مقالات

نكتة أمس: ثلثي الشعب اليمني يحبون إيران

قبل أيام وفي لقاء بقناة الجزيرة قال المتحدث الإيراني أن ثلثي الشعب اليمني يحب إيران، هذا المتحدث نفسه ظهر في برنامج الاتجاه المعاكس وقال: إن ثلثي الشعب السوري مع بشار، وقال أيضا: في معرض تبرير دعم إيران للمعارضة البحرينية إن ثلثي الشعب البحريني خرج ضد النظام، بالحقيقة لا أدري ما حكاية هذا الرجل مع الثلثين، ربما لم يسمع عن النصف أو الربع مع أنها أيضا نسب موجودة في مادة الرياضيات فلما يحرص على الثلثين، إلا على نظام المرور عندنا ثلثين بثلث، فحكمهم في كل القضايا: ثلثين بثلث حتى لو كانت سيارتك واقفة وجاء الآخر وصدمها عمدا، ما علينا.
الناس بطبيعة الحال ترى الأفعال ولا تسمع الكلمات، يعني كيف أقول أن النظام في سوريا يقاتل عصابات مسلحة وأنا أرى الضحايا من الأطفال والنساء في مشاهد دمار وقتل واسعة، وكيف أصدق أن شخصا يقول لي إني أحبك، وأرى يده تصفع خدي في كل مرة، فلا يمكن أن أقبل كلامه ما دام أن فعله يخالفه.
اليمنيون ما عساهم يحبون في إيران، هل لأنها تصدر لهم الموت والسلاح، أم لأنها تدعم الحركات المسلحة، أم لأنها تتدخل في شؤونها الخاصة، أم يحبونها لأنها تدعم تفتيت الدولة وانفصال جنوبها، لا أدري لم نحبها مع أننا لا نجد في أسواقنا اليمنية الزعفران الإيراني الجميل، ولا التفاح الايراني ولكن نرى صواريخ أرض جو وتي إن تي ومواد متفجرة قادمة من إيران.
إذا تكلمت عن الخطر الإيراني في المنطقة، أو مشروعها الصفوي التوسعي، يأتيك كثير من المثقفين وأشباههم ليحدثوك عن المشروع الإسرائيلي الصهيوني، وكأن كتابتك عن أحد المشروعين يعني أنك منحاز للمشروع الآخر، لا يا سادة، فكلا المشروعين خطير وخطير جدا، وهما يمشيان بخطوط متوازية وليس بينهما تعارض بل التقاطعات المشتركة بينهما كثيرة، وإلا فمن يفسر لي تسليم العراق لإيران على طبق من فضة، وتصريح نائب وزير الخارجية الإيراني أنه لولا إيران لغرقت أمريكا في الوحل، ومن يفسر لي غض الطرف الأمريكي عن انتهاكات الحريات وظلم الأقليات في إيران، مع أن مشانقها تنصب كل يوم، وأمريكا تتدخل في شؤون كثير من الدول، ومن يفسر لي أن مشروع المقاومة والممانعة السوري الذي تدعمه إيران لم يطلق رصاصة على الشيطان الأكبر اسرائيل مع أنه دمر وقتل وضرب بالطيران والمدفعية وكل الأسلحة والبراميل المتفجرة على رؤوس شعبه حين طالب بالحرية، مع أننا غير منكرين أنه لا توجد حالة انسجام تام أو تفاق بينهم، ولكن هناك تقاطعات مصالح بينهم، وعدو واحد يمكن أن يتناصفوا الغنيمة معاً، لذا أسقطت أمريكا أعداء إيران التاريخيين (صدام وطالبان) وهذا جزء من تقاطع المصالح، أما خطر المشروعين علينا فلا يخفى على أحد، ولذا ليس أحد المشروعين يناقض الآخر.
نحن لم نرَ من إيران سوى الدمار، وإن قالت لنا أنها تحب شعوبنا فكيف سنصدقها ونحن نرى بأم أعيننا آثار أسلحتها علينا في صعدة وفي سوريا، ونرى آثار مشروعها في العراق من قتل على الهوية، وفرق الموت، من جيش المهدي وفيلق القدس وفيلق بدر، وهنا يتبين بجلاء من يحبنا ومن يريد الشر بنا.
لسنا في صدد ذكر التاريخ والجغرافيا حتى نتعرف على علاقة إيران الفارسية من العرب، ولسنا في حاجة للكلام عن عنصرية الفرس وازدرائهم للعرب حتى نبني مواقفنا من أرضية تاريخية، نريد أن نعيش كما عاش أجدادنا ولم يكن يفرق السني عن الشيعي في التعامل والأخلاق، بل كانت العلاقات الاجتماعية في أحسن ما يكون، فلماذا انقلبت وأشهرت أسلحة الطائفية ودعمت بالمال والسلاح، فهذا الكلام هو الذي يريده أصحاب المشروع الصفوي الذي يتخذ من التشيع والشيعة أحد أدواته وأسلحته ليفرق جماعة المسلمين وينتشر مشروعه ببساطة ويجد دعما لا محدود من قبل البسطاء ومحبي آل البيت.
أيها السادة انشروا ثقافة الحب، وأرسلوا معونات وأدوية ولا ترسلوا الموت والسلاح لكي نحبكم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عبدالله بن عبدالقادر الشيباني
*طالب في مرحلة الدكتوراه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى