إلى طلاب العلم
بقلم /الشيخ الدكتور .عبدالوهاب الحميقاني *
إلى طلاب العلم عموما وفي اليمن خصوصا
هي نصيحة أعني بها نفسي قبل غيري
حملني عليها بعض ما رأيته وسمعته من ردود قد تتجاوز ما يجب على المسلم فضلا عن طالب العلم التزامه في بيان ما يراه حقا
في باديء الأمر على من يتكلم في أحكام الشرع يجب
عليه أن يميز بين
الشرع المنزل
والشرع المؤول
والشرع المبدل
فإذا بين للناس حكما دينيا فعليه أن يعلم
أنه يقول للناس هذا مراد الله ومراد رسوله
إن كان كلامه في شرع منزل
و يقول لهم هذا حكمي الذي أظنه الحق
إن كان في الشرع المؤول
ولا يجوز له بحال دعوة الناس إلى الشرع المبدل فضلا عن نسبته إلى الشرع
ولا يتأهل لبيان الأحكام وهذا التمييز إلا من توفر فيه أمور :
الأول الإخلاص لله
فيبين الشرع المنزل أو المؤول لله
ويقول الحق
لا رغبة ولا رهبة ولا مداهنة للومة اللائم
فلا يجامل في دين الله سلطانا ولا يخاف من بيانه متسلطا ولا يغازل به ممولا
ولا يرجو به مالا ولا جاها ولا متاعا ولا ثناء
ولا يطلب به رضى وإعجاب الجمهور
ولا يرغب عنه خوفا وخشية من لومة اللائم ومفارقة ومنافرة الخلان والرفقاء ومن يرتبط بهم لا سيما في إطار العلم والدعوة
فلومة اللائم أعظم أثرا في نفوس الكثير من الترغيب والترهيب عند بيان الحق
ويكثر هذا الداء في الأطر العلمية والدعوية
إلا إذا كان قوله للحق وبيان الشرع سيؤدي لمفسدة أكبر أو يضعه المستمع له في غير موضعه
فالسكوت هو اللازم
وقد سكت بعض السلف عن ذكر بعض الأحاديث وبعضهم ندم أنه حدث بها عندما استعملها بعض الطواغيت حجة لظلمه
وقد بوب العلماء
باب كتمان العلم للحاجة
الثاني العلم
فجنس القول على الله بغير علم أعظم من الشرك
ولا يخوض العاقل فضلا عن المسلم فيما لا علم له به
ومن قال لا أدري فقد علم
والعلم نقطة كثرها الجاهلون
والتعالم داء أفسد الدين والدنيا وأهلك صاحبه
ولا يبلغ العلم إلا من ركب مطاياه وسارت به حتى حط في ساحته
وليس مجرد لبس عمامة وتزي بلباس العلماء ولا إطلاق اللحية ولا تصفح كتبا ولا الوعظ والخطب
وإن كان ذلك من الخير
إلا أنها بمجردها لا تجعل المتلبس بها من أهل العلم فضلا عن أهل الفتيا في مواطن الخلاف
الثالث العدل
العدل في الحكم والبيان وقول الحق
في الغضب والرضا ومع الموافق والمخالف والعدو والصديق
ولا يجرمنه شنآن قوم ولا يحملنه حب قوم على تجاوز الحق وتغييب العدل
الرابع أن يعلم أنه عبدا لا ربا مخلوقا لا خالقا
يملك دلالة الإرشاد لا هداية التوفيق
فلا يجعل المتكلم من نفسه ربا وخالقا مطلع على نيات مخالفه أو موافقه
وليكن كلامه بالحكم على ما يظهر من أفعال الناس ومقالاتهم وأحوالهم
وأما ما في قلوبهم وباطنهم فليس إليه فلا يعلمه إلا الله
ولا يجعل المتكلم نفسه ربا يهدي الخلق هداية توفيق
فيلزم كل من يسمعه أن يستجيب ويخضع لكلامه
بل هو هادي هداية إرشاد للحق لا غير
إن استجيب له حمدالله وإن أعرض عن قوله أدى ما عليه
ومن لم يجد في نفسه تأهلا بهذه الأمور
فخير له أن يسكت ولا يخوض في ما لا يعلم
وليسعه أن يقلد في نفسه من يرتضيه علما وديانه
وليعلم أن تقليده لخاصة نفسه فلا يؤهله تقليده للرد والأخذ في المقالات على من يخالفه
“ولا يعرف الفقه من لم يشم رائحة الاختلاف ”
*امين عام اتحاد الرشاداليمني