مقالات

عزل الرئيس وإعلان الحرب

 

كاتب صحفي
كاتب صحفي

 

زكريا السادة

يأتي عزل المؤتمر الشعبي العام للرئيس عبدربه منصورهادي بمثابة إعلان حرب ضده وضد من شملهم العزل الحزبي ، ولن يقتصر ذلك على هذه القيادة فلربما توسعت دائرة الانشقاقات بدلاً من الطرد أو العزل كما جرى في العام 2011م عندما أعلنت قيادات من بينها عسكرية مقربة الانشقاق عن قيادة “صالح” وقتذاك ، هذا العزل الذي شمل الدكتور الإرياني مهندس السياسة الأول في حزب المؤتمر وصاحب المشورة التي هدأت من روع “صالح” بعد ليلة عصيبة عاشها عقب إعلان اللواء علي محسن الأحمر تأييده للثورة ومساندته لها ، هذا الحزب الذي يرأسه “صالح” لا زال يحافظ على بقاءه عبر حقائب وزارية ومقاعد في مجلسي النواب والشورى وإلا لكان بقاءه من المستحيلات إذا حققت ثورة 2011م أهدافها وأزاحت الرئيس والحزب عن إدارة البلاد ، وبعد هذه القترة التي عاشها الحزب برئاسة “صالح” أوجدت منه المعارض الناقم للوضع عبر قنواته وتحالفاته وصحفه ، ولم يكن الحزب بعيداً عن كل ما يحدث فقد كان عدد من الحقائب الوزارية تحت طاولته وكان “الزعيم” يعوض ما فاته بجملة (رئيس المؤتمر الشعبي العام) ، ولأن الرئيس “هادي” يعتبر أمين عام المؤتمر الشعبي العام فقد ظل تنظيمياً تحت هذا المسمى إلا أن الأخير بدء التمرد عن هذا الإحساس والانتماء وأستمر لا يلتفت لهذا الحزب الذي شب عن طوقه .

ما يدور في كواليس هذا الحزب الذي سخر كل بياناته لصالح “صالح” يجعل الكثير ممن ينتمون له يبتعدون عن دائرته التنظيمية وأعماله السياسية وخاصة عندما شعر بذلك “هادي” الذي لم يطيق الشعارات التي رددت ضده وكانت تقول (يا علي أرجع عبده ربه ما ينفع) وجاء عقبها إغلاق قناة اليمن اليوم التي أعتبرها “هادي” لسان “صالح” التي تنال منه بالدرجة الأولى ، لم يأتي حينها عزل ” هادي” كرد فعل عن تصرفات سابقة وانقطاع ذات البين بين رئيس المؤتمر وأمين حزبه إلى جاءت آخر ورقة يستخدماها “صالح” ضد من يشك في ولاءه ومهما جاء ذلك تحت مبرر من يتقلد منصب في الدولة فأنه يخرج من حزبه وإن كان كذلك فهذا الأمر مفصل بمواصفات الزعيم الذي لم يعد يطمح إلا بتسمية “الزعيم” ورئيس المؤتمر ، ولأن الواقع سيختلف بعد عزل الرئيس “هادي” من حزب هو بغنى عنه أصلاً وخاصة بعد إنظمام الإرياني الذي لا نستبعد أن يكون هو الأخر يعي جيداً معنى هذا العزل ونتوقع أن يكون هو من قدم هذه المشورة “لصالح” فكم أرق هذا الحزب الدكتور الإرياني خاصة أنه كان ممثله في التوقيعات .

“هادي” الذي بات خارج دائرة الحزب سيكون في مرمى حزب المؤتمر ولا نستبعد أن يجدد اتهامه “لصالح” بالانقلاب عليه فقد كان الأول يطالب المجتمع الدولي بإخراج”صالح” من البلاد إلى أن جاءت العقوبات الدولية متأخرة والتي طلبت من “صالح” مغادرة اليمن حتى وصلت إلى عقوبة تجميد أرصدته ومنعه من السفر وهذا ما لا يقبله “صالح” في وقت يجد نفسه منتصر على خصومه تماماً عبر تحالفات مسلحة مكنته من فتح صفحة جديدة وأعلن انضمامه لهم رسمياً ، لن يكون “هادي” في مأمن خصوصاً بعد أن تدهورت علاقته بأحزاب اللقاء المشترك وخاصة الإصلاح الذي يعتبره صاحب الضوء الأخضر للمواجهات المسلحة الحوثية والتي باتت هي الأخرى تشك بموقعة كرئيس حاول الزج بهم في مواجهات مسلحة مع الإصلاح والفرقة لولا أن تلك الأطراف تراجعت عن المواجهات لبقى الحوثي يعيش فصول حرب لا دهر لها .

في واقع الأمر لم يعد بيد الرئيس “هادي” سوى تلك الورقة الدولية التي يمكن أن تخلصه من “صالح” والمؤشرات القوية من توجه المجتمع الدولي لمساعدته بذلك عبر خطوات ستحسم أمر هادي وصالح معاً ، وإن كانت قائمة العزل الحزبي قد ضمت “الإرياني” الذي يعي السياسة الدولية جيداً فهذا تخلي واضح عن “صالح” الذي بات يواجه المجتمع الدولي كمعرقل رئيسي للعملية السياسية في اليمن ، ومن المتوقع أن تتغير موازين القوى لدى “صالح” إن وأجه عقوبات دولية وهذا ما سيخشاه حلفاءه على أنفسهم في مرحلة جديدة سيعيشها رئيس المؤتمر الشعبي العام. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى