اقتصاد

أوروبا تدرس العودة إلى الغاز الروسي في ظل تحولات الحرب الأوكراني

الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
مع اشتداد البرد هذا الشتاء وارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، عاد الجدل حول إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا في وقت يشهد فيه العالم آمالًا بتسوية قريبة للنزاع في أوكرانيا، بوساطة أمريكية. شهدت أسواق الغاز الأوروبية ارتفاعًا كبيرًا، حيث وصل سعر الغاز في مركز النقل الهولندي إلى 61 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة في فبراير، وهو أعلى مستوى له في عامين. ورافق ذلك تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن المفاوضات بشأن إنهاء الحرب ستبدأ “على الفور”، ما أدى إلى تحسن في الأسواق.
هذه التطورات دفعت بعض الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في موقفها من الغاز الروسي، حيث يُتوقع أن تساهم إمدادات الغاز الرخيصة في إنعاش الصناعة الأوروبية ودعم الأسر. ويقدر الخبراء أن إنهاء الحرب قد يعزز الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنسبة 0.5%، ما يعكس أهمية الغاز في الاقتصاد الأوروبي. لكن لا يجب إغفال أن العودة إلى الغاز الروسي قد تكون لها تبعات سياسية كبيرة، حيث ستواجه بعض الدول ضغوطًا من الأحزاب المناهضة لروسيا داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة في ظل العقوبات الغربية المستمرة.
ورغم موقف المفوضية الأوروبية بعدم الربط بين استئناف الإمدادات الروسية والمفاوضات السياسية، إلا أن بعض الدول مثل المجر وسلوفاكيا تدعم الفكرة، حيث تواصل تلقي الغاز الروسي عبر أنابيب تركيا. ورغم ذلك، لا تزال أوروبا تعتمد بنسبة 10% فقط على الغاز الروسي، مقارنة بـ 45% في 2021.
في الوقت نفسه، تتزايد الحاجة الأوروبية لتأمين الإمدادات مع انخفاض مخزونات الغاز في فصل الشتاء. ومع تزايد الطلب الآسيوي، أصبح من الصعب على الاتحاد الأوروبي الحصول على إمدادات إضافية من الغاز الطبيعي المسال. ويرى الخبراء أن إعادة التدفقات الروسية عبر أوكرانيا قد تساهم في خفض الأسعار بنسبة كبيرة.
لكن الخيارات الأخرى تبقى محدودة. فبينما يتم دراسة إمكانية استئناف تشغيل خط “نورد ستريم 1” و”نورد ستريم 2″، يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات كبيرة في هذا الاتجاه بسبب التخريب الذي طال الأنابيب. كما أن الولايات المتحدة قد تسعى لتعزيز مبيعات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا، وهو ما قد يعرقل العودة إلى الغاز الروسي.
ومع أن أوروبا تواصل جهودها لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق استقلال طاقي أكبر، إلا أن عودة الغاز الروسي قد تؤثر سلبًا على استراتيجيات الطاقة المتجددة التي تمثل أولوية طويلة المدى لدول الاتحاد الأوروبي.
المصدر: رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى