أصداء الثورة السورية في اليمن ..فزع حوثي واستبشار شعبي واسع
الرشاد برس | تقاريـــــــــــــــر
يعتبر تاريخ ال”8 “من ديسمبر ،يوم فارق في حياة كل السوريين ،وتحول عظيم في مسار الثورات العربية المتواصلة، وقد تابع الجميع داخل الوطن كل ماحدث من انتصارات واحداث عظيمة في مسار الثورة السورية ،حيث اخذ الجميع منها العظة والعبرة ،وحدى بهم الأمل للخروج بالوطن من عنق الزجاجة؛ ليؤكدان ثورته مستمرة ضد المشروع الإمامي الكهنوتي.
وحظيت مواقع التواصل الاجتماعي بموجةً غير مسبوقة من التفاعلات الواسعة مع هذه الأحداث؛ إذ ازدحمت بالمنشورات التي تبارك هذه الانتصارات وتشيد بها، مصحوبة بدعوات صادقة لتحقيق النصر الكامل، كما تحولت العديد من المنصات اليمنية إلى ساحاتٍ للنقاش والتحليل بمجرى هذه الأحداث حيث اصبحت محور حديث الشارع اليمني في التجمعات والحارات ومجالس المقيل.
وعلى الجانب الآخر لايروق للمليشيا الحوثية هذه الانتصارات العظيمة التي وصفتها مؤخرًا بالإرهاب؛ فيما يرى ناشطون ومحللون سياسيون أن قلق الحوثي هذا له مدلوله الكبير على هشاشة الجماعة وعدم ثقتها بنفسها ولا بالشعب الواقع تحت سيطرتها فقد ينتفض ضدها بأية لحظة فضلا عن استنساح المليشيا التجربة السورية في السجون والقمع والتعديب والإخفاء القسري
مباركة رسمية
في ضوء ماحدث في سوريا من تحول ثوري وجذري ،وانتصار الثورة علق رئيس مجلس القيادة الرئاسي “رشاد محمد العليمي”، امس قائلا: إنه أنه حان الوقت ليرفع النظام الإيراني يده عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم، وصنع المستقبل الأفضل الذي يستحقونه جميعا.
جاء ذلك، في سياق تهنئته للشعب السوري، بسقوط نظام الأسد، وعودة بلادهم إلى حاضنته العربية، وحضوره البناء في الأسرة الإقليمية، والدولية.
وأثنى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في تغريدة على صفحته بمنصة إكس، على هذه اللحظة التاريخية التي أكد فيها الشعب السوري حقه في رفض الوصاية الإيرانية الأجنبية.
الى ذلك بارك التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية،اليوم الإثنين ، انتصارات الثورة السورية وسقوط نظام الأسد وتحرر سوريا، معتبراً انتصار الشعب السوري يمثل بداية التحرر من التدخلات الإيرانية في المنطقة.
وقال التكتل في بيان صحفي، إنه يرى أن في هذا الانتصار عودة سوريا حرة من الوصاية الإيرانية إلى حاضنتها العربية، واستعادة دورها الفاعل في الأسرة الإقليمية والدولية.
وأشار إلى أن هذه اللحظة تجسد حق الشعب السوري في رفض الوصاية الأجنبية، وتؤكد إرادته الحرة في استعادة سيادته وبناء دولته على أسس الاستقلال والكرامة الوطنية، وسلامة ووحدة أراضيه وصيانة كرامته.
ودعا التكتل إلى تعزيز العمل العربي المشترك لدعم الشعوب، وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، كما أعرب عن أمله بأن تكون عودة سوريا إلى الحاضنة العربية بداية مرحلة جديدة من السلام والمصالحة الوطنية، وإعادة بناء الدولة السورية على أسس تضمن كرامة وحقوق جميع أبنائها ووحدة وسلامة الأراضي السورية.
رسالة قوية
وفي ضوء ذلك يرى الكاتب /موسى المقطري: ان التغييرات السريعة في الوضع السوري والتي كانت محصلتها إسقاط نظام “بشار الأسد” الذي أذاق السوريين الموت والقهر هي رسالة أكثر منها حدث ، ومحصلتها أن الشعوب قد تصبر وتتحمل لكنها لم ولن تتنازل عن حقها في أن تصبح حرّة ، وكل جهود الطغاة ومحاورهم المزعومة كانت مجرد وهم أثبتت الأيام أنها أوهن من “بيوت العنكبوت” ، كما أثبتت كذلك أن «المتغطي بإيران عريان» ولو حشد له “خامنئي” الكتائب المؤدلجة التي قتلت وشردت السوريين واليمنيين والعراقيين واللبنانيين .
ويضيف: في لحظة الحقيقة تلاشت أمام غضبة الشعب الذي فقد حلمه وصبره .وفق هذه المعطيات والنتائج كلها فصنعاء ليست بعيدة عن دمشق ، ومليشيا الحوثي المتغطية بإيران قد بلَّت رأسها راضية أو مجبرة ، وكل ما يحصل اليوم في دمشق هو إشارة إلى أن المكابرة ورفض الآخر وعدم القبول به ، والرغبة بالاستفراد بالحكم والثروة ، واستزراع الطائفية المقيتة كل هذه الأفعال والرغبات المأفونة توقع أصحابها في شرار أعمالهم طال الزمن أو قصر ، أما إيران فحين يحمي الوطيس ويظهر الخيط الابيض من الفجر تترك أدواتها مكشوفة كما فعلت في لبنان واليوم في سوريا ، وفي الغد القريب في صنعاء .
صنعاء أقرب إلى الحقيقة التي يحاول الانقلابيون تناسيها رغم أنّ كل كذباتهم خلال الفترات الماضية ظهرت حقيقتها ، وتبين أنها مجرد ظواهر صوتية لدغدغة عواطف البسطاء تماماً كما فعل بشار الأسد الذي سجن رجالات القسام وأدّعى أنه يحارب إسرائيل! ، وجاء الثوار اليوم ليحررونهم من سجونه المظلمة ، وذلك تماما ما عليه مليشيا الحوثي الانقلابية التي تتقرب إلى إسرائيل ومن يقف ورائها باهلاك الحرث والنسل في اليمن ، وتوفر لهم المبررات الكافية لاستباحة البحر والبر والجو .من الأنسب اليوم أن يراجع الانقلابيون في صنعاء حساباتهم فطهران ستتخلى عنهم
تشابه الثورتين
الى ذلك يرى الكاتب والمحلل السياسي “ياسين التميمي “:ان هناك تشابة بين ماجرى في سوريا وماهو حاصل في اليمن من زوايا عدة، فهناك ملايين من الشعب تعرضوا للقتل والتشرد والنزوح، وفقدوا حقهم في الحياة الكريمة وصودرت أملاكم ومقدراتهم وتتعرض حياتهم للخطر في كل وقت في وطنهم، بسبب طغيان المليشيات التي تمكنت من رقابهم بفعل التواطؤ الإقليمي والدعم والتغطية السياسية التي قدمها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
ويرى الناشط /مصطفى محمد: ان تفاعل اليمنيين مع انتصارات الثوة السورية له مابعده لان هذه الانتصارات العظيمة تعكس قدرة الشعوب الحرة على مقاومة الظلم والطغيان سواء كان من الأنظمة القمعية كما هي الحال في سوريا، أو من المليشيات المدعومة خارجيًا كما هي الحال بالنسبة للشعب اليمني الذي يقاوم مليشيا إيران منذ عشر سنوات وما يزال”.
وأشارالاستاذ/مصطفى: إلى أن هذا الانتصار يمثل بارقة أمل متجددة بأن النصر على المليشيات الحوثية وأذرع إيران ليس بعيد المنال، وأن إرادة الشعوب هي السلاح الأقوى في استعادة الحقوق ودحر المليشيات، طال الزمن او قصر .
فزع حوثي
ومع انتصار الثورة السورية ،وارتباطها بمايجري في اليمن من خلال المتغيرات ،وخوف المليشيا من انتقال رياح الثورة الشعبية، كثفت المليشيا خلال اليومين الماضيين من انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في حارات وشوارع العاصمة المحتلة صنعاء تخوفا من انتفاضة شعبية تنهي حضورها في صنعاء.
وذكرت المصادر أن عناصر الحوثي كثفت من تواجدها في مداخل العاصمة، وفي منطقة حدة والسبعين، ومنطقة الجامعة ومديرية بني الحارثي التي يتواجد فيها المطار وقاعدة الديلمي الجوية.
وبحسب المصادر فإن حالة الاستنفار التي تعيشها مليشيا الحوثي الانقلابية تعكس مدى قلق الجماعة من تسارع الاحداث في سوريا والتي شهدت انهيار لنظام بشار الأسد ووصول قوات المعارضة الى العاصمة دمشق.
وخلال اليومين الماضيين ظهرت حالة الارتباك على قيادات مليشيا الحوثي في مواقع التواصل الاجتماعي الذين سارعوا للكتابة في منصة “اكس” عبروا بقولهم أن “صنعاء غير دمشق”.
وعقب فرار بشار الأسد من دمشق وخروج مليشيا إيران، طالب ناشطون يمنيون الحكومة الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي باستغلال الفرصة واطلاق عملية عسكرية واسعة لاستعادة صنعاء وانهاء الاقلاب الحوثي