مقالات
مقبل بن هادي الوادعي صفاته والحرص على قومه …
بقلم /🖊محمد شبيبة
ألقت الدنيا زمامها بين يديه فكان يقول خذوها بخطامها وكلموا الوصابي يشتري بها تغذية لطلاب الدار.
زاره بعض التجار من دول غنية فأدهشهم سُكْناه.. في بيتٍ طيني، ضيق الغرف، قريب السقف، مكشوف الخشب، فقرروا في الحال أن يبنوا له بيتاً يليق بمقامه … لكن الشيخ أبىٰ وقال لهم جزاكم الله خيراً.. بيتي هذا يكفيني وزيادة
كان في خروجاته الدعوية يستقل سيارة قديمة فعرض عليه طلابه أن يشتروا سيارة تترفق بعظامه ، فقال لهم وهل هناك أحسن من سيارتنا هذه!!
كان يأكل من أكل طلابه
( رز وبطاط ، أو خبز وإِدام ) وأشتد به المرض ذات يوم فنصحه الطبيب أن يهتم بتغذيته فصعد على كرسي الدرس بجسم مُنهك واستاذنهم بصوت واهن … ياأبنائي أريد منكم أن تسامحوني فسوف اتغدى اليوم على شيءٍ من لحم ومرق … فلا تسأل كيف أجهش الطلاب بالبكاء فهم يعرفون شيخهم وشفافيته وزهده
حمل إليه أحد الطلاب أمانةً، وهي عبارة عن هدية خاصة به وحين وُضِعَت بين يديه لم ينظر إليها ولم يسأل عن مقدارها وإنما سأل الطالب حين رآه متقدما في العمر، هل أنت متزوج يابني؟
فقال : لا، فأعطاه الشيخ الجمل بما حمل!!
فقال الطالب ياشيخ هذه دولارات وليست ريالات وهي تزيد عن حاجتي بل وتكفي لزواج عدد من الأخوة، فقال الشيخ خذها يابني فهي رزق ساقه الله إليك.
قدمتُ لزيارته في جمع من الزملاء نتزاحم في سيارتين،
تارة تحملنا وتارة نحملها- لتخرج من بطن الوادي – وحين وصلنا رحب بنا الشيخ وجلس لنا على التراب كعادته ثم أثار موضوعاً ناقشته فيه فغضب مني رفقاء الطريق، كيف أناقش الشيخ!! وعادوا إلى صعدة بدوني … تركوني لامال في جيبي ولاسيارة تقلني ولا عصا ترافقني وحينما علم الشيخ أصر أن أكون ضيفه فاعتذرت فدعىٰ الشيخَ تركي الوادعي وأمره أن يوصلني على سيارته…. فأبدلني الله عن التزاحم في صندوق الددسن باسترخاءٍ في مقدمة سيارة الشيخ
🔸كتب في وصيته بأنه عاد من السعودية وهو لايملك شيئاً من المال وكل ماترك بعده ليس له وإنما ملك الدعوة
ومات الشيخ وهو لم يورث شيئاً قط إلا علماً أوله في دماج وآخره في أطراف أوروبا
هذا الشيخ وهذه أخلاقه وهكذا كانت صفاته
لا ينافس شيخاً على مكانه ولا مسؤولاً على منصبه… وكأن يردد (والله أن الكرسي لايساوي عندي بصلة)
لكن الكثير من أبناء ووجهاء محافظة صعدة للأسف كانوا يزهدون فيه ويلقبونه بابن قائده
وفي المناسبات والأعياد تتقدمهم طاساتهم للسلام على سيدهم مجد وسيدهم بدر يتزاحمون على لثم ركبهم كما يتزاحم الناس على الحجر الأسود
ووالله ماكان الشيخ يريدُ لهم ولا منهم هذا الفعل المشين
إنما كان يريد لهم التحرر من هذا الخضوع، ويرجو لهم التمرد على هذه البيئة التي يستعبدها الكهنوت وتسيطر عليها الشعوذة
كان يفرح إذا بعض أهل صعدة حضر درساً أو اقبل لسماع محاضرة
وكأنني أراه الآن وهم يحمل زنبيل العنب فوق رأسه وزنبيل الرمان في يده يقدمه بين أيديهم تغمره الفرحة بزيارتهم واستماعهم للدرس
كان لا يلتفت إلى دنياهم ولا يطلبهم شيئاً من أموالهم لكن الكثير للأسف أبوا إلا أن يستمر تدفق السمن والبيض لمولاهم ويقحموا أولادهم في المحرقة ليحكمهم سيدهم
وهذا ماكان!.. حكمهم ابن الحوثي ففتح لهم مقابر في كل مكان!!
سلام على الشيخ فقد كان يريد لأهل صعدة أن يتبعوا النص لا أن يقدسوا الشخص.
سلام عليه فهو علم من اعلامنا وادعيٌّ همداني يماني شيخ صعدة وابنها ومحدث اليمن وفخرها
اكتبوا عن سيرته ياأبناء صعدة واقرأوا كتبه وخاصة صعقة الزلزال فهي آخر ماكتب قلمه وخط بنانه هو منكم وأنتم منه هو أولى بكم وأنتم أولى به لايجوز أن يُترك لغلمان الرسي تنهش مجده ولا لزنابيل الإمامة تعتدي على مقامه
هو علم صعدة ومن تربتها والصق بها من الحوثي والرسي
سلام عليه فلسنا والله نقلده ولانعتقد بعصمته أوصحة كل ماقاله لاهو ولا غيره كيف لا وهو القائل لايقلدني إلا ساقط.
لكنه كان نظيفاً شريفاً صادقاً زاهداً حريصاً على صعدة وأهلها لم يسقهم إلى فتنة أو يرضى لهم أن يبقوا في مستنقع كهانة… وهذا والله يكفيه