مقالات

نصيحتي للحوثي ..

 

 العامري

د. محمد بن موسى العامري

النصيحة في ديننا مبذولة للمحب والمبغض والموافق والمخالف والصديق والعدو وقد رأيت من واجبي شرعاً أن أقدم نصيحة لعبدالملك الحوثي وأتباعه – وإن غلب على ظني أنهم لن يقبلوها وربما سخروا منها عملاً بقاعدة (ولكن لاتحبون الناصحين )

وهي نصيحة لاعلاقة لها مباشرة بمجريات الأحداث الأخيرة وما تمخض عنها من انتصارات في عدن وغيرها لجانب الشرعية ومن حالفها ، وإنما هي دعوة له ومن على شاكلته إلى التخلي عن مذهب الجارودية المغالي في المدرسة الزيدية لما قادهم إليه هذا المذهب من جناية على اليمنيين وسفك للدماء واستباحة للحرمات بل وما جنى عليهم أنفسهم من الهلاك وحلول دار البوار ونفرة الناس كل ذلك بناء على روايات واهية وحكايات مفتعلة أوهمتهم نظراً لبضاعتهم المزجاة في علم الأسانيد وتنقيحها ومعرفة عللها وصحيحها من سقيمها أنهم أحق بالملك والسلطة والثروة باعتبارهم ينتسبون إلى أهل البيت وهي نظرية لا أساس لها في القرآن الكريم ولافي السنة النبوية التي ينكرون منها ما لا يتوافق مع أهوائهم مع الإعتراف بمراعاة حقوق الصالحين المتمسكين بالوحي كتاباً وسنة من أهل البيت من الود والإجلال والتقدير.

 

 وأما أن لهم شيئاً يخصهم من الولايات دون غيرهم فهذا محض تخرص على القرآن الكريم والسنة النبوية وسيرة الخلفاء الراشدين فالحكم شورى بين المسلمين منذ الصدر الأول بدون نزاع فاغتنموا هذه النصيحة وغادروا هذه النظرية المغالية التي جلبت على اليمنيين من النكبات والحروب سابقاً وحاضراً ما الله به عليم …

 

ولستم ببدع من الناس اذا تخليتم عنه فقد تخلى عنه أئمة أعلام وتركوه وخرجوا من رحم الزيدية التقليدية إلى نور الإجتهاد من الكتاب والسنة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر ……

 

الإمام محمد بن ابراهيم الوزير والامام محمد بن اسماعيل الصنعاني وكلاهما من أهل البيت والشوكاني والجلال والمقبلي ومن المعاصرين العمراني والديلمي واحمد سلامة وخلق كثير وحتى بعض من ساهم في تأسيس حركتكم لهم كتابات ترفض نظريتكم هذه ممن سعيتم إلى تهميشهم وإقصائهم كمحمد عزان وعبدالكريم جدبان وآخرين ..

 

فلايجوز أبداً في دين الإسلام أن تنتهك النصوص الصريحة القطعية في عصمة الدماء والأموال وحقوق الخلق بمجرد الروايات الواهية والموضوعة والمختلقة !!

 

وأما علي صالح فلا يبالي لابسنة ولابشيعة ومذهبه الأساس الكرسي على أي نحلة تحصل عليه وقد أدخل الشعب في فتن عظيمة وأمواج متلاطمة طمعاً في عودته إلى سدة الحكم بعد ما ثار عليه الشعب بسبب العبث والفساد ….

وفيه يصدق قول البيحاني رحمه الله :

يدور مع الزجاجة حيث دارت ..

ويلبس للسياسة ألف لبس …

فعند المسلمين يعد منهم ..
ويأخذ حظه من كل خمس ….

وعند الإنجليز تراه منهم ….

وفي باريس محسوب فرنسي….

وعند البرتغال تراه منهم ……

وعن ماركس يحفظ ألف درس….

 

ومع ذلك فباب التوبة لم يحجب عن أحد حتى فرعون دعي إليها واليهود والنصارى والمنافقين وغيرهم فمن دونهم من باب أولى ….

اللهم إنا قد نصحنا ولكن لايحبون الناصحين…..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى