تقارير ومقابلات

هل ستنتصر” العدل الدولية” للحق الفلسطيني وتصدر قرارها التاريخي بإدانة الإحتلال الإسرائيلي ..

الرشاد برس ــــ  تقرير |  صالح يوسف

تصدر محكمة العدل الدولية اليوم الجمعة قرارها التاريخي في الدعوى المرفوعة امامها من قبل جنوب افريقيا ضد الكيان الإسرائيلي بتهمة ارتكاب جرائم حرب وابادة جماعية وتهجير منظم ضد الشعب الفلسطيني في غزة وجاء في بيان المحكمة التابعة للأمم المتحدة أن اللجنة المؤلفة من 17 قاضيا ستصدر قرارها في الساعة 12:00 ظهرهذا اليوم  بتوقيت غرينتش .وتعليقا على هذا الإعلان، عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن “تلتزم محكمة العدل الدولية بمعايير القانون الدولي بشأن قضية الإبادة الجماعية في غزة”.في حين قالت وسائل اعلام جنوب افريقية انها تتوقع أن تصدر محكمة العدل الدولية قرارا اليوم الجمعة بشأن اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الحرب في قطاع غزة. وقالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن هناك “أنباء” تفيد بنشر المحكمة قرارها بشأن دعوى جنوب أفريقيا اليوم الجمعة. ويرى مراقبون وحقوقيون ان المحكمة لن تصدر قرارها فيما يتعلق بارتكاب الاحتلال لإبادة جماعية وادانته للمسألة الرئيسية المتعلقة بما إذا كانت إسرائيل ترتكب إبادة جماعية لكنها ستنظر فحسب في إمكانية اتخاذ إجراءات عاجلة محتملة منها وقف العدوان على غزة ويرى مراقبون ان القرار الذي سيصدر من المحكمة اليوم بغض النظر عن فاعليته ام لا الا انه يعد سابقة تاريخية ونقطة تحول دولية في مسار الصراع الكائن في الشرق الأوسط ويرى حقوقيون ان المحكمة لو اصدرت قرارا بإدانة الاحتلال بارتكاب ابادة جماعية فإن تنفيذ القرار يقع على عاتق مجلس الأمن وهنا تكمن المشكلة لان الفيتو الأمريكي جاهز لإحباط هذا القرار .يقول الدكتور محمد الشلالدة وزير العدل الفلسطيني، إننا نتوقع صدور قرار من محكمة العدل الدولية بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مضيفا أن جنوب أفريقيا ستلجأ لمجلس الأمن الدولي حال عدم تنفيذ إسرائيل لقرارات محكمة العدل الدولية. وأضاف خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية إيمان الحصري عبر برنامجها مساء دي إم سي المذاع على قناة دي إم سي، أن التدابير التي تصدرها محكمة العدل الدولية هي مساهمة لوقف الإبادة الجماعية التي تقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

 وتابع أن إسرائيل ملزمة بتطبيق تدابير المؤقتة، ومن حق جنوب إفريقيا اللجوء إلى مجلس الأمن حال رفض إسرائيل القرارات التي تصدر غدا، مضيفا أن إسرائيل ترتكب مجازر وجرائم إبادة جماعية يومية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

اما حكومة العدو الإسرائيلي فقد عبرت عن ثقتها في أن محكمة العدل الدولية سترفض اتهامات جنوب أفريقيا بأن حرب غزة تشهد ما يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية للفلسطينيين، والتي وصفها متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية بأن لا أساس لها من الصحة. وقال المتحدث باسما حكومة. العدو إيفون ليفي في إفادة صحفية قبل انعقاد جلسة المحكمة الجمعة للإعلان عما إذا كانت ستفرض إجراءات طارئة على إسرائيل “نتوقع أن تسقط محكمة العدل الدولية هذه الاتهامات الكاذبة والمضللة” حسب زعمه

الى ذلك  قال متحدث باسم حكومة جنوب إفريقيا، في تدوينه على موقع إكس، إن اليدي بندور وزيرة خارجية البلاد توجهت إلى لاهاي لحضور الإعلان عن قرار المحكمة. وكانت جنوب إفريقيا قد رفعت، في وقت سابق من الشهر الجاري، دعوى لمحكة العدل الدولية تطالب فيها بإلزام الكيان الإسرائيلي بتعليق طارئ لعدوانه المدمر على قطاع غزة، وتتهمه بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها. وكانت لجنة المحامين الدولية قد اعلنت امس الخميس في هولندا انها بحثت الدعوى المقدمة من جنوب افريقيا امام الجنائية الدولية بشأن جرائم الإبادة الجماعية وانتهاك حقوق الإنسان والقانون الجنائي الدولي في غزة وقالت لجنة المحامين الدولية، إنها تواصلت مع مكتبين في المحكمة الجنائية الدولية التي تعمل بكد وجد في ملف فلسطين، مضيفًة أن المسار القضائي يشمل مراحل عدة تتضمن تقديم 25 فصلًا من الأدلة والوثائق المرتبطة بما يجري من جرائم في غزة.

وأضافت اللجنة أنها تعمل على متابعة كل انتهاكات الكرامة بحق الفلسطينيين في غزة، مشيرة إلى أنه تم تخصيص فصل بشأن المعتقلين من غزة، فضلا عن ملف الأسرى فهو أحد العناصر الأساسية في الدعوى المقدمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وأوضحت اللجنة الدولية، أنها عملت جاهدة على الربط بين العمل الذي يجري على مستوى الولايتين القضائيتين في لاهاي. وتابعت: “بتنا نتحدث عن وجود ولاية قضائية مستقلة نصرة للشعب الفلسطيني؛ رغم الضغوط السياسية على المحكمة الجنائية”.

وأشارت لجنة المحامين الدولية في هولندا إلى أنها لم تشهد يومًا حملة عسكرية مكثفة وممنهجة بهذا المستوى لتدمير معيشة المدنيين في غزة، مضيفة أنه لا بد أن تمثل إسرائيل كجهة متهمة أمام المحكمة الجنائية الدولية، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.

وأوضحت اللجنة، أن المختلف في الدعوى اليوم أنها مرفوعة أمام المحكمة الجنائية الدولية ذات الولاية القضائية المستقلة، مُشيرة إلى أنها تقدمت بـ 15ملفًا اليوم حول انتهاكات الاحتلال في غزة تشمل الضحايا المدنيين ومعاملة المعتقلين. ويصادف اعلان محكمة العدل الدولية اليوم قبل يوم واحد من ذكرى الابادة الجماعية بحق اليهود كمايقولون”الهولوكوست” وقالت جنوب إفريقيا، في مرافعتها أمام المحكمة، إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وطالبت محكمة العدل الدولية بتطبيق تدابير مؤقتة لحماية حقوق الفلسطينيين في غزة. ليواجه من ظن طول السنوات الماضية أنه “ضحية الإبادة الجماعية”، نفس التهمة المقيتة في ذكرى الهولوكوست. فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد شهداء غزة اقترب من 27 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يقترب عدد المصابين من 70ألفًا، إضافة لآلاف من الحالات التي لم يتم توثيقها بعد. ويحرص اليهود على تضخيم العدد الذي مات في الهولوكوست، بما يصل إلى نحو 6 ملايين يهودي، فيما تشير تقارير إلى أنه لا يتجاوز بضعة آلاف، فيما أظهرت نتائج استطلاع رأي ، أن 5% من البريطانيين البالغين لا يصدقون أن النازيين قتلوا ملايين اليهود بطريقة وممنهجة، فيما يرى 8% من الجمهور البريطاني أن عدد الضحايا الذي نجم عن تلك الإبادة مبالغٌ فيه جدا  بحسب صحيفة “إندبندنت” واما بعض المراكز الأوروبية تنكر وقوع هذه المحرقة بحق اليهود وهاجم الدكتور جابور ماتيه، الناجي من الهولوكوست دولة الاحتلال الإسرائيلي قائلًا: “أنا يهودي ناجٍ من الهولوكوست والصهيونية كانت مهمة جدًا بالنسبة لي كخلاص للشعب اليهودي”. وتابع: “كان ذلك حتى اكتشفت أن “إسرائيل” تأسست على الإبادة والتهجير، والمذابح المتعددة لأصحاب الأرض، وهذا لا يمكن إنكاره تاريخيًا، لم يكن أبدًا هناك “عيش مشترك”، بل قمع ومجازر مستمرة”. وأشار في تصريحاته مع “بيرس مورجان”، في برنامج “Uncensored”، إلى الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، إذ تواصل إسرائيل طرد الأهالي من بيوتهم، مؤكدًا أنه زار الأراضي المحتلة 3 مرات حتى الآن، وأنه بكى يوميًا لمدة أسبوعين؛ بسبب ما رآه من مآسي في زيارته الأولى هناك، خلال الانتفاضة الأولى، “هذا لا يمكن أن يستمر”. وتابع: “إنه عندما نتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإننا نستثنى الفلسطينيين، من حقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال”، وذلك بعد أحداث السابع من أكتوبر. وأضاف متهكمًا: “يبدو الأمر وكأن إسرائيل تدافع عن نفسها، لكن ضد من؟ ضد سكان ارتكب بحقهم آلاف المجاز منذ 80 عامًا، ويستولون على أراضيهم ويدمرون منازلهم، ويسجنون أطفالهم”. ويرى حقوقيون انه اذا إذا قررت محكمة العدل الدولية إصدار تدابير طارئة، فهي غير ملزمة بإصدار ما طلبته جنوب أفريقيا بالضبط.ويمكن للمحكمة أن تأمر إسرائيل باتباع القانون الإنساني الدولي، أو السماح بإرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى غزة، أو السماح بوصول المساعدات دون عوائق.وأحكام المحكمة ملزمة قانوناً وغير قابلة للاستئناف، لكن المحكمة ليس لديها آلية لتنفيذها المشكلة من سينفذ القرار في ظل غياب العدالة الدولية وازدواجية المعايير…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى