مقالات

مشاورات السويد بعد الآن : أمل أم سراب

مقال /أواب اليمني

مثلت مشاورات السويد بارقة أمل لأنها الحرب ووقف معاناة المواطنين ، إذ اتت بعد عامين ونصف من انهيار مفاوضات الكويت في يوليو 2016 وبعد فشل مشاورات جنيف في 6 سبتمبر 2018.
وقد جاءت مشاورات السويد في ظل تجدد المعارك واشتدادها في الحديدة وكانت قوات الجيش الوطني وقوات العمالقة بدعم التحالف العربي قاب قوسين أو أدنى من حسم المعركة ، ولكن الضغوط الدولية على التحالف العربي ادت لوقف المعركة بسبب تدهور الوضع الإنساني.
وفي نهاية اسبوع المفاوضات التي عقدت في السويد منتصف شهر ديسمبر توصل الطرفان في 13 ديسمبر 2018 الى اتفاق تضمن النقاط التالية :
اتفاق حول الحديدة
آلية تنفيذ تبادل الاسرى
تفاهمات حول تعز
ولكن الأمر في الواقع ليس كما هو على الاوراق ، فمنذ الوهلة الاولى لم تظهر المليشيا الحوثية جديتها في السلام ، حيث شرعت في انتهاك البنود وخرق الهدنة المقررة لوقف إطلاق النار ، فقامت بسحب عناصرها صوريا من ميناء الحديدة واستبدلتهم بأخرين ، ويعد هذا السلوك المتعجرف مؤشرا أوليا وقاطعا على عدم جدية المليشيا الحوثية في السلام.
وكل هذه العمليات الاجرامية واللأخلاقية التي تنتهكها المليشيا الحوثية لم نجد صوتا أمميا يدين او يستنكر ، بل لا زال جريفيث يتبجح ويتمسخر قائلا :
أن تنفيذ اتفاق ستوكهولم يعتبر نجاحا كبيرا وواضحا في الحديدة ، وهو يغض الطرف عن خروقات المليشيا وانتهاكاتها المستمرة في الحديدة ، بل لا زال جريفيث يبحث ويتطلع الى مشاورات حديدة ونقول له :
يا سيد جريفث لا مشاورات قادمة ما لم تنفذ اتفاقيات ستوكهولم ، فما فائدة المشاورات تلو المشاورات إن لم تنفذ على أرض الواقع.
ومنذ ذلك الوقت الى الان ومليشيا الحوثي تعمل على وضع العراقيل والعقبات أمام تنفيذ مخرجات السويد ، وما من يوم يمر إلا وتقوم بافتعال مشكلة اكبر من التي قبلها ، كان آخرها الاستهداف الإرهابي الاجرامي الغادر على قاعدة العند الجوية في لحج والتي راح ضحيتها رئيس الاستخبارات العسكرية طماح الى جانب خمسة جنود استشهدوا ، بالاضافة الى جرح واصابة اكثر من عشرين شخصا بينهم قيادات عسكرية كبيرة.
وعلى هذا الوقع ، تجمع اوساط سياسية ودبلوماسية عربية ويمنية على فشل وانهيار مشاورات السويد ، حيث تتضاءل وتضمخل فرص نجاح اتفاق ستوكهولم يوما بعد آخر ، بل اصبح مستحيلا خصوصا مع تجدد الاشتباكات في الحديدة بشكل متصاعد ، وفي الوقت الذي اعلن الجيش الوطني رصده اكثر من 464 خرقا ارتكبتها مليشيا الحوثي الانقلابية منذ بد سريان الهدنة ووقف اطلاق النار.
فهل يمكن لمشاورات السويد ان ترى النور في ظل خروقات المليشيا ، ام انها كسراب بقيعة يحسبه اليمنيون حلا ، حتى إذا جاؤوه لم يجدوه كذلك ؟؟

أواب اليمني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى