هادي يستعرض قوة في دولة مهشمة أمنيا (تقرير تحليلي)
الرشاد برس-تقرير-أمجد خشافة
يتحدث الرئيس هادي اليوم أمام جمع من حزب المؤتمر وحلفائه عن مشاكل اليمن، بعد حدث جسيم وهو اقتحام المكان الذي تدير قوة الدولة من خلاله.
وزارة الدفاع التي أظهرت تهشم قوة الدولة أمنيا حين ضربت في عقرها الخميس الماضي يقول هادي اليوم "أن المحن والأعمال "الإرهابية" لن تعيق تنفيذ التسوية السياسية.
وطبقاً لوكالة الأنباء الحكومية يضيف هادي "إن الأعمال الإرهابية الإجرامية" لن تثني اليمن عن خط سيره نحو تنفيذ التسوية.
لكن هذا التحدي من الرئيس هادي اليوم أمام الحرب على الإرهاب يضع اليمن كدولة أمام خيار الحسم العسكري المتواصل مع القاعدة إن تبين أن من يقف وراء العملية هي قاعدة الجهاد في اليمن، وهو ما يؤكد تواصل سيناريوا الحرب المفتوحة بين الدولة اليمنية وعناصر لا تحب أن تموت إلى على الطريقة التي لا تدع من أجسامهم شيء (العملية الانتحارية).
بالطبع لن يصيغ هادي في خطابه ذي اللكنة الفولاذية اليوم درع لتأمين حياة الجيش اليمني فضلا عن عدم قدرته على تأمين أعلى قيادات الدولة الأمنية حين أظهر اقتحام وزارة الدفاع ضعف الدولة في مركز إدارتها الأمنية، وذلك حين قال "اليمن يمر بأزمات أمنية واقتصادية وسياسية ولا بد من بذل أقصى الجهود من أجل اخراج اليمن الى بر الأمان".
وباعتبار أن هادي يخوض حرب مفتوحة لا مداهنة فيها مع عناصر القاعدة حين أعلن ذلك في 25-2-2012م أثناء قراءته لليمين الدستوري، فإن القاعدة لا تعتبر أن ذلك يؤثر من قوتها، بل أن حربها الإستراتيجية واستهدفاها للمصالح الغربية في جزيرة العرب قلصت فقط من عمليات القاعدة العابرة للحدود.
إذ أن هادي بحربه على القاعدة واستعانته بطائرات "الدرونز" شغل القاعدة في تكثيف هجماتها في اليمن، وحجمتها من تصدير هجماتها على مصالح الولايات المتحدة الأمريكية في الجزيرة العربية أو في أمريكا نفسها، كما كانت تقوم به كعمليات الطرود المفخخة في 3-9-2010م.
ولأن هادي لا يزال مصر على حرب مع القاعدة بعد أن وعده السفير الأمريكي الأسبق في 2012م"جيرالد فرستاين" أن حكومته ستدعم الجيش اليمني فهو اقتياد الجيش اليمني المنهك بالانقسامات إلى الهاوية، أمام تنظيم القاعدة الذي عاد بقوة بعد انسحابهم من مدينة أبين وشبوه منصف 2012م.
ولن تخسر أمريكا من هذه الحرب المفتوحة سوى وقود لطيارات الدرونز وصاروخ يقتل مرة قيادي في القاعدة ومرة مواطن مدني عن طريق الخطأ.
لكن الخيار الأنسب للحكومة اليمنية والرئيس هادي الدخول في هدنة مع تنظيم القاعدة خلال هذه الفترة، باعتبارها حرجه في انتقالها السياسي.
هذا الهدنة ستمكن الحكومة اليمنية من معرفة الاغتيالات التي تربك الدولة في تحولها السياسي، والهجمات التي تطال معسكرات الدولة التي باتت كرة تتقاذفها القوى السياسية عبر وسائل الإعلام واتهام بعضهم بالتواطؤ ووصف أخرى بمحاولة إنقلاب…الخ، ذلك أن القاعدة تؤمن بالهدنة منطلقة بأن الهدنة من الإسلام، وقد كانت القاعدة وقعت على مشروع هدنة مباشرة من قبل ناصر الوحيشي زعيم التنظيم في الجزيرة العربية العام الماضي.
لكن المعيق لتوجه هدنة مع القاعدة وتأمين هذه الفترة الحرجة هو أن ملف الحرب على الارهاب بيد الولايات المتحدة الأمريكية وليس بيد الرئيس هادي، وهو التحدي الذي إن تجاوزته الحكومة اليمنية سيكون أحد الوسائل الممكنة لتهدية الوضع وإخراج اليمن من عنق الزجاجة.