تقارير ومقابلات

هيومن رايتس”: الألغام الأرضية الحوثية تقتل المدنيين وتمنع المساعدات….

الرشاد برس تقارير ومقابلات
 
اكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية إن استخدام قوات الحوثيين الواسع للألغام الأرضية على طول الساحل الغربي لليمن تسبب في قتل وجرح مئات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول إلى المجتمعات الضعيفة.
ويحظر القانون اليمني و”اتفاقية حظر الألغام” لعام 1997 استخدام الألغام المضادة للأفراد؛ واستُخدمت الألغام المضادة للمركبات عشوائيا في انتهاك لقوانين الحرب، ما شكل خطرا على المدنيين بعد فترة طويلة من توقف القتال.
وذكر تقرير صدر اليوم الاثنين عن منظمة “هيومن رايتس ووتش” ان الألغام الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق قتلت 140 مدنيا على الأقل، من بينهم 19 طفلا، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، وفقا لـ موقع “مشروع رصد الأثر المدني”، وهو مصدر بيانات إنسانية.
وافاد التقرير الذي نشر على موقع المنظمة الرسمي ان الألغام الأرضية والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدت إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.
ووفق المنظمة الدولية فإن الألغام الأرضية التي زرعها الحوثيون لم تقتل وتشوه العديد من المدنيين فحسب، بل منعت اليمنيين المستضعفين من حصاد المحاصيل وجلب المياه النظيفة التي هم في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة.
ووثقت المنظمة شهادات عدد من ضحايا الالغام في مدينة عدن إضافة إلى مدنيين فارين من المناطق الملغومة، وعمال الإغاثة، وأحد مهندسي التخلص من الألغام من المركز التنفيذي اليمني لمكافحة الألغام؛ كما حلل باحثوا المنظمة مقاطع الفيديو والصور التي جمعوها في اليمن؛ واستعرضوا ما نشرته القنوات الإعلامية الحكومية والعسكرية الحوثية.
وجدت هيومن رايتس ووتش أدلة على أنه بالإضافة إلى زرع الألغام الأرضية المضادة للأفراد، زرعت المليشيا الحوثية الألغام المضادة للمركبات في المناطق المدنية، والألغام المضادة للمركبات المعدلة لكي تنفجر من وزن الشخص، والأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المموهة على شكل صخور أو أجزاء من جذوع الأشجار. كما وجدت هيومن رايتس ووتش أن الحوثيين استخدموا الألغام المضادة للأفراد في حيران، قرب الحدود السعودية، وأكدوا استخدامهم للألغام البحرية على الرغم من المخاطر التي تتعرض لها سفن الصيد التجارية وسفن المساعدات الإنسانية.
قال الضحايا والشهود لـ هيومن رايتس ووتش إن المناطق التي تسببت فيها الألغام الأرضية في سقوط قتلى وجرحى كانت تسيطر عليها مليشيا الحوثيين سابقا، وإن المدنيين لم يتعرضوا للأذى حتى انسحب الحوثيين منها، في الوقت الذي يفترض أن الألغام زرعت فيه.
وقالت منظمتا إغاثة إن الألغام الأرضية في الساحل الغربي جعلت الوصول إلى 3 منشآت للمياه على الأقل غير ممكنا. بالإضافة إلى ذلك، صعبت الألغام الأرضية على الأهالي إطعام أنفسهم والحفاظ على دخلهم. حيث قال 5 أشخاص إنهم أصيبوا، أو إن أقاربهم قُتلوا عندما انفجرت الألغام الأرضية في أراضي المزارع أو المراعي، وقال كثير من النازحين إن الألغام حالت من حصاد المحاصيل بأمان وقُتلت مواشيهم القيمة.
وبحسب هيومن رايتس ووتش فإن الألغام الأرضية منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المجتمعات المحلية المحتاجة على طول الساحل الغربي. وشملت هذه القرى والبلدات في مديرتي التحيتا وموزع ، وكذلك مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية.
واكدت ان استخدام الحوثيين للألغام الأرضية، التي تحرم الناس من مصادر المياه والغذاء، تسهم في الأزمة الإنسانية في كامل أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب.
وشدد هيومن رايتس ووتش على مليشيات الحوثيين الكف فورا عن استخدام هذه الأسلحة والتحقيق بشكل موثوق ومعاقبة القادة المسؤولين عن استخدامها.
وطالبت كل من فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة وفريق خبراء مجلس الأمن التحقيق في استخدام الحوثيين للألغام الأرضية وتحديد الأفراد المسؤولين عن استخدامها على نطاق واسع حيثما أمكن.
وقالت ينبغي لفريق الخبراء التحقيق مع الأفراد الذين قد يكونون مسؤولين عن جرائم الحرب، بما في ذلك إعاقة المساعدات التي لا غنى عنها لبقاء المدنيين. كما ينبغي لمجلس الأمن أن يفرض عقوبات محددة على جميع الأفراد المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
وحملت هيومن رايتس ووتش الحوثيين المسؤولية الأساسية عن الإصابات بين المدنيين والأضرار المدنية المتوقعة من الألغام الأرضية.
كما شددت على جميع المنظمات الإنسانية لإزالة الألغام مشاركة المعلومات من خلال استجابة منسقة تتبع المعايير الدولية للإجراءات المتعلقة بالألغام. مؤكدة أن تتضمن المعلومات المشتركة مواقع الألغام واستخدامها وأنواع الأجهزة، للسماح بتدريب أفضل وممارسات أكثر أمانا لإزالة الألغام.
وذكرت هيومن رايتس ووتش ان الحوثيون والقوات المتحالفة معهم استخدموا الألغام الأرضية في 6 محافظات على الأقل في اليمن، سُجل في مديريتَيْ الدريهمي والتحيتا في محافظة الحديدة أكبر عدد من الوفيات المبلغ عنها بسبب الألغام الأرضية في 2018، وفقا لموقع “مشروع رصد الأثر المدني”. حيث لا تمثل البيانات عدد الحوادث، فالكثير منها لا يُبلَّغ عنها أو لا يبلَّغ عنها كحوادث ألغام.
وطبقا للمنظمة فإن “المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام”، الذي ينسق النشاط المتعلق بالألغام، أفاد أن الجيش اليمني أزال 300 ألف لغم في جميع أنحاء البلاد بين 2016 و2018. ووثقت هيومن رايتس ووتش سابقا استخدام الحوثيين للألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات بين 2015 و2018 في محافظات أبين وعدن ولحج ومأرب وتعز.
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن سكان مدينة الحديدة الساحلية وقرى محافظة الحديدة قولهم إنه عندما كانت أحياؤهم تحت سيطرة الحوثيين، حذرهم الحوثيون من الألغام أو أن الطرق الآمنة سابقا أصبحت غير آمنة بسبب الألغام.
وذكرت ان الحوثيين حفروا الخنادق على طول شارع التسعين، ووضعوا عبوات ناسفة، ووضعوا حاويات في الحفر، وجندوا المواطنين بالقوة حيث يقول “عمر”، من حي الربصة قرب مطار الحديدة، إن مقاتلي الحوثيين جنّدوه بالقوة. وقال إنه كان على علم بالألغام التي زرعت بالقرب من شارع التسعين، ورأى ألغاما مطابقة لوصف الألغام المضادة للمركبات الموضوعة بالقرب من الميناء والمطار: “رأيت ألغاما من أنواع مختلفة. [واحد] بدا وكأنه طبق، كان لونه أخضر، بالقرب من المطار. بالقرب من الميناء، رأيت الطبق الأخضر أيضا”.
وقالت المنظمة ان وسائل الإعلام العسكرية الحوثية أكدت استخداما للألغام الأرضية والألغام البحرية. حيث تباهى موقع “أنصار الله” الرسمي والقنوات الإعلامية للحوثيين على “يوتيوب” وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الألغام الأرضية العسكرية في المناطق التي وثقت فيها هيومن رايتس ووتش الخسائر بين المدنيين، فضلا عن استخدام الألغام البحرية.
وذكر تقرير المنظمة ان الهجمات التي تستخدم أسلحة محظورة على أهداف عسكرية أو بطريقة عشوائية بشكل غير قانوني تشكل انتهاكات لقوانين الحرب. وظلت الألغام في هذه المناطق بعد عودة المدنيين تسبب الوفيات والإصابات، وفقا لبيانات موقع مشروع رصد الأثر المدني.
ونقلت هيومن رايتس ووتش عن عاملون في المجال الإنساني من 3 مجموعات إغاثة إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة منعت منظماتهم من الوصول إلى المجتمعات المحتاجة.
وقال عمال الإغاثة تحديدا إن وجود الألغام الأرضية منعهم من السير على الطرق غير المعبدة للوصول إلى المجتمعات المحتاجة في عديد من المناطق الساحلية الغربية، بما فيها موزع، والوازعية، والمخا، والتحيتا.
ومن بين 39 حادثة لغم أرضي أبلِغ عنها وقتلت 146 مدنيا في الحديدة عام 2018، كان أكثر من نصفها على الطرق، وفقا لموقع مشروع رصد الأثر المدني. قُتل موظف إغاثة في موزع نتيجة انفجار لغم أثناء خروجه عن إحدى الطرق الرئيسية. وثّقت هيومن رايتس ووتش 3 حالات في محافظتي الحديدة وتعز لإصابات مدنية على الطرق الترابية.
وتسببت الألغام الأرضية في المزارع والمراعي بمقتل أو إصابة مدنيين بإصابات خطيرة، ومنع آخرين من الحصول على الطعام أو كسب المال. وثّقت هيومن رايتس ووتش 5 حوادث في المزارع أسفرت عن مقتل 3 مدنيين وجرح 6. حيث تعرض “منصور”، وهو عامل مزرعة بالقطابا، في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة، لإصابات خطيرة وحروق عندما ضرب محراثه لغما في مزرعة للخضروات أوائل 2019.
وجدت هيومن رايتس ووتش أدلة على مجموعة متنوعة من الألغام الأرضية. تشمل الألغام المضادة للأفراد من طراز “بي 2 إم كي 2” (P2 Mk 2) الباكستانية الصنع ذات المحتوى المعدني المنخفض، ما يصعّب اكتشافها بالأجهزة المعتادة للكشف عن المعادن المستخدمة في اليمن. هناك أيضا ألغام “في إس 1.6” VS-1.6)) إيطالية الصنع ضد المركبات، وهي غير مسجلة في مخزونات اليمن المعروفة ولم يُشَر إليها في التدريبات السابقة للمركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام. بالإضافة إلى ذلك، جمعت هيومن رايتس ووتش ووسائل إعلام محلية أدلة على الألغام المخفية كصخور وجذوع أشجار وغيرها من العبوات الناسفة التي تتطلب تدريبا خاصا لإزالة الألغام بأمان.
سبتمبر نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى