مقالات

يمن يبحث عن مضمون العنوان (الدولة الحارسة والراعية)

الفوضى واللادولة هي صناعة حصرية للأنظمة السابقة التي حكمت اليمن في السابق ..عاش اليمن في حروب بالوكالة في كل عقد من عقوده فرقت شمله وشتت شعبه من بداية ظهور الجمهورية في الجنوب أو الشمال ومرورا بدولة الوحدة..
حملت تلك الدولة من مصطلح الدولة الاسم دون المعنى..بيد أنه باتت بدايات الدولة الحارسة والراعية تظهر في عهد الحمدي و مؤسسات الدولة في الجنوب وكانت الدولة لا بد لها من أن تكتمل في عملية البناء عبر الوحدة ولكنها بأيدي أبناء سبأ وبتوجه خارجي وئدت عبر اغتيال سياسي..
أملُ تحقيق الوحدة الذي ظهر بعد عهد الإمامة والاستعمار كان يحمل في طياته الطريق لبناء الدولة في كل شبر من أشبار الوطن وهذا هو السر في ظهور اتفاقيات الوحدة في العقود السابقة..حتى ظهرت اتفاقية الوحدة بين دولتين ألغت الاسم الذي يحملانه باسم أخر التي لم تكونا تحملا من مفهوم الدولة إلا الاسم.
للأسف كانت الوحدة عبارة عن أعمدة ورقية بلون الحديد ليعود من جديد في المرحلة الانتقالية الصراعَ بين الأنظمة متخلين جميعا عن استحقاق المرحلة الانتقالية في بناء الدولة الحارسة والراعية..وظهر الحوار الوطني كطريق لصياغة للحل لم يعمل به و انتهى بعد ذلك الصراع بين النظامين بحرب صيف 94م..
بحرب صيف 94م انتصر نظامٌ على نظام حاملاً معه الأعمدة الورقية للوحدة ومارس قتل أملَ الوحدة في أبناء الجنوب وأيأس الجميع من أبناء الجنوب والشمال من المضي في بناء الدولة الحارسة والراعية التي تعتبر استحقاقاً أولياً للوحدة .
ومارس النظام المنتصر الإقصاء في النظام لا في الدولة -لأنه لا توجد دولة حقيقة أصلاً – أدت تلك الممارسة إلى الانقسام السياسي والشعبي وعمل النظام المنتصر على ترسيخ وجوده بدون أدنى تفكير بالذهاب إلى بناء الدولة..
وظهرت حروب صعدة التي أعادت صيغة صراع تلاشى ولكنه كان كامناً لحروب الإمامة والجمهورية ..
لتعود بعد ذلك من جديد فكرة الحوار الوطني التي لم يعمل بها .
حصلت بعد ذلك الثورة الشبابية 2011م حيث وضعت اليمنيين دون إقصاء للتحول إلى بناء الدولة الربيع الذي يبحثون عنه… وكان الحوار الوطني اليوم بمشاركة من الأطراف جلها هو الطريق لصياغة رؤية لبناء الدولة …وكانت الوحدة المنفذ الوحيد للتوافق على رؤية بناء الدولة الحارسة والراعية بأي شكل بسيط أو مركب أبى من أبى ورضي من رضي ..
وعند نجاح اليمنيين في بناء الدولة- وبإذن الله سوف ينجحون- فسوف يلحق بها من لم يشارك في صياغتها..
والرؤية دائماً تسبق التطبيق والتدارك والتنسيق للمواقف في فترة بناء الدولة وتنسيق الأدوار لابد منه سواء مع قوى إسلامية أو غير إسلامية في سبيل التقليل من الفساد وتوقية جوانب الإصلاح ..والمضي إلى بناء الدولة المتواجدة على كل شبر من أرض الوطن..
لا بد من مشاركة الجميع لبناء الدولة لأنه بدون الجميع فسوف نرسخ بقاء اللادولة والصراع والفوضى…
اليوم نحن على مشارف الانتهاء من إقرار مخرجات الحوار الوطني ..
لا شك أن كثيراً من القرارات اليوم لم تصبح مخرجات إلا بعد التصويت عليها في الجلسة الختامية …
ويلوح في الأفق أن الحوار الوطني ليس كافياً اليوم للوصول إلى صيغة قرارات توافقية حول قضايا هامة كالقضية الجنوبية وقضية صعدة وبناء الدولة .. وسوف تمر ولا بد أن تمر بتسويات معينة تكون عملية إخراجها فيما لتحظى بالمشروعية عبر التصويت عليها في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني..
نرجو أن تكون مخرجات الحوار الوطني تحمل صيغة تحمل الرضا العام لكل الإطراف المشتركة والتي لم تشارك للبدء في صياغتها دستوريا من كل الأطراف بدون إقصاء..فهذا هو الضمانة الأقوى لمخرجات الحوار الوطني.ليكون الحامل له فيما هو الشعب اليمني بعد إقراره والاستفتاء عليه.
و من ثم يتحمل الجميع بناء الدولة بغنمها وغرمها ووفق ما تراضوا عليه ويعملون على مبدأ المقاربة والمساددة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى