اقتصاد

أسعار الذهب تقفز مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

الرشاد بـــــــــرس ـــــــــ اقتصــــــــــــــاد
واصلت اسعار الذهب ارتفاعها، اليوم الأحد،بدعم من التوقعات بزيادة تيسير السياسة النقدية والإقبال على الملاذ الآمن بسبب عدم اليقين بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية والصراعات في الشرق الأوسط.
وصعد الذهب في المعاملات الفورية بنهاية تعاملات اليوم الاحد 2% إلى 2720.05 دولارا للأوقية (الأونصة)، كما وصلت العقود الأميركية الآجلة للذهب إلى 2730 دولارا عند التسوية.
وقال ألكسندر زومبفي -وهو أحد المتداولين في المعادن الثمينة بشركة هيراوس ميتالز الألمانية- “مع تفاقم الصراع -خاصة بعد إعلان حزب الله اللبناني تصعيد الحرب مع إسرائيل- يتجه المستثمرون إلى الذهب، وهو أحد الأصول الآمنة التقليدية”.
وأدى تصاعد التوتر في غزة ولبنان بعد الإعلان عن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار إلى لجوء المستثمرين للأصول الآمنة مثل الذهب، لتجنب المخاطرة وبسبب المخاوف من عدم استقرار السوق العالمية.
وقال زومبفي “ومما يعزز صعود الأسعار المخاوف بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتوقعات بسياسات نقدية أكثر تيسيرا”.
ويرى اقتصاديون ان عوامل مؤثرة ادت الى تقلبات اسعار الذهب وارتفاعه في الآونة الأخيرة منها احداث الشرق أوسط والغزو الروسي الجديد لأوكرانيا أدت إلى فرض عقوبات من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، ما دفع البنوك المركزية إلى تخزين الذهب كتحوط جيوسياسي وكوسيلة لتنويع الاحتياطيات بعيداً عن الدولار. زاد مقدار الذهب الذي اشترته البنوك المركزية بأكثر من 5 أضعاف بين الربعين الأول والثالث من عام 2022، وظل مرتفعاً منذ ذلك الحين مقارنة بالعقد الماضي، مع لعب الصين دوراً بارزاً في هذا الصدد.
قد لا ينتهي دور الصين في ارتفاع أسعار الذهب عند البنوك المركزية فقط. التباطؤ الاقتصادي في البلاد، الذي يتركز في قطاع العقارات المفرط في رأس المال، ينعكس في تراجع ثقة الأسر وحجم المعاملات العقارية منذ عام 2022. وبالمثل، شهدت الأسهم الصينية “أداءً سيئاً بشكل كارثي” منذ ذروتها بعد الجائحة في عام 2021، كما يصفها زميلي في قسم “الرأي” على “بلومبرغ” جون أوثرز.
جهود التحفيز المتجددة من بكين رفعت الأسهم، لكنها قد تكون غير فعالة في إنعاش نشاط البناء. من المثير للاهتمام أن روري جونستون، الذي ينشر النشرة الإخبارية “كوموديتي كونتكست”، يرى أن 2024 من المحتمل أن تكون السنة الثانية فقط في أكثر من 3 عقود التي يشهد فيها الطلب الصيني على النفط انخفاضاً، والذي يعود جزئياً إلى ضعف نشاط البناء الذي يؤثر في استهلاك الديزل. من جانب آخر، يُتداول الذهب الآن بأعلى نسبة مقابل النفط منذ أوائل 2021، خلال المرحلة الحادة من الجائحة.
مع ربط 70% من ثروة الأسر الصينية في العقارات، وتراجع الأسهم والعوائد، وحظر العملات المشفرة، يبدو الذهب كأصل بديل بارز. وهناك أدلة على أن المستثمرين الصينيين قد بدأوا بالفعل في شراء الذهب، كما يظهر من ارتفاع الأقساط المحلية المدفوعة مقابل الذهب الفعلي هناك خلال العام الماضي. خط “التعاملات غير الرسمية وغيرها” في تقرير الطلب العالمي على الذهب الصادر عن “مجلس الذهب العالمي” -وهو عنصر يسعى إلى التوفيق بين العرض والطلب- شهد أيضاً زيادة مستمرة في الفصول الأخيرة.
المصدر: رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى