مقالات

تفاضل البشر بالعلم والعمل لا بالنسب والعرق…

بقلم/ د. عبدالوهاب الحميقاني
 
قال الله تعالى:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية)
فخير الخليقة
هو المؤمن الصالح من أي نسب ومن أي عرق
وقد انعقد إجماع الصحابة رضوان الله عليهم وعلماء الأمة رحمهم الله
على تفضيل وتقديم وتولية
أبي بكر وعمر وعثمان على علي رضي الله عنهم أجمعين
والثلاثة ليسوا من بني هاشم
ونصوص الشريعة مستفيضة
أن النسب لا يترتب عليه لاثواب ولاعقاب ولا مدح ولا ذم ولا تفضيل ولا تنقيص
لأن من أصول الشريعة أنه لا تكليف إلا بمقدور
فإذا كان أبوك وأمك ليس من اختيارك وخارج وسعك وطاقتك
فلا تكليف ينبني على نوع نسبك
لذا قال صلى الله عليه وآله وسلم:
(من بطّأ به عملُه ، لم يسرعْ به نسبُه )
رواه مسلم.
وذكر الإسلام لفضيلة معينة لشخص أو قبيلة أو غير ذلك لا يقتضي التفضيل على الغير
وكم من فضائل ذكرت لقبائل وشخوص وأشياء ولو أن كل من ذكرت فضيلته ادعى الأفضلية لكان في ذلك تعارض وتناقض كبير
كما أنه ليس من مقاصد الاسلام تقرير المفاضلة بين البشر
وإنما مقصده تنافسهم في الخير وترقيهم فيه
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
●لا تخيروا بين الأنبياء
●لا تفضلوا بين أنبياء الله..
●ما ينبغي أن يفضلني أحد على يونس بن متى…
●لا تفضلوني على موسى..
●من فضلني على يونس فقد كذب…
رغم أن التفاضل بين الأنبياء بالرسالة والنبوة أمر قطعي
كماقال الله سبحانه:
( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض )
( وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْض )
فالخوض في تفضيل بني هاشم وغيرهم أولى بالإعراض والإمساك عنه
من التفضيل بين الأنبياء والتخيير بينهم
لا سيما بوجود مفهوم تمييزي عنصري منحرف لأهل البيت
بل جرائم ترتكب باسمهم وحقهم وفضلهم ومودتهم وصلت إلى تدمير بلدان وإهلاك شعوب
وهذه مسألة ليست من أصول الملة ولا من أركان الديانة
وإهمالها الآن هو الأولى بل المتحتم
كما أن كثيرا من شرائع الإسلام وفرائضه وعقائده اليوم منتقصة وهي أولى بالاهتمام والدفاع عنها من هذه القضية
وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهانا عن تفضيله على من هو أفضل منهم من الأنبياء
فأولى أن ننتهي عن تفضيل قبيلته على غيرهم من الناس
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى