نعومة التعامل الخارجي وتغافل الداخل شريكان في صناعة الحوثي
من يتابع التنامي المتسارع والتوسع المستمر لمليشيات الحوثي يدرك أن ثمة أمر وراء هذا التنامي والتسارع وأن قوى خفية سواء كانت اقليمية أودولية تقف وراء هذا المشروع الناقم من المجتمع والنابذ لمبداء التعايش . ولكن هذا ليس السبب الوحيد فان الداخل له ايضا دور لايمكن تجاخله وبتقديري أن جُذور المشكلة في التعامل مع الحوثي أعظم من مُشكل الحوثي ذاته .
وتكمن جذور مشكلة التعامل مع الحوثي بصورة جلية وموضوعية من حيث الجملة، في غياب الرؤية وانعدام البصيرة والمسؤولية لدى مسؤولي الدولة والأحزاب والقبائل، والعلماء، والجماعات، واﻹعلام .
ولذلك على الرغم من مرور 10 سنوات على خروج فتنة الحوثي وجماعته للعلن لم يتم التعامل معها بصورة حدية وقطعية وصحيحة من قبل الدولة والحكومة، والأحزاب ،والجماعات الدينية، ووسائل الإعلام على النحو المطلوب .
بل لقد أسهمت هذه المكونات مجتمعة بصورة مباشرة وغير مباشرة في تنامي الفتنة ودعمها ..عدا النزر اليسير من المسئولين، والعلماء، والدعاة، ومشايخ القبائل واﻹعلاميين الشرفاء، الذين سجلوا مواقفهم واعتراضاتهم على تعامل الدولة ،والأحزاب، واﻹعلام في السنوات الماضية،ولكن لم يكن ليلتفت لهم أحد،والقائمة تطول بذكرهم .
ولم يتوقف مُشكل التعامل مع جماعة الحوثي على الداخل فحسب، بل لقد تم سحبه على المستوى الخارجي كلية،على المستوى اﻹقليمي والدولي والأممي .
ومن الملفت في هذا التناول المبسط لمُشكل التعامل مع مُشكل جماعة الحوثي أن نجد للحوثي وجماعته نجاحات غير مسبوقة في إطار تعاملها رغم حداثة التجربة وصراعها مع الدولة اليمنية، والأحزاب، والجماعات، والقبائل، ودول الجوار، واﻹقليم والعالم الخارجي تماماً،وهذا مايحسب لها،وجعل الكثيرين يسجلون اعترافهم بذلك .
ولذلك فإن مايحدث اﻵن من تصعيد، وتظاهر الجماعة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة ونصب الخيام في مداخل العاصمة وتلويحها بإسقاط الحكومة بالقوة مالم يتم الاستجابة لتحقيق مطالبها واستهداف الدولة في عقر دارها، ونقل المعركة إلى العاصمة صنعاء، ناتج في المحصلة لمشكل تعامل الدولة والأحزاب، والقبائل، والجماعات الدينية، واﻹعلام خلال السنوات الماضية، فضلاً عن تعامل العالم الخارجي الناعم معهم وتدليله لهم المتمثل بالدول العشر وبياناتها الهزيلة .
#سلمان_العماري_خواطر_الحوثي