مقالات

إرهابيون!

بقلم /‏د.محمد جميح
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يحرسون الكنائس أثناء أداء مواطنيهم المسيحيين الصلاة، ويباركون لهم بأعياد الميلاد.
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يعيدون الإسماعيليين الذين هربوا من بيوتهم، يعيدونهم إلى منازلهم، ويسألونهم: هل اعتدى أحد عليكم؟ هل سُرق شيء من منازلكم؟
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يحتفلون ويرددون الأغاني مع مواطنيهم الدروز.
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يقولون لمواطنيهم العلويين: لسنا ضدكم، أنتم منا ونحن منكم.
‏‏أول مرة نرى “إرهابيين” لا يتسببون في موجات نزوح، بل يعيدون النازحين لديارهم!
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يفرجون عن سجناء الرأي الذين سجنوا لأكثر من أربعين عاما.
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يستقبلهم أهالي المدن بالزغاريد والأهازيج، فرحاً بقدومهم!
‏أول مرة نرى الأهالي يطردون القوات النظامية من مدنهم، تمهيداً لدخول “الإرهابيين” إلى تلك المدن والبلدات!
أول مرة نرى “إرهابيين” يركزون على بلدهم، ويقولون نريد إقامة علاقات طيبة مع الخارج.
‏أول مرة نرى “إرهابيين” يقولون نسعى لدولة النظام والقانون والمؤسسات، والشراكة وتعايش الطوائف والأديان، وضمان الحقوق والحريات، وعدم التسلط على الناس.
‏أول مرة تسقط مصطلحات “إرهابي، تكفيري، داعشي”، وتتحول إلى “معارضة مسلحة، ثوار، فصائل مسلحة”!
‏السوريون لم ينتصروا لبلدهم وحسب، لم ينتصروا للقيم وحسب، ولكن انتصروا للمصطلحات والمفاهيم وقواميس اللغة.
من صفحة الكاتب على فيسبوك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى