مقالات

محاولة لإيجاد حلول للوضع المتأزم

 

محمد الغرباني

محمد علي الغرباني

لا يوجد ثمة ما يدعوا للخوف حول ما تمر به اليمن من فتن تجعل الحليم حيران، أكلت الأخضر واليابس، بل اكلت اللحم ودقت العظم.

 تدهورت أحوال الناس وهذا لا يخفى إلا على مكابر صاحب مصلحة من هذا الوضع المزري للبلد. والسؤال الذي يتحتم على الجميع الاجابه عليه هو: ما الحل للخروج من هذه الأزمة ؟

 واعتقد أن الجميع يؤمن بأن الحل في قوله تعالى ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” لكن يسأل الجميع كيف ؟ كل واحد منا أعرف بنفسه وخطأه فليراجع كل منا نفسه وليصلح ما بينه وبين الله فيصلح الله ما بينه وبين الناس.

 كما على الجميع أن يصبر نفسه ويلزمها الصمت وهذه رسالة خاصة بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي وخصوصا الحزبي منه، عليه أن يتق الله في البلد والمواطن، فلا ينقل كل ما يسمع وعليه التحري وإذا تحرى عليه أن يعرف المصلحة من نشر خبر ما، فليس كل ما يقع ينشر، من أجل تفادي الفتن والازمات.

 

على الجميع بكل اطيافهم أن يعلم أن الوطن للجميع ولن يختص به أحد وكل ما فيه هو ملك للجميع لا يحق لأحد أن يستأثر به على أحد، فإذا اتفقنا على ذلك لا يحق لأحد أن يدمر أو أن يعتدي على مصلحة عامة، لنختلف ولكن لا ندمر.

 وعلى الجميع أن يعلم أن هذا الوطن ليس ملكنا لوحدنا فقط ، بل هو ملك للأجيال القادمة ، فنتفق على الحفاظ على ممتلكاته وأراضيه ولنعد للأجيال القادمة، فالتاريخ لن يحابي أحدا وسيكشف الأسرار للناس، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فإن الله لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء.

 

فعلى الجميع بلا استثناء حكومة ومعارضة حوثيين وحراك جنوبي جماعات وقبائل واحزاب؛ عليهم جميعا توقيع ميثاق شرف مع وضع ضمانات بعدم المساس بالمصالح العامة أو تخريبها أو نهبها، ومن هذه المصالح العامة التربية والتعليم فيمنع الاعتداء أو فرض السيطرة أو حتى الوساطة أو القبيلة وكذا الرشوة فيها لأن هذه المصلحة العامة ليست لفئة معينة دون أخرى الكل مستفيد منها وهي أساس بناء الإنسان الذي هو أساس بناء الأوطان ، وهذا لا يتم إلا بمنع الحزبية داخل التربية والتعليم ، كما يمنع سيطرة حزب ما على التربية فينتقى الأكفاء من كل جهة وبالتساوي دون طغيان جهة على أخرى ، مع اتفاقنا المسبق على منع أي شكل من أشكال الحزبية أو.العصبية القبلية أو الرشوة أو الوساطة في هذا الصرح العظيم. مع اهتمامنا بجودة التعليم من خلال الاهتمام بجودة المدخلات وهم الطلاب والمعلمون والادارات وغيرهم.

 

نحن نعاني من ضعف التعليم الناتج من عدم وجود إدارات مؤهلة تأهيلا علميا تربويا تواكب التطورات التعليمية والتربوية أولا بأول ، كما نعاني من ضعف التأهيل للمعلمين إضافة إلى أن كثير من المعلمين لديه عمل إضافي آخر لعدم كفاية الراتب ، وتسرب مجموعة من المعلمين بسبب الغربة لطلب الرزق ، أو للشعور بعدم احترام مهنة التعليم سواء من قبل ادارات التربية التي ليست لديها الكفاءة الإدارية التربوية ،خصوصا إذا كان معيار توظيفهم في هذه المناصب الإدارية إنما هو الحزبية أو الوساطة أو المشيخة ، مع ما تكسبه هذه الإدارات الأمية ( أمية تربويا) من المعلمين المتسربين من إتاوات ورشاوي.

 

 كما يجب علينا حل مشكلة التسرب الطلابي من المدارس وأخذ ذلك بعين الاعتبار من خلال البحث والتقصي عن الأسباب الحقيقية وسبل حلها ، فإن كانت مادية كمن يعيل أسرة أو فقر أو غير ذلك جعلنا لها حلولا مناسبة كمرتبات الضمان الاجتماعي أو توظيفهم كعمال في مصنع أو مؤسسة وغيرها مع تفريغ وقت مسائي للتعليم من أجل مواصلتهم للتعليم.

 وإن كانت مشاكل اجتماعية فتقوم مؤسسات اجتماعية حكومية بدراسة هذه الحالات وعمل حلول لها .

 ويجب علينا أن نفعل الشراكة المجتمعية مع التربية والتعليم سواء. بقية الوزارات أو شركات أو مصانع أو تجار ولا ننسى الأسرة والمسجد والنادي كمحاضن اجتماعية ،هذا من جانب ومن الجانب الآخر لا بد من ربط علاقة قوية بين التربية والتعليم وبين الجامعات وكليات التربية من خلال الابحاث التربوية التي تعمل على تطوير ورفع مستوى التعليم بشكل عام ،في الوقت الذي تستطيع أن تطبق ابحاثها على المدارس والمراكز والادارات التعليمية والتربوية لمكاتب التربية.

 

 لا شك أن كل واحد منا يتمنى أن يكون ولده أفضل منه وأن يحصل على التعليم والفائدة التي لم يستطع أن يحصل عليها هو وهذا لن يكون ما لم نجنب التربية والتعليم مهاتراتنا ومماحكاتنا السياسية والقبلية والعصبية، ونتمنى أن يحصل أبناء الآخرين مثلما نريد أن يحصل عليه ابنائنا من التعليم في هذا الوقت فقط سنرى أثر التعليم على حياتنا ومجتمعنا اليمني.

 

 وموضوع التربية والتعليم والتحديات المعاصرة موضوع شائك وطويل يحتاج إلى مقالات وأبحاث ولعل الله يسهل ذلك بمنه وكرمه في الأيام القادمة.

………….

 أستشاري تربوي ماجستير إدارة وإشراف تربوي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى