أخبار العالم
أمريكا وطالبان تقتربان من اتفاق وسط احتدام المعارك…

الرشاد برس … دولي
………………………………………………………………………………
– قال مسؤول أمريكي كبير يوم الأحد إن مفاوضين من الولايات المتحدة وحركة طالبان بصدد التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يفتح الطريق أمام السلام في أفغانستان، في حين هاجم مقاتلو طالبان مدينة ثانية في شمال البلاد بعد هجومهم على مدينة قندوز الاستراتيجية.
وقال زلماي خليل زاد، الدبلوماسي الأمريكي المولود في أفغانستان والذي يشرف على المفاوضات، إنه سيتوجه إلى العاصمة الأفغانية كابول يوم الأحد للتشاور بعد اختتام جولة المحادثات التاسعة مع طالبان
وأضاف في تغريدة على تويتر ”نحن على أعتاب اتفاق من شأنه خفض العنف وفتح الباب للأفغان كي يجلسوا معا للتفاوض على سلام مشرف ومستدام وعلى أفغانستان موحدة ذات سيادة لا تهدد الولايات المتحدة أو حلفاءها أو أي دولة أخرى“.
جاء التعليق في حين هاجم مقاتلو طالبان بل خمري في إقليم بغلان بشمال البلاد بعد يوم من استعراض مئات المقاتلين للقوة عندما اجتاحوا مناطق من قندوز وهي مدينة استراتيجية أوشك المسلحون على السيطرة عليها مرتين في الأعوام القليلة الماضية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان يوم الأحد إن 20 فردا من قوات الأمن الأفغانية وخمسة مدنيين قتلوا وأصيب 85 مدنيا على الأقل في قندوز خلال الاشتباكات مع مسلحي طالبان.
وفي حين كانت قندوز هادئة بعد عمليات تطهير لطرد المتمردين، قال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية إن مقاتلين سيطروا على مواقع في منطقتين ببل خمري ويخوضون معارك مع قوات الأمن.
وأضاف رحيمي إن قوات الأمن قتلت خمسة مسلحين واعتقلت اثنين خلال عملية تطهير في بل خمري.
وقال مسؤولون محليون وسكان إن المدينة أغلقت بعدما سيطر مقاتلو طالبان على مواقع حول واحدة من نقاط الدخول الرئيسية إلى مركز المدينة وقطعوا الطريق السريع الرئيسي الذي يربط كابول بالشمال.
وقال عبد الجميل وهو أحد سكان بل خمري أمكن الوصول إليه عبر الهاتف ”هناك الآن اشتباكات جارية بين طالبان وقوات الأمن في المدينة بالقرب من مجمع حاكم الإقليم ومقر الشرطة“.
وأضاف ”المدينة أغلقت والحركة قليلة جدا.. الناس مرعوبون“.
وقال مسؤولون من الحكومة وطالبان إن هناك قتالا كذلك في إقليم غزنة بوسط البلاد وإقليم لغمان شرقي العاصمة كابول.
وفي واقعة منفصلة، قال مسؤولون إن قنبلة زرعت على جانب الطريق في منطقة تشامتال في إقليم بلخ بشمال البلاد يوم الأحد مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل من بينهم نساء وأطفال كانوا يسافرون في سيارة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن الانفجار. وتقول طالبان إنها تستخدم قنابل مزروعة على جانب الطريق لاستهداف قوات الأمن لكن المدنيين يقتلون أو يصابون بسببها في الغالب.
* حل سلمي
ومع اقتراب ختام المحادثات في الدوحة، تؤكد المعارك الأخيرة في أفغانستان على عزم طالبان إبرام أي اتفاق من موضع قوة في ساحة المعركة.
ولم يخض خليل زاد في تفاصيل الاتفاق المتوقع أن ينسحب بموجبه آلاف من القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل ضمانات من طالبان بألا تسمح باستخدام متشددين أفغانستان قاعدة لشن هجمات في الخارج.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في الدوحة إن الجانبين في مرحلة مناقشة اللمسات الأخيرة على القضايا الفنية بعد الانتهاء من جولات المحادثات الحالية بنجاح.
وأضاف شاهين على تويتر ”نحن على وشك إنهاء الغزو والتوصل إلى حل سلمي لأفغانستان“.
ولن ينهي الاتفاق في حد ذاته القتال بين طالبان وقوات الأمن الأفغانية، لكن سيبدأ ما يعرف بمحادثات السلام ”بين الأفغان“، والتي من المتوقع أن تعقد في العاصمة النرويجية أوسلو.
بيد أنه لم يتضح ما إذا كانت طالبان ستوافق على التحدث بشكل مباشر مع حكومة الرئيس أشرف غني المدعومة من الغرب، والتي تعتبرها الحركة نظاما غير مشروع فرض على البلاد من الخارج.
وقال بعض مسؤولي طالبان إنهم لن يوافقوا على إجراء محادثات مع المسؤولين الأفغان إلا بصفتهم الشخصية وليس كممثلين للدولة، وإنهم لا يزالون يعارضون الانتخابات الرئاسية المقررة في 28 سبتمبر أيلول.
ولم يتضح ما إذا كان الاتفاق سيشمل انسحاب جميع القوات الأمريكية وعددها 14500 من أفغانستان أو كم ستستغرق مدة الانسحاب.
وهناك أكثر من 20 ألف جندي أجنبي في أفغانستان، يخدم معظمهم في إطار مهمة يقودها حلف شمال الأطلسي لتدريب القوات الأفغانية وتقديم العون لها. ويشارك آلاف من القوات الأمريكية أيضا في مهمة منفصلة لمكافحة الإرهاب بهدف قتال جماعات متشددة مثل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.
ولم تتوقف التفجيرات الانتحارية ولا العمليات القتالية خلال المحادثات كما يسلط القتال الدائر في الشمال الضوء على هشاشة الوضع في مناطق شاسعة من البلاد مع سيطرة طالبان على أراض أكثر من أي وقت مضى منذ الإطاحة بها من الحكم في حملة قادتها الولايات المتحدة في 2001.