إفتحوا ممرات تعز أمام إنسانها
بقلم / محمود ياسين
لو انني كنت صاحب قرار في صنعاء ، كنت لأفتح ممر الحوبان من جانب واحد .
حتى انني سأسبق المفاوضات وأعرقلها إذا لزم الأمر، ليكون فتح الممر رسالة نوايا جيدة لتعز وإفصاحا عن مسؤولية مختلفة تجاه ” القطاع المنفصل ” .
لقد احتملت تعز عبئ الرهانات الفادحة ، وعبئ التقمص في شخصية تعز وعبئ الجغرافيا وعبئ مكابرة نخبتها بالتميز وبالثمن الفادح الذي يجب ان يتم دفعه مقابل هذا التميز .
مأساة القطاع المنفصل في خطط الداخل وارتيابات الخارج ،والناس هناك يمنيون فحسب ، وقبلها ناسا فحسب ،حقهم الحصول على ممرات وقبل الممرات سلام وشروطا عادلة للحياة وليس التواجد في تعز بوصف تعز والحياة في تعز وظيفة تضحية .
لقد سرقت تعز من طريقها الذي كان ، من شخصية المدينة التي كانت حنى أواخر التسعينات ، كانت تعز فكرة انيقة متقدمة خطوة مدنية على كل المدن والأمكنة في اليمن ،تصل فتيات المدارس من تعز لزيارة اقاربهن في ريف إب وكأنك بصدد عائلة قفزت من شاشة تليفزيون يعرضون دراما عائلة مصرية .
العلاج في تعز اشبه بالنسبة لريف إب بقرار سفر للعلاج في الخارج ،وصاحب تعز متأنق على الدوام ومدينته فيها نوافير مضاءة بالكهرباء وهناك في الجانب المخبأ من شرفات المدينة ثمة اجتماعا تنظيميا على الدوام ،وتعز يسار تقدمي وتكوينات وإفصاحات سياسية ومصطلحات ، هناك المكان حيث المطار قبل ممر الحوبان وهناك مصانع البسكويت وهناك في المحصلة تتكون شخصية ” المدينة ” ،فماالذي حدث ؟ فجأة احتشدت القرية داخل تعز وراحت تتجول وتوزع انفعالاتها وقناعاتها ضمن تحول طال كل الأمكنة في اليمن ،غير ان القروية كانت اكثر ضجيجا في تعز من كونها تواجدت في أكثر التجارب نضجا واقترابا من شخصية المدينة .
والان وبعد كل المباهاة والنضالات النزيهة والانفعالات وتبادل الادوار والمصائر ،وبعد كل الذي اختبرته اليمن ،بقيت تعز قطاعا منفصلا بمشروعها المدني المجهض وبالتجديف النخبوي وباختيار الدور الأكثر اشتراطا وتطلبا والتزاما لما يعرف ب” المعركة غير العادلة ” .
فليكن ان يتناول التعزي طعام الصبوح في الحصب ويتغدى في الحصبة ،فافتحوا الممر بدلا من المجادلة والمحاججة عن حالة حصار تريد وحدك احتمال المسؤولية عنها ،وكان بوسعك تفخيخ مقولة الحصار ،بفتح الممرالذي انت شريك أساسي في إغلاقه بعمل واقعي انساني مسؤول ومن جانب واحد .
افتحوا الممر أمام انسان تعز الذي يقدس العمل كقيمة ولا تحصروه حيث هو ولا يعود أمامه من خيار غير السلاح