مقالات

ابو اصبع ماذا تقول ؟!

محمد الأحمدي
محمد الأحمدي

الأستاذ والوالد المناضل الجسور يحيى منصور أبو أصبع رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء الصراع في دماج بمحافظة صعدة يقول في تصريح صحافي لموقع “الخبر”، إن اللجنة ستعمل على “تسليم مناطق التوتر لوحدات من الجيش”، ما هي مناطق التوتر؟!، هل يقصد بها المواقع التي يحاول الحوثيون السيطرة عليها بما فيها جبل البراقة المطل على دار الحديث، الذي يتمسك به السلفيون لحراسة أنفسهم وعائلاتهم..؟!، علماً بأن باقي المواقع المحيطة بدماج يتمركز فيها الحوثيون، فيما بقية المواقع والمعسكرات التي تنتشر فيها مليشيات الحوثي في مختلف مناطق صعدة لا يوجد فيها توتر أصلا لأنه لا أحد ينازعهم عليها بما في ذلك الدولة!!.. حاولت أقرأ تصريحات أبو أصبع أكثر من مرة لعله يتحدث عن نقاط التفتيش الحوثية المنتشرة في كل أرجاء صعدة تستوقف المواطنين وتمتهن كرامتهم فلم أجد..!!.. ماذا يريد أبو أصبع بالضبط لماذا لا يقولها من الأخير.. وهو يدرك أنه حتى أفراد الجيش اليمني والوحدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة التابعة للجمهورية اليمنية لا تستطيع التحرك قيد أنملة داخل صعدة إلا بإذن من الحاكم العسكري الحوثي، ولا يمكن أن تمر من نقاط التفتيش الحوثي إلا بعد توقيفها من طرف مليشيات الحوثي وتفتيشها، ولمليشيات الحوثي الحق دون غيرها في منع أفراد القوات المسلحة اليمنية من الذهاب إلى أي مكان في صعدة، وإعادتها إلى ثكناتها، وقد شاهدت بعيني في نقطة الخانق أثناء الحصار السابق لدماج أربعة أو خمسة مراهقين حوثيين يستوقفون عربة جند عسكرية على متنها أربعون جندياً يفتشون بطاقاتهم العسكرية ويبلغون قائدهم العسكري الحوثي بأسماء هؤلاء الجنود، ثم يأتي القرار بمنعهم من المرور، وبالفعل يمنعون من المرور، حتى محافظ صعدة نفسه فارس مناع تم توقيفه في نقطة الخانق من قبل أربعة أو خمسة مسلحين حوثيين مراهقين ولم يسمح له بالمرور من نقطة الخانق إلا بعد الإذن من الحاكم العسكري الحوثي وعندي فيديو يوثق ذلك، لماذا لا يقول أبو أصبع بوضوح إنه يسعى لإخلاء مواقع السلفيين وتسليمها للحوثيين..!! بحيث يكونوا تحت رحمة الحوثي إن شاء أحياهم وإن شاء قتلهم أو طردهم أو أبادهم عن بكرة أبيهم!!.. من أعطى الحق للحوثي بأن يتمركز في عشرات المواقع العسكرية بمحافظة صعدة وينشر نقاط التفتيش في كل مكان ويمارس دور الدولة، بينما لا يحق لجماعة السلفيين أن تتمسك بموقع حراسة لأفرادها وعائلاتهم خاصة وهي تفتقد لحماية الدولة وتعيش حالة حرب مع جماعة مسلحة لا ترقب في مؤمنٍ إلا ولا ذمة؟!.. هل يستشعر أبو أصبع بأن مهمته في هذه اللجنة تعدّ مسؤولية أخلاقية وإنسانية وتاريخية عظيمة، وعليه هل سيقبل على نفسه لعنة تاريخية وهو يشاهد في قادم الأيام محرقة غير مسبوقة لآلاف البشر في دماج يراد تقديمهم لسكاكين الحوثي كالنعاج، والجميع يعلم بان سلفيي دماج لم يكونوا من قبل يحملون السلاح ولا قادوا تمرداً عن الدولة وإنما أجبروا على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم بعد أن تكرر عدوان الحوثيين عليهم؟!.
أليس من العدل والإنصاف والمنطق والحرص على عدم تجدد المواجهات وإراقة الدماء أن يتم إخلاء صعدة كلها من كل المواقع العسكرية ونقاط التفتيش سواء التابعة للسلفيين أو الحوثيين على حد سواء؟! يا جماعة راجعوني إذا كنتُ مخطئاً ؟!

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. من يقف وراء الحوثيين بالدعم والتأييد والتخطيط هم الوجه الحقيقي لهذه الظاهرة الطائفية المجوسية في اليمن..

زر الذهاب إلى الأعلى