أسوأ أزمة انسانية في العالم
الرشادبرس. .
تقرير / آواب اليمني
ما بين فترة وأخرى ، نسمع تحذيرات دولية وأممية بشأن الوضع السائد بشكل عام ، والوضع المعيشي والصحي بشكل خاص ، إذ نسمع أحيانا منظمات دولية تنبئنا بأن الوضع لو استمر هكذا ستتأزم المشكلة حتى تتطور إلى ظاهرة يصعب السيطرة عليها بسهولة ، وأخرى أممية ، وهكذا حتى أصبحت التحذيرات هذه أمرا عاديا وبسيطا جدا ، لا يكترث لها شعبنا الصامد والصابر منذ افتعال الحرب الحوثية الهمجية بما يزيد عن ست سنوات من المعاناة والصبر والتحمل .
واليوم ، ومن جديد، دقّت منظمات أممية نواقيس الخطر بشأن مزيدٍ من التدهور في المجال الإنساني في بلادنا، بعدما طال أمد الحرب القائمة منذ صيف 2014 على نحو لا يُطاق على الإطلاق.
التحذير هذه المرة جاء عبر منظمة الصحة العالمية، التي جدَّدت التأكيد على أن نقص التمويل يؤثر سلبًا على العمليات الإنسانية في البلاد .
المنظمة العالمية قالت إنَّ المساهمة الجديدة من حكومة إيطاليا لها، ستمكنها من مواصلة جهودها من أجل الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية.
تحذير منظمة الصحة راجعٌ في الأساس إلى إقدام بعض الدول والجهات المانحة على نقص تمويل العمليات الإنسانية والإغاثية، وهذا راجع إلى النهب الحوثي المتواصل للمساعدات التي خُصّصت لمن يعانون من ويلات الحرب.
بلادنا ، والتي _ منذ أكثر من ست سنوات من التآزم والمعاناة_ تعيش أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع، وهذا الوضع المعيشي القاتم ناجم عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية الانقلابية في 2014.
مؤخرًا ، حذَّر الاتحاد الأوروبي من تفشي موجة أضخم من الجوع، وعبَّر عن تطلعه إلى ضمان التوصل لمستويات تمويل ملائمة للمساعدات الإغاثية في بلادنا .
وفي انتقاد ضمني لمليشيا الحوثي، نبه إلى أن تداعيات القيود على وصول المساعدات الإنسانية والعراقيل أمام الجهود الإغاثية وتردي الأزمة الاقتصادية، تُعرض جميعها الملايين لخطر المجاعة، وشدد على ضرورة ضمان معالجة أسباب الأزمة وتسهيل الوصول الإنساني إلى المتضررين.
تأزم الوضع الإنساني ليس سببه فقط الجرائم المباشرة التي يرتكبها الحوثيون ضد السكان سواء بقصف منازلهم أو محال أعمالهم، لكنّ إقدام المليشيات على نهب المساعدات يمثّل سببًا رئيسيًّا في بلوغ المأساة هذا الحد المرعب.
وعلى مدار السنوات الماضية، دأبت المليشيات الحوثية على نهب كميات ضخمة من المساعدات، كما أعاقت طرق توزيعها على من يستحقونها، ومارست ابتزازًا خبيثًا ضد العاملين في هذا المجال.
في مناسبات عديدة، واجّهت منظمات أممية، مليشيا الحوثي الإرهابية، بابتزازها وسرقة مساعداتها أو تسريبها إلى عناصر المليشيات بالجبهات، وقد أجبرت المليشيات الحوثية، أيضًا المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة لدفع مبالغ مالية لقيادات المليشيات لتسهيل مهام أنشطتها.
هذا الوضع يستلزم على المجتمع الدولي أن يمارس نفوذه من أجل أن يتصدى لهذه الأعباء الناجمة عن الحرب الحوثية العبثية، وأن يقدم على اتخاذ إجراءات تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بما يعرقل خبث المليشيات في نهبها والتلاعب بها.