مدير أمن الحديدة : أكثر الأسلحة المهربة تتجه إلى صعدة ،،
العميد ركن محمد أحمد أمين المقالح، تعين مديراً لأمن محافظة الحديدة بداية شهر سبتمبر من العام الماضي 2012م، لكنه خلال هذه الفترة البسيطة أستطاع وبتعاون أفراد الأمن القبض على العديد من كميات الأسلحة المهربة التي تعد أكبر الكميات المضبوطة في تاريخ أمن المحافظة، وكذا كميات الحشيش التي يقف وراءها تجار لهم تجارة في ذلك. و”الأهالي” تلتقيه في هذا الحوار ذات الصلة..
استطاع أفراد الأمن بنقاط متفرقة خلال الأيام الماضية ضبط كميات من الحشيش المخدر، كيف تم التعامل معها؟ وهل كشفتم من يقف وراءها؟
– بالفعل ضبطت كميات من الحشيش خلال فترة وجيزة بحوالي طن ونصف من الحشيش المخدر، وتم ضبط المتهمين الحائزين على الكميات وكلهم ممن يعمل بهذا المجال بالتجارة ونقل المخدرات، إلا أن هناك من يديرون تلك التجارة وقد تم كشف هويتهم من خلال التحقيقات، وكل هذه القضايا يتم إحالتها إلى النيابة المتخصصة.
هل يعني ذلك أن تجارة الحشيش والمخدرات منتشرة وموجودة من الفترة الماضية؟
– حينما نتكلم كرجال قانون يجب أن يكون لدينا الدليل بأيدينا، لكن التكهنات تكون واردة، فلا يعقل أن يغامر تاجر المخدرات بنقل كمية خمسمائة كيلو مثلاً دون أن تسبقه كميات تم نقلها بنجاح، ولذلك أمن القناوص ضبط خمسمائة وتسعه كيلو جرام من الحشيش الخارجي وهي تعد أعلى رقم منذ أربعة أشهر من ضمن الكميات التي تم ضبطها خلال تلك الفترة.
> حدثنا عن الأسلحة التي تم ضبطها في النقاط الأمنية في المحافظة خلال العام الماضي وكيف تعاملتم معها وأين ذهبت؟
– ضبطت أجهزة الأمن بالمحافظة العديد من الأسلحة أثناء الحملات الأمنية المستمرة حتى اليوم، وذلك لمنع المظاهر المسلحة بالمحافظة، لكن سؤالك يركز عن الكميات التجارية المضبوطة. بالفعل ضبطت الأجهزة الأمنية العديد من الأسلحة من الآليات”كلاشنكوف” والمسدسات المتنوعة، وكان أشهر هذه الكميات التي ضبطت في نقطة مديرية حيس جنوب مدينة الحديدة تقدر بخمسة ألف وخمسمائة وواحد وثلاثين مسدس تركي الصنع، وكانت هذه الشحنة مخبأة بطريقة لا توحي بوجود شيء، إلا أن وجود الحس الأمني لدى رجال الأمن مكنهم من ضبط الشحنة، ولذلك حصل رجال الأمن على تكريم من فخامة الأخ رئيس الجمهورية حفظه الله، حيث منحهم ترقية إلى ملازم ثان وكذلك منحهم وسام الواجب، كما منح مبلغ مليون ريال لكل واحد منهم، والحقيقة أن هذا التكريم يعد تكريماً لكل رجال الأمن المنتسبين لوزارة الداخلية بصفة عامة ولرجال الأمن بالحديدة بصفة خاصة. وأعتقد أنها لفتة كريمة من الأخ رئيس الجمهورية تجاه جنود الأمن كنا قد افتقدناها منذ عقود من الزمن، لقد أحدث هذا التكريم أثره برفع الروح المعنوية لكل رجال الأمن، وانهزمت الروح المعنوية لدى المهربين والخارجين عن القانون أياً كانوا.
> بعد العمليات التي من خلالها ضبطت الأسلحة، هل قمتم بحملات أو خطط أمنية لمتابعة عمليات تهريب الأسلحة؟
– تعلمون أن محافظة الحديدة ساحلية وممتدة ولها حدود مع محافظة تعز وذمار وصنعاء وريمة والمحويت وحجة وطرقها متعددة ونحن نعلم تلك التحديات التي تواجهنا، لكننا نعمل بخطى ثابتة لتحقيق الأمن ومنع الاختراقات، فقد أنشأنا نقاط مراقبة في كل من مديرية السخنة ومنطقة المثلث الذي يربط مديرية المراوغة ومديرية باجل ومديرية برع ومديرية السخنة كي نراقب خط السير من مديرية المنصورية للسخنة. أيضاً ننفذ في خطتنا إغلاق منافذ موصلة لمحافظة المحويت من جانب مديرية المغلاف، أيضا نحن حالياً قمنا بنقل نقط مراقبة غير مجدية إلى مكان تقاطع مهم في خط مديرية الضحي، وكذا نفذنا نقط مراقبة أمنية تربط مديرية المغلاف بمدرية القناوص، واستحدثنا مركزا أمنيا على الساحل بمنطقة ابن عباس مدعوماً بطقم حديث للمراقبة لعمليات التهريب. نحن نقيم أوضاعنا الأمنية بصورة مستمرة ودقيقة ونعمل بسرعة وفق معطيات الواقع الأمني. هناك الكثير من الانجازات في مجال الخطط والتنفيذ على أرض الواقع، وهناك خلال الأيام القادمة بإذن الله سيتم وضع نقط مراقبة أمنية على طول الشريط الساحلي تراقب الوضع الأمني وترصد تحركات الخارجين عن القانون وضبطهم في حالات التلبس.
> أثناء عمليات التحقيق مع المهربين للأسلحة، ما هي أكثر المناطق التي كانت متجهة إليها الأسلحة؟
– محافظة صعدة ومناطق أخرى.
> هل يعني ذلك أن الحوثيين في شمال اليمن يعتبرون محافظة الحديدة ممراً لتهريب الأسلحة إليهم؟
– تعلمون أن صعدة ليست كلها مع الحوثيين بل إنهم متمركزون بصورة أساسية في مديريتين ولا يمثلون أهل صعدة ولذلك هم يسعون للحصول على السلاح، ومحافظة الحديدة تقع على ساحل البحر وتعد ممراً للوصول إلى صعده، خاصة إذا كان مصدر التهريب محافظة تعز أو أي محافظة أخرى تقع على البحر العربي.
> هل تتوقعون مزيدا من الأسلحة المهربة عبر منافذ برية وبحرية في محافظة الحديدة؟
– اليمن يمر بمرحلة صعبة والعصابات الإجرامية تعجبها الحياة في بيئة غير نظيفة، ونحن نتوقع من تلك العصابات أن تستغل الوضع لممارسة تلك الأفعال الخارجة عن القانون، ولكننا نؤكد أن رجال الأمن لهم بالمرصاد ولن نتردد في التعامل معهم لكبح جماحهم الشيطانية في إغراق البلد بالأسلحة القصد منها إزهاق الأرواح البريئة.
> ما هي خطتكم الأمنية لمواجهة عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات لهذا العام؟
– تفعيل أجهزة البحث والتحري، فقد تم دعم البحث الجنائي بقوة كافية وآليات وهم اليوم يعملون وفق خطط لضبط جرائم المخدرات، وضبط الخارجين عن القانون، وهناك تنسيق بين كل أجهزة الأمن بالمحافظة. لا يزال العمل لمنع المظاهر المسلحة قائم سواء داخل المدن أو النقاط. بالنسبة للأشخاص المخولين بموجب تصاريح حمل السلاح، عليهم عدم التجول بالسلاح وإلا فإنهم يعتبرون مخالفين لمضمون التصريح وسيتعرضون للضبط، ونحن نعمل ضمن خطة تقرها وزارة الداخلية، إضافة إلى ما سبق من توضيح لإجراءات تم اتخاذها على أرض الواقع، نحن نتعامل مع الخارجين عن القانون في مجالات تهريب السلاح والمخدرات وفق خطة تواجه خطط المجرمين. فمثلاً حينما ضبطت الأجهزة الأمنية المخدرات في طريق معين، فإن الخارجين عن القانون يقومون بتغيير طريقهم إلى مكان آخر، أي أننا نغير خططنا لمواجهة أسلوب المهربين، لسنا جامدين في التفكير فلدينا من المرونة والسرعة ما يجعلنا نغير من خططنا. وبالرغم من ذلك تواجهنا صعوبات جمة وتحدث اختراقات، فالجريمة موجودة ولا يمكن لأي إنسان القدرة على منعها، لكن المنطق الذي نستطيع قوله أنه بمقدورنا الحد منها.
> ماذا عن عمليات الاعتداءات المسلحة من قبل عصابات التقطع، والتي كان آخرها مصادرة سيارة على مواطن نهاية الأسبوع الماضي بحارة 7يوليو؟
-كما قلت سابقاً لا يخلو أي مجتمع من الجريمة، وفي هذا الشأن لا يزال البحث الجنائي يتابع القضية وهناك تحقيق جدي وسنعرف النتائج، وأنا أؤكد على أن هناك عناصر إجرامية هدفها زعزعة أمن البلاد تمارس الجريمة، هؤلاء المجرمون لا ينتمون إلى أي دين، ولا عندهم وازع من ضمير إنساني، لكن ستطالهم يد العدالة قريباً بإذن الله.
> كيف تتعاملون معهم خصوصاً وأن هناك مراقبين يؤكدون زيادة وجود العناصر المسلحة التي تقلق السكينة العامة؟
– لدينا أطقم الحملة الأمنية تتحرك على مدار اليوم لضبط أي عناصر مسلحة، كما أن لدينا حملات التفتيش في المدينة ونحن يومياً نضبط أسلحة.
وهناك بعض الصعوبات ومنها مسلحين مرافقين لأعضاء مجلس النواب وقادة عسكريين مع مرافقيهم وكبار مسئولي الدولة محافظين وغيرهم والمرخص لهم بحمل السلاح، هؤلاء أحياناً يتجولون بالأسلحة دون مراعاة لمشاعر المجتمع الذي أصبح يكره هذه المظاهر وينظر إليها بازدراء. ويزداد هؤلاء الزوار إلى الحديدة خاصة هذه الأيام في فصل الشتاء.