آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
الرشـــــــــــــــــــــــــاد بــــــــــــــــــــــرس ـــــــــــ عربـــــــــي
قالت مصادر فلسطينية إن أكثر من 3,000 مستوطن إسرائيلي اقتحموا المسجد الأقصى خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الفصح اليهودي، وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، في تصعيد خطير أثار تحذيرات من شخصيات دينية فلسطينية.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن المستوطنين شرعوا في تنفيذ اقتحاماتهم صباح اليوم الأربعاء، وهو رابع أيام عيد الفصح، وسط تعزيزات أمنية إسرائيلية مكثفة، شملت نشر قوات الاحتلال وتحويل مدينة القدس، خاصة بلدتها القديمة، إلى ثكنة عسكرية.
وبحسب “مركز وادي حلوة” الحقوقي، فإن عدد المستوطنين الذين اقتحموا الأقصى خلال الأيام الثلاثة الأولى من العيد بلغ 3,386 مستوطناً، موزعين على النحو التالي: 494 في اليوم الأول (الأحد)، و1,149 في اليوم الثاني، و1,732 في اليوم الثالث.
من جانبها، قالت محافظة القدس إن شرطة الاحتلال فرضت قيودًا مشددة على الفلسطينيين في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، حيث تعرقل دخول المصلين وتحتجز بعضهم، بهدف تأمين اقتحامات المستوطنين المتكررة.
وحذر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من خطورة تصاعد وتيرة الاقتحامات، مؤكدًا أن هذه التحركات تمثل “رسالة خطيرة” تهدف إلى فرض واقع جديد داخل الحرم القدسي وتغيير الهوية الإسلامية للمقدسات في فلسطين.
وقال الشيخ صبري إن اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للحرم الإبراهيمي في الخليل بالتزامن مع اقتحامات المسجد الأقصى يعكس نية الاحتلال فرض سيطرة دينية وسياسية على الأماكن المقدسة الإسلامية.
وأضاف: “ما يحدث هو اعتداء صارخ على صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية، ومحاولة مكشوفة لتدنيس المسجد الأقصى وتغيير معالمه الدينية والتاريخية، في ظل استفزازات المستوطنين وإقامتهم طقوسًا تلمودية داخل الحرم.”
ودعا الشيخ صبري الفلسطينيين داخل أراضي 48 إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى والرباط فيه، مؤكداً أن الاحتلال تجاوز كافة الخطوط الحمراء، وأن الواجب الديني والوطني يستدعي تحركاً جماعياً لحماية الأقصى
وفي سياق متصل، أشار الشيخ صبري إلى خطورة الخطوات الدولية الداعمة لإسرائيل، مؤكداً ضرورة اتخاذ مواقف سياسية حازمة، داعيًا إلى قطع العلاقات مع بريطانيا في حال أقدمت على نقل سفارتها إلى القدس.
وتواصلت الإدانات الفلسطينية لتصعيد الاحتلال في القدس، وسط تحذيرات من أن الزيادة الملحوظة في أعداد المستوطنين هذا العام مقارنة بالعام الماضي تشير إلى سياسة منهجية تهدف إلى تغيير الوضع القائم داخل المسجد الأقصى.
المصدر: الأناضول