مقالات

أهمية الاقتداء والمتابعة

 

 عبدالمجيد زين العابدين

عبد المجيد السامعي

 السنة المطهرة الواردة الينا من السلف عن تفاصيل حياة اشرف الخلق محمد بن عبدالله الذي ارسله الله رحمة للعالمين هي مجموعة افعال واقوال واقرارات صدرت منه صلي الله عليه وسلم, وتنقسم سنن النبي الكريم بحسب توزيع الفقهاء والمحدثين الى اربعة اقسام وهي:  

سنن القولية وهي ما تؤخذ علي وجه الندب والاستحباب, وسنن الفعلية: وهي المتعلقة بأفعال النبي التي غالبا لم يأمر من حوله بالإتيان بها مخافة المشقة عليهم, والسنن الصورية: وهي المتعلقة بصورة النبي واكتحاله وشكل لحيته وعمامته والوان ملابسة, والسنن التقريرية: وهي السنن التي فعلها بعض الصحابة واقرهم عليها. يقول الله تعالى:(وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا(.

 

ولأهمية هذه السنن في حياتنا يقول النبي الكريم عنها:(تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابدا, كتاب الله وسنتي ), ويقول:(لقدتركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الاهالك).

 

 نستغرب كل الاستغراب عن مدى الإنحراف الذي يلازم قول القائلين بعدم الأخذ بأي حكم لم يذكر نصا في القران فإن لك أن تستعرض العبادات التي يقوم بها المسلمون في اليوم، والأسبوع، والشهر، والعام، لترى قدر هذا الانحراف، وبأي شيء أبدأ من الأمثلة لأثبت ذلك؟ فهي أكثر من أن تحصر في هذا المقام المحدود.

هل أبدأ بأركان الإسلام؟ من أين عرفنا أن للإسلام أركانا خمسة؟ من القرآن؟ أترك لهم الإجابة وإن كنت لا أتعجب منهم لو أنكروا ذلك أصلا! وإن انتقلنا للصلاة؛ فالأسئلة الموجهة إليهم معروفة:

عدد الصلوات، ركعاتها، مواقيتها، صفتها، أذكارها، التشهد، سجود السهو. هل هي في القران؟ وأرجو أن يواجهوا الأسئلة بصدق ووضوح. هل هؤلاء المسلمون كلهم على ضلالة حين ((أوجبوا)) أداء الصلوات بهذه الكيفية؟ أم أنكم أنتم المنحرفون ؟! وتحديد عدد الصلوات بخمس صلوات ليس من اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وإنما هو وحي من الله، وهذا يدل على أن الوحي ليس القران فقط. وإن انتقلنا للزكاة فالسؤال الأكبر الموجه لهم: ما القدر الذي إذا أخرجه المرء من ماله تكون قد برئت ذمته وامتثل الأمر القرآني (ءاتوا الزكاة) فالذي يملك مليار ريال، وزكى منها 100 ريال، هل تبرأ ذمته؟ إن قلتم لا؛ فما الدليل؟ وما المقدار الذي يجب إخراجه من الحبوب والثمار؟ وإن انتقلنا للصيام: فهل على الحائض صوم؟ وما الدليل من نص القران؟ وهل على من جامع أهله في رمضان كفارة؟ ما الدليل؟ وهل تشرع صدقة الفطر في نهاية شهر رمضان؟ ما الدليل؟ وما مقدارها؟ وإن انتقلنا للحج، فهل هناك مواقيت مكانية للحج؟ ما هي؟ وما الدليل القرآني؟ وكيف تؤدى الصلاة يوم عرفة؟ وهل هناك شعيرة رمي الجمرات في الحج؟ ما الدليل؟ وهل هناك طواف للوداع؟ ما الدليل؟ وقبل ذلك: عددوا لنا محظورات الإحرام؟ هل أذكر مزيدا من العبادات والأحكام المتفق عليها بين المسلمين؟ سيطول ذلك جدا. ولكم أن تتخيلوا الإسلام دون كل الأحكام المذكورة في الأسئلة الماضية والتي لم يأت النص عليها في القران وإنما جاءت في السنة؟! ثم يقولون بعد ذلك : السنة إنما هي ركام من المرويات.. واﻵخذون بها عابدون للأسانيد!!

 

وأنا أوجه دعوة صادقة لكل من فتن بشبهات منكري السنة: إلى قراءة الأسئلة السابقة والتأمل فيها، ليعلم أن السنة مبينة للقران، وأنها تأتي بأحكام لم يرد نصها في القران.. وصدق الله: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى