مقالات

من هم انصار الله؟

عبدالمجيد زين العابدين

عبد المجيد السامعي

 لا يخفى علي الجميع ان مليشيات الحوثي قامت خلال الشهور الفائتة بالاستيلاء على بعض المعسكرات والمؤسسات الحكومية في اكثر من محافظة بالقوة, وقامت كذلك بالاستيلاء علي بعض الممتلكات الخاصة والعامة وشرعت في تفجير مدارس دور القرآن وبعض القصور التابعة لرموز قبلية متهمة بارتكاب مظالم.

 

غيران تمادي الحوثي ووصوله إلى مشارف محافظة تعز مركز رجال المال والأعمال أمر جد خطير يستدعي من ارباب الأقلام الشريفة وصناع القرار في الداخل والخارج ان ينبهوا الناس حول خطورة نوايا الحوثي و مجازفاته في نشر لجانه الشعبية المسلحة داخل مدينة تعز وما حولها, وما قد يحدث من انعكاسات وخيمة على الأمن والسلم الاجتماعي في المحافظة باعتبار ان منتسبي الجان الشعبية ينظر لهم المجتمع باشمئزاز في هذه المرحلة باعتبارهم عصابات مسلحة لا يمثلون سلطات الدولة.

 

إن محاولة الحوثي نشر مليشياته قد يرفع وتيرة التحسس والامتعاض بين سكان المدينة , الامر الذي قد يؤدي الى اقتتال بين المواطنين واللجان الشعبية , ذلك لان الجميع يعلمون ان محافظة تعز ذات كثافة سكانية كبيرة تقدر بنحو سبعة مليون مواطن, ليس من السهل استفزاز هذا الكم الهائل من السكان ونشر لجان شعبية تقوم بتفتيش المواطنين وتقتل هنا وهناك خارج نطاق المؤسسات الامنية والتنفيذية التابعة للدولة, ذلك لأن محافظة تعز لديها اكتفاء ذاتي من المخربين والمتقطعين الذين تعاني منهم المدينة من زمن طويل, وليست بحاجة الى من يزيد الطين بله, فمن الضروري الإشارة والتنبيه انه اذا ما تم نشر اللجان الشعبية التابعة للحوثي في المحافظة فإن ذلك قد يؤدي الى حمام دم واسع قد لا يتوقف.

 

تعلمنا من هدي النبي الكريم مصدر الهداية للعالم وهو يخطب في حجة الوداع قوله (إن دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا)، وقال في مناسبات مختلفة (لايزال المسلم في فسحة من امره مالم يسفك دما حرام) وقال وهو يحذرنا من مغبة الدخول في فتن الاقتتال(لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)وقال( لهدم الكعبة حجرا حجر أهون عند الله من سفك دم مسلم(.

 

 الله عز وجل مدح نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؛ بالخلق العظيم بالإضافة الى العديد من الصفات والفضائل الذي يدعونا النبي الكريم من خلالها باقتفاء اثره بقوله (تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا, كتاب الله وسنتي(>

 

وعليه فإن ما تقوم به جماعة الحوثيين من اعمال قتالية ضد ابناء الشعب اليمني ابتدا من دماج, وعمران, وصنعاء وصولا الي رداع وإب وتعز, فإنهم يثبتون من خلال تلكم الاعمال بما لا يدع مجال للشك انهم ليس لهم أي صلة أو علاقة بأخلاق النبي الكريم ورحمته وتواضعه البتة, لأن الله تعالى وصف نبيه الكريم بالرحمة بقوله(وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) وهذا يعني ان منهج النبي يحوي في طياته كل معاني الرحمات الحسية والمعنوية للبشرية, فمن خلال فهم الأية الكريمة يستوجب علينا فهم منهجية الإقتداء.

 

وعلى الذين يدعون نسبتهم بالنبي الكريم عليه وعلى آله افضل الصلاة وازكى التسليم, عليهم ان يثبتوا لنا ولأنفسهم صدق صلتهم بجنابه العظيم من خلال اخلاقهم ومعاشراتهم المتصلة بمنهجه .على اساس القدوة والولاء والمحبة والإتباع ,لكن شيأ من ذلك لم يتحقق فيهم, لأنهم بعيدين كل البعد عن منهج النبي روحا ومعنى.

 

ولذلك ليس من الطبيعي وصف الحوثيين بأنهم أنصار الله لان أصل هذه التسمية في القرآن لحواري عيسى عليه السلام, الذين استسلموا لله وانحازوا الى جوار الحق, عندما أحس عيسى من قومه الكفر قال (من انصاري إلى الله? قال الحواريون نحن انصار الله, النتيجة( فأمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة).فهذه التسمية في حق المؤمنين لا تنطبق على أفعال الحوثيين وانتحالهم لهذه التسمية محض افتراء على الله سبحانه وتعالى, لماذا؟

لأنك عندما تسأل من حولك من قتل هذا ؟ومن نهب ذاك?

تجد من يجيبك.. انصار الله !!، من هدم المسجد ؟ تقول انصار الله.. !!!

من سرق .. ؟؟ من نهب .. ؟؟ تقول انصار الله !!!..

هذا كلام خطير جدا، وفيه إساءه إلى الله سبحانه وتعالى ..

اذاَ علينا ان لا نستخدم مصطلح اسم انصار الله في وصف الحوثيين, وإنما يقال، انصار عبد الملك الحوثي.

 

واليكم بعض الاحصائيات بما قام به الحوثيون منذ حرب دماج حتى اﻵن, فقد قاموا بأعمال اجرامية, نلخصها على النحو التالي:

فجروا : -21 مسجدا، و 12دارللقرآن، في صعدة وعمران وصنعاء،61 منزل في مناطق مختلفة، و4 مدارس تابعة لوزارة التربية, ناهيك عن القتل والتشريد والتهجير الذي حدث لليمنيين, لدرجة ان بعض المنتفعين في الخارج شكر و الحوثيين على افعالهم في اكثر من قناة فضائية وقالوا الخطاء الكبير والوحيد الذي ارتكبه الحوثي انه لم يفجر جامعة الايمان بالمتفجرات كما كان مخطط له, مثلما فجر بقية المساجد ودور القرآن.

 

وفقا لهذه الحيثيات والإحصائيات أرجو من الصحفيين والكتاب والإعلاميين وأرباب الاقلام الشريفة أن لا يستخدموا مسمى أنصار الله الحوثيين في كتاباتهم وخطاباتهم

ففي هذه التسمية اساءه وايما اساءة للذات الإلهية, تعالى الله عن هذه اﻷعمال الاجرامية علوا كبيرا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى