واشنطن تقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 125 مليون دولار
الرشاد برس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 125 مليون دولارلاوكرانيا ،وسط استمرار الهجوم الأوكراني داخل الأراضي الروسية.
وقال “جون كيربي “المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، في تصريحات، أن هذه الحزمة تأتي تأكيدًا على “التزام الولايات المتحدة الثابت تجاه أوكرانيا في ظل مواجهة العملية العسكرية الروسية”، قائلا “إن الولايات المتحدة على اتصال بنظرائنا الأوكرانيين، ونحن نعمل على اكتساب فهم أفضل لما يفعلونه، وما هي أهدافهم، وما هي استراتيجيتهم”.
من جهته، أشار أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، في تصريحات منفصلة، إلى أن المساعدات ستشمل صواريخ اعتراضية للدفاع الجوي، وذخائر لأنظمة الصواريخ، وأجهزة رادار متعددة المهام، وأسلحة مضادة للدبابات، معتبرا أن هذه المعدات ستعزز قدرة أوكرانيا على حماية قواتها وشعبها من الهجمات الروسية، وتحسين قدراتها في خطوط المواجهة.
وتعتبر الولايات المتحدة تعتبر الداعم العسكري الرئيسي لأوكرانيا، وقد تعهدت بتقديم أكثر من 55 مليار دولار من الأسلحة والذخائر وغيرها من المساعدات الأمنية منذ بدأت روسيا عمليتها العسكرية ضد جارتها في فبراير 2022.
ويرى مراقبون انه منذ أنْ شبت الحرب في فبراير 2022، اجتاز الصراع الروسي-الأوكراني أربع مراحل متميزة. وقد يلج في مرحلة خامسة ناشئة بدأت إرهاصاتها منذ بداية العام الحالي. في المرحلة الأولى (24 فبراير – أواخر مارس 2022)، فشلت القوات الروسية المهاجمة في تحقيق أهدافها المتمثلة في احتلال العاصمة كييف وتغيير النظام الأوكراني؛ ما دفعها إلى تعديل استراتيجيتها؛ لتبدأ المرحلة الثانية (أواخر مارس – أواخر أغسطس 2022)، التي ركزت فيها على إتمام السيطرة على إقليم الدونباس وتأمين ممر بري إلى شبه جزيرة القرم. وقد أكّد انطلاق الهجوم الأوكراني المضاد في أوائل سبتمبر 2022، الذّي استُهلت به المرحلة الثالثة، النتائج غير الحاسمة للقوات الروسية في الدونباس. وقد نجح الهجوم الأوكراني في استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة في شمال البلاد وجنوبها، ثم ما لبث أن فقد زخمه في أوائل نوفمبر 2022، وتحول القتال إلى نمطٍ من الاستنزاف وتجمدت خطوط المواجهة. ثم أطلقت أوكرانيا هجومًا مضادًا آخر في يونيو 2023، في الشرق والجنوب، ولكنه فشل إجمالًا، وإن تمكنت القوات الأوكرانية من اختراق الحصار الروسي على البحر الأسود وبحر آزوف. ومن ثم، عادت حالة الجمود والاستنزاف لتُهيمن على الوضع العسكري.
وبرغم شروع القوات الروسية منذ بداية العام الجاري في هجومٍ جديد في محور لوهانسك-خاركيف بخاصة، ما قد يؤشر إلى بداية مرحلة خامسة للصراع، فإن نمط الاستنزاف لا يزال مهيمنًا على الحرب، ولا تزال حالة الجمود سائدة على معظم جبهات القتال، وإن تحوّل زخم الصراع لمصلحة روسيا.
وتأسيسًا على استقراء مسار تطور الحرب، وتحليل وضعها الراهن، تم تطوير ثلاثة سيناريوهات للحرب في عام 2024، أولها يشير إلى استمرار الوضع الراهن من الاستنزاف العسكري وجمود خطوط القتال، وثانيها يقترح أن التسوية السلمية للصراع الروسي-الأوكراني هي البديل الأكثر واقعية ومواءمة لمصالح الطرفين المتحاربين، وثالثها يطرح احتمال انتصار روسيا، وهو الاحتمال الذي كان بعيدًا قبل أحداث الحرب في الأشهر الأخيرة.
المصدر: أ ف ب