بمشاركة المكوّنات والقضايا التي نوقشت.. كما كان الحوار الوطني جدياً وحيوياً، ويستحق اليمنيون التهنئة على إنجازهم”.
وأوضح المبعوث الأممي أن العملية الانتقالية في اليمن هي العملية التفاوضية الوحيدة في إطار بلدان الربيع العربي،. مبينا أن اليمن أصبح البلد الذي شهد حواراً وطنياً هو الأكثر أصالة وشفافية وتشاركية.
وتابع قائلا:” يعود الفضل في إطلاق عملية التغيير هذه إلى شجاعة الشباب الذين نزلوا إلى الساحات عام 2011 ومن دون جهودهم وحراكهم وتضحياتهم لما كان اليمن بلغ هذه المرحلة اليوم”.
وأردف بنعمر قائلا:” في إطار اتفاق حلّ القضية الجنوبية، توافق مؤتمر الحوار الوطني على إعادة هيكلة الدولة على أساس اتحادي، ونقل السلطة من المركز إلى المستويين الإقليمي والمحلي”،
ومضى قائلا:” حيث سيصبح للمواطنين قدرة أكبر على التحكم في مصيرهم، وسوف يخدم اليمن الاتحادي الديموقراطي الجديد المواطنين على أساس المواطنة المتساوية واحترام وتعزيز حقوق الإنسان والحريات في ظل حكم القانون”.
ولفت إلى أنه أبلغ مجلس الأمن أنّ الرئيس عبدربه منصور هادي أظهر قيادة قوية في المضي بمؤتمر الحوار الوطني نحو ختام ناجح، ويستحقّ كلّ الدعم.
واستطرد المبعوث الأممي قائلا :”باختصار، قدم اليمنيون مجموعة أسس و مبادئ لبناء نظام حكم ديموقراطي جديد، ووضعوا البلاد على مسار تقدمي لا يمكن بعده العودة إلى الوراء”.
وأكد أن العملية الاتتقالية تقدّمت بشكل حقيقي، وهناك بداية لثقافة سياسية جديدة في اليمن،
وأستدرك :” لكن الوضع مايزال هشاً.. وكما ذكر مجلس الأمن في بيانه الأخير في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، ما تزال عناصر من النظام السابق تتلاعب بمسار التغيير وتعرقله وتقوّضه بهدف العودة إلى الوراء وتقويض العملية الانتقالية”.. معتبرا أن كلّ المكاسب التي تحققت هي الآن مهددة.
وكشف بنعمر أنه أبلغ مجلس الأمن بوجود عرقلة ممنهجة وواضحة تشكل تهديداً حقيقياً قد يغرق البلاد في فوضى إذا لم تتمّ إزالة هذا التهديد قريباً.
وتابع :” قلت لمجلس الأمن إنّ الشعب اليمني يفعل ما في وسعه لإنجاح العملية السياسية ويعوّل على مجلس الأمن لكي يقوم بدوره كذلك”.
وبشأن الحلول والضمانات التي تمخضت عن مؤتمر الحوار لمعالجة القضية الجنوبية قال بنعمر :” اعتقد ان ما تحقق في مؤتمر الحوار الوطني في اليمن .. مكاسب كبيرة بالنسبة للقضية الجنوبية وللجنوبين ولجميع اليمنيين “.
وأضاف:” الاتفاق الذي وقع عليه حول الحل العادل للقضية الجنوبية يؤسس لبداية جديدة دولة موحدة على اساس جديد .. دولة فدرالية .. دولة اتحادية مبنية على المواطنة المتساوية ومبادئ حقوق الانسان وتمت معالجة الماضي”
وعبر المبعوث الأممي في ختام تصريحه عن شكره لمجلس الأمن على ثقته ودعمه الكبير لدوره كمستشار خاص وللمساعي الحميدة لأمين عام الأمم المتحدة في العمل مع اليمنيين على دفع عملية الانتقال السياسي قدماً.