اتفاق الفرس والروم
نتائج اتفاق فارس والروم على المنطقة العربية، الولايات المتحدة الأمريكية تنتقل لشكل أخر من الامبراطوريات التي تعتمد على سمعتها، لم يعد لديها الرغبة في ممارسة امبراطوريه باي كلفة مادية.
أمريكا تتوجه نحو الداخل والاعتماد على آخرين في اقتسام والشراكة في النفوذ في الخارج تخليها عن ضرب الاسد واتفاقها مع إيران وتفاهمات مع روسيا سيكون لها نتائج مخيفة في منطقة المنطقة العربية منها:
1- نمو حدة الصراعات والانقسامات الداخلية مع زيادة للنفوذ الايراني الذي سيزيد من دعم الاقليات الشيعية في مواجهة المجتمعات السنيه في المنطقة بمباركة أمريكية أوربية.
2- تخبط سياسات المملكة العربية السعودية تجاه تفوق ايران مع استمرار الصراع على السلطة داخل الأسرة الحاكمة وبروز اصوات متطرفة قد تلجا للتحالف مع اسرائيل ضد ايران وتكرار نفس السياسات العقيمة بالاعتماد على الآخرين مع احتمال أكبر لبروز تفاهم إيراني إسرائيلي بمساعده أمريكية في حالة نجاح الاتفاق الامريكي الايراني.
3- التفاهم الايراني التركي تجاه سوريا نتيجة مباشره للاتفاق الامريكي الايراني والذي قد يفضي الى تسوية سياسية وانتقال للسلطة مع استمرار اعمال مقاومه من جماعات متشددة ربما تتحول سوريا إلى اشبه بما يجري في العراق.
4- الدور المحوري القادم في المنطقة سيكون لتركيا بالتنسيق مع قطر وقوى الربيع العربي ويعتمد على سرعة وكفاءة التقاط اللحظة من قبل (تركيا قطر قوى الربيع العربي) وبلورة مصالح اقتصاديه وسياسية مشتركة وتنسيق فعال وربما يتحول الاتفاق الامريكي الايراني الى النقيض مما أرادوه، فشعور الخطر والتهديد الذي يجتاح المنطقة قد يدفع نحو استجابة ايجابية لمحور الربيع العربي.
5- انحسار الدور الامريكي في المنطقة قد يسمح بنشاط افضل للأحزاب والقوة والاتجاهات الإسلامية والوطنية ويضعف موقف الأنظمة الممانعة للتغير والرافضة للحريات السياسية. واجمالا فان المنطقة العربية في طريقها لمتغيرات سياسية واجتماعية ومزيد من عدم استقرار وستسارع دول الخليج باستثناء المملكة السعودية للتقارب مع إيران، وأولها الامارات العربية وعمان عرابة الاتفاق الامريكي الايراني سنترقب التحولات الجديدة، وانعكاساتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالاتفاق الامريكي الايراني -سايكس بيكو- جديد لكن النتائج مختلفة على صعيد المتغيرات داخل المجتمعات وليست على الحدود البينية.
لقد انحاز الغرب وفق مصالحه مع إيران ضد المصالح والتوجهات العربية.