مقالات

من الذي اغتال الدكتور شرف الدين؟

أكاديمي وباحث في شؤون الجماعات الاسلامية
أكاديمي وباحث في شؤون الجماعات الاسلامية

 د. محمد الزهيري

 كل الدلائل تؤكد ان الذي اغتال الدكتور شرف الدين وقبله الدكتور عبدالكريم جدبان هو الحوثي، ومن هذه الدلائل:

 1- منهج العنف والتصفيات الذي انتهجته جماعة الحوثي مع مخالفيها وبلغ ضحاياه 28الف نسمة ولم يستثن اقرب الناس اليها كالشيخ محمدعبدالعظيم الحوثي وطلابه، وهو زيدي من الاسرة نفسها، فقد قتل عدد منهم.

 2- الطائفية، ويخطئ الكثير من المثقفين المعاصرين الذين يقولون ان اليمن لم تعرف الطائفية، والحقيقة ان اصحاب هذا المنهج قد مارسوا الطائفية بأبشع صورها ليس ضد اهل السنة فقط انما ضد المخالفين لهم من الشيعة الزيدية والباطنية، ومثال ذلك: ما فعله الامام عبدالله بن حمزة مع الزيدية المطرفية، فقد قتل رجالهم وسبى ذراريهم وصادر كتبهم.

 

ومثله فعل الامام حميد الدين مع الشيعة المكارمة، فهل بقى طائفية ابشع من هذه الطائفية؟ّ!. فليس غريبا ان يغتال الحوثي من خالفه من انصاره فهي سيرة الجل من اسلافه، الهادي وعبدالله بن حمزة، والمطهر شرف الدين الذي قتل اخوته وقاتل اباه، وهذا اصل مبدأ الخروج الذي يقوم عليه هذا المنهج، والذي يقتضي ازالة كل ما يعترض سعيه للسلطة.

3- الثورية الفائرة التي تضيق بالمخالف ومن يقرأ تاريخ الثائرين من الخوارج والنازيين والبلاشفة وحتى النماذج التي احتذاها الحوثي داخليا ممثلا بدولة الائمة، وليس غريبا على الحوثي ان يغتال انصاره فهو فعل متوارث من اجداده الأئمة واساتذته الإيرانيين والعراقيين واللبنانيين الذين يقتلون اقرب الناس لهم لأتفه سبب.

 

ووفق هذه الحقائق فقد توفرت للحوثي اسباب موجبة لاغتيال الدكتور احمد شرف الدين، منها الصراع بين ثورية حسين بدر الدين الحوثي الذي عليها اتباعه سيما من صعدة والبيروقراطية الهاشمية الصنعانية، وقد ذكر ذلك قبل فترة الصحفي الحوثي محمد المقالح، ويتضح هذا الفارق في الثناء الواسع على الدكتور شرف الدين ووصفهم له بانه يتميز برجاحة العقل وحرصه على الحوار وتقبل المخالف، في الوقت الذي يستاء الجميع من الحوثي لميله الى العنف ولغة القوة مع الجميع.

 

السبب الثاني: اختلاف الدكتور شرف الدين مع الحوثي حول التوقيع على مخرجات الحوار الوطني، فهو موافق وكان قادما للتوقيع والحوثي رافض وقد اتضح هذا الاختلاف في الردود بين عبدالكريم الخيواني وعبد الملك المخلافي الذي جرى في قاعة الحوار بحضور الرئيس عبدربه منصور هادي، كما يوكد هذا الخلاف بين الدكتور شرف الدين والحوثي انزال علي البخيتي النطق الرسمي باسم الحوثيين في مؤتمر الحوار اسم الدكتور شرف الدين في قائمة سماها قائمة العار، فلما قتل الدكتور ورأى البخيتي انها قد توجه التهمة نحوه ونحو الحوثيين سارع البخيتي الى حذفها ليؤكد التهمة لا لينفيها..

 

ومما يؤكد قيام الحوثي بجريمة الاغتيال، الارتباك الواضح في تعامل الحوثي مع مخرجات الحوار ومقتل الدكتور فقد كان الرفض هو الموقف المعلن للحوثي وقد ظل هذا الرفض حتى بعد اغتيال الدكتور كما يتضح من انسحاب الحوثيين من المؤتمر لان الانسحاب لا يدل الا على امر واحد هو الرفض والاعتراض.

 

 وأكد ذلك الخيواني الذي كذبه المخلافي واكد اتصاله به وهو في طريقه للمؤتمر للتوقيع، وتبين للحوثيين انهم في مازق حقيقي فان استمروا في الرفض وقد ثبت موافقة الدكتور يمكن اثبات المكالمة بأكثر من وسيلة الصقت بهم تهمة الاغتيال، فلذلك بادروا للموافقة من خلال ورقة بعثوا بها للرئيس هادي.

 كما يظهر الارتباك في التعامل مع حادثة الاغتيال فلم يستطيعوا تبني الحادثة انما ظهر على خطابهم الدفاع لا الهجوم. الأمر الأخير، لا توجد قوة اخرى في المجتمع اليمني تتبنى القوة لتصفية خصومها بقوة السلاح غير الحوثي، حتى تنظيم القاعدة الذي لم يثبت عنه انه تبنى قتل غير العسكريين، ولم يثبت عنه انه يتبنى قتل المخالفين له لأسباب مذهبية او غيرها، حتى لو ظهر في الإنترنت من يتبنى باسم القاعدة هذه الحادثة او تلك فهي غير موثوقة، وقد راينا مدى التضارب في البيانات المنسوبة للقاعدة حول حادثة العرضي.. حتى ان القاعدة لم تشارك في الحرب ضد الحوثيين في دماج او غيرها مع وضوح الدافع الطائفي لعدوان الحوثي على المخالفين للسنة الدين الذي ينتمي له القاعدة، فضلا انه الى الان لم نسمع بيانا منسوبا للقاعدة يتبنى العملية كما انه لم تظهر بصمات القاعدة التي صارت معروفة للجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى