مقالات

مصارع الظلم..

محمد الغبان
محمد الغبان

تعتريني القشعريرة حينما أطالع جثث الأطفال مرمية بطريق وحشية ما بين مقطوع الرأس ومبتور الأطراف، فضلًا عمن قضى تحت التعذيب وآثار فتحات المثقاب (الدريل) في رأسه وجذعه، حتى في أفلام الخيال والرعب لم نر مثل ذلك..

حينما كنت أسمع عن جزاء الظالمين يصيبني الغثيان من قوة ما أسمع من عواقب وعقوبات، ولم أكن أتصور يوم كنت طفلًا أن هناك وحشية -مهما بلغت- تستحق تلك العقوبات، حتى رأيت الوجوه التي نزع عنها جلدها، والأطراف المتناثرة لأناس أبرياء..

رأيت جثثًا مُثِّل بها فتذكرت موقفي الطفولي البريء حينها، يا الله كم كنت ساذجًا حين كنت أتصور العقوبات حزمًا زائدًا لا مبرر له، لقد كنت أتعامل مع العالم بقلب الطفل الذي كان أقصى خياله من الظلم هو الضرب الموجع، كانت دمعة المنهور تمثل لي أقسى الآلام النفسية، ومنظر مجروح هي أقصى ما أتخيله من آلام جسدية. قرأنا في كتب التاريخ وقبلها كتب السير عمن ينشر بالمناشير، وعن محاكم التفتيش فلم يكن لتلك الأحداث في العقل قبول وإن كان فهو على مضض، ولكن حين قامت الثورة السورية الكاشفة تحقق ما كنا نسمع ونقرأ، رأينا في الإعلام من ينشر بمنشار الكهرباء علانية، ومن يدفن حيًا من أجل دينه علانية وعلى أجهزة الإعلام..

ورأينا جميعًا ما هو أعظم من ذلك، من ظلم العبد لربه بسجوده لمخلوق.. كفر بواح وشرك يفوح بالنّتَن، يسجد على وإلى صورة القرمطي ويقول عنه أنه الرب، هنا أيقنت أن الله أحكم الحاكمين، وأنه مهما قيل من عقوبات تنتظر هؤلاء فهي ستكون أكبر وأوفى مما نتخيل، ذلك أن الظلم عاقبته الهلاك في الدنيا، بل والعذاب الشديد في الآخره، وإن كان في حق الله بكفر أو شرك فهو أعظم.. أكرر أني كنت أعده نسجًا من الخيال أن يسجد لغير الله ويؤله غيره ممن يدعون الإسلام، تاريخ القرامطة كان عندي غير مصدق حتى رأيت أحفادهم فعلمت أن من سجل جرائمهم ترفق بهم في ذكرها وسردها ولم يسردها كاملة كما يجب. اللهم لا تسلط على عبادك من يسومهم سوء العذاب، واجعل اللهم ولايتهم في من خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه. كتبه:

أبو أسامة محمد بن عبدالحكيم الغبان @GhabbanM

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى