مقالات

من يؤمن بالشراكة لا يرسل رسائل تهديد

مقال

الرشادبرس..

بقلم / حسام_حسن :

من ضمن حسنات النظام السابق أنه كان يؤمن بالشراكة مع الجميع ولذلك شعر اليمنيون أنهم في طريقهم إلى الديمقراطية الحقيقية وجاءت وفود من كوريا إلى صنعاء لتستفيد من تجربة اليمن في إعادة لم الشمل وتوحيد الرؤى و الممارسة الديمقراطية الناشئة .

واليوم تبدو العصابة المتسلطة في صنعاء أبعد ما تكون عن الشراكة مع الآخرين وأشد ما تكون كراهية للآخر المخالف لها عقائديا ومذهبيا بل وسلاليا والمؤسف أن بقية المكونات اليمنية الأخرى وصلت إليها هذه العدوى بل بعضها ما يزال مأزوما منذ أحداث 2011 م والبعض الآخر لم يتعظ مما حصل في البلاد من نكبات سياسية ويتعامل مع الأطراف اليمنية وكأنه مازال متربعا على عرشه في القصر الجمهوري بالعاصمة المختطفة صنعاء .

هذه الأخطاء وهذه الديناصورات من العاملين في مجال السياسة في بلادنا هم سبب خراب اليمن وبالتأكيد لن يكونوا سببا في بنائه وإعماره بعد أن تضع الحرب أوزارها .
إن بقاء فكرة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإعلامي بنفس مفهوم ما قبل هذه الحرب سيكون ضربا من التخبط السياسي وأصرارا على تعريف الشراكة بمفهوم الالتهام وعلى فكرة المركزية المتعنتة التي كنا قد قطعنا أشواطا تدريجية خلال ثلاثة عقود في سبيل ترشيدها وليس تقطيع أوصال البلاد بدعوى عدم سيطرة المركز .

إن مفهوم تدمير الشراكة بطريقة الالتهام وتطويع الشريك بإرسال إشارات تهديد بلوي ذراعه بالضغوط المادية المتمثلة في قطع لقمة العيش أو تحجيمها أو تكميم الأفواه والنظر إلى الشركاء بنظرية الأمس هو ما سيمزق البلاد ولن يعيد لها الإعمار بعد طول احتراب وسنبقى جميعا في دوامة مستمرة ببقاء بعض العقول القيادية على نفس منوالها في التعاطي مع المعطيات على الأرض ومحاولة خلق معطيات غير موجودة وإنما فرضها بطريقة فضة وتعسفية بوجه عام وعندها لن يكون الحل إلا مزيدا من الصراع الذي أوصل البلاد إلى هذه النتيجة الكارثية .

ونخلص إلى القول أن الانفتاح على بقية المكونات في الساحة وعدم السعي إلى التهامها بل إعطائها المتنفس ودعمها كمكونات أصيلة وليست نسخا مفرخه من كيانات أو أحزاب أو حركات سياسية لغرض التلاعب بها وسحب البساط من البعض منها والتي تختلف بشكل حقيقي مع كيانات أخرى في العمل السياسي والنهج الاجتماعي والإعلامي والثقافي وضرورة النظر إلى اليمن أنه كيان متنوع وليس كيان يجب أن يبقى على هوى فئة سياسية وسلطوية اعتادت على مر العصور أن تكون فقط مجرد فئة أو نخبة حاكمة وبقية البلاد تذعن لها بالتبعية بمفهوم الحكم الديكتاتوري القمعي الذي أصبح سمة من عصور الظلام الغابرة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى