إيران والحوثي.. الولد للفراش وللحوثي القاذفات الأمريكية
بقلم / د. ثابت الأحمدي
من الطبيعي أساسًا أن يكون لسان حال إيران مع الحوثي بعد أن ضاق بها الخناق مؤخرا: “إني بريء منكم”؛ لأن العلاقة بينهما من بدايتها علاقة سفاح سياسي، وحتما ستكون محصلتها النهائية هكذا: “الولد للفراش وللعاهر الحجر”، أي: الحوثي يمني، والضرب الأمريكي عقوبته التي يستحقها. هذا واقع حال إيران الخمينية التي تخلت عن جيوبها السياسية في المنطقة العربية، بما يتماشى ومصالحها السياسية داخل إيران نفسها.
منذ أشهر تخلت إيران عن حركة حماس الفلسطينية بعد أن أوقعتها في الفخ، وتركتها تواجه مصيرها لوحدها، وها هي غزة اليوم تحترق وتُباد، ورفعت يدها كذلك عن “حزب الله” اللبناني بعد أن أصبح كومة من لحم ودم وعظم، لا يُجدي نفعًا، تكلفته أكثر من أرباحه، وكانت ترى فيه درة المليشيات الخمينية في المنطقة العربية، كما كانت بريطانيا ترى الهند درة التاج البريطاني. ولو استطاعت اليوم أن تربح من هذه الكومة لفعلت.
كذلك بلعت ريقها بصمت حين دارت الدائرة على وكلائها في سوريا، ولم تلتفت لأحد من أتباعها هناك الذين كانوا يقدسونها، ويرون فيها المخلّص والمنقذ..! بدت وكأنها لم تعرف بشار ولا ذيلها النُّصيري هناك.
ووفقًا للمؤشرات الجارية اليوم ها هي إيران الخمينية تترك الحوثيين يواجهون مصيرهم في اليمن لوحدهم تحت رحمة القاذفات الأمريكية وسابقا تحت رحمة الصواريخ الإسرائيلية، وقد استنفدت كل مقوماتها التي ناورت بها سابقا في البحر الأحمر وعلى الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، لرفع سقف مفاوضاتها مع أمريكا، وإن من مساعدات إيرانيّة إنسانية قادمة ربما ستكون طائرة تحمل المياه المعدنية كمساعدة للحوثيين، مثل طائرة العام 2015م التي حملت مياها معدنية، وأخذت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية.!!
تتعامل إيران مع جيوبها في المنطقة العربية كبيادق تحركهم توجيهات المشرف المعين من مكتب قائد الثورة خامنئي، فيهرولون مسرعين لتنفيذ توجيهات الملالي بالحرف الواحد، لإظهار مزيد من الولاء لمكتب المرشد، وإن تدمرت أوطانهم عن بكرة أبيها..!
إيران دولة ذات بعد عرقي قومي فارسي، لها نظرتها الخاصة تجاه العرب بشكل عام، ولا يمكن أن تضيف شيئا ذا قيمة لأي عربي إلا لحسابات دقيقة، بعد أن تكون قد تأكدت أنها ستربح أضعاف ما قدمت، وأنها ستأخذ باليمين ما أعطت بالشمال، ولتنقرض مليشياتها بعد ذلك أو تذهب للجحيم.. وكل وكلاء إيران سقطوا في الجحيم حتى الآن.
الحوثي اليوم يتلمظ كثعبان تهشم رأسه، باحثًا لنفسه عن أقربِ مخرج طوارئ، حفاظًا على أمنه الشّخصي، وحياته الخاصّة بعد أن وجد نفسه أمام حصاراتٍ متعددة، داخلية وخارجية، محلية وإقليمية ودولية، منبوذًا من الداخل، منبوذًا من الخارج، بعد سنوات طويلة من مُعاركة طواحين الهواء وبيع الوهم للناس، بعد أن غرر عليهم بالوصول إلى مكة والمدينة وتحرير القدس؛ بل ومحاكمة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية نفسه، حد أوهامه الجنونية التي انطلت على البسطاء من عامة الناس..! وفي الأخير يزاحم الجرذان في أقبيتهم وجحورهم..!
يا لطيش الحوثي والمغرر بهم من أتباعه الذين أعلنوا بالأمس محاكمة ترامب، واليوم يبحثون عن أضيق الجحور والسراديب الجبلية يختبئون فيها من قاذفات ترامب وصواريخه، في الوقت الذي أضاعتهم إيران، وجلست مع الأمريكان على طاولة واحدة، باحثة عن مصالح شعبها وأمتها، محمّلة تبعات أحداث البحر الأحمر الحوثي وحده دون غيره.
أرأيتم نهاية خيانة الأوطان؟ أرأيتم بيع إيران لحلفائها في المنطقة بلا ثمن؟!