استئناف المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في روما
الرشاد بـــــــــــــــــــــــــــرس ــــ دولــــــــــــــــــــــــــــــــــي
تستأنف الولايات المتحدة وإيران، يوم السبت، المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد أسبوع على جولة أولى وصفتها كلا العاصمتين بأنها كانت “بنّاءة”.
وتُعقد الجولة الجديدة في العاصمة الإيطالية روما، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وبتوسط سلطنة عُمان.
ويُعد هذا اللقاء الثاني رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي جرى التوقيع عليه بين طهران والقوى الكبرى. وكانت واشنطن قد انسحبت من الاتفاق في عام 2018، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الطرفين.
تأتي هذه التحركات الدبلوماسية في أعقاب عودة ترامب إلى سدة الحكم في يناير/ كانون الثاني، حيث أعاد تفعيل سياسة “الضغوط القصوى” من خلال فرض عقوبات إضافية على إيران. وفي مارس/ آذار، وجه ترامب رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني، علي خامنئي، حذر فيها من احتمال تنفيذ عمل عسكري في حال فشل المسار الدبلوماسي.
وقال ترامب، في تصريح يوم الخميس: “لست في عجلة من أمري للجوء إلى الخيار العسكري، وأعتقد أن إيران ترغب في الحوار”.
من جانبه، صرّح عباس عراقجي، أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أن إيران “لمست قدراً من الجدية” لدى الجانب الأمريكي خلال الجولة الأولى، لكنه أبدى تشككًا في نوايا واشنطن. وأضاف: “رغم شكوكنا الجدية بشأن نيات الأمريكيين، سنشارك في مفاوضات الغد”.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة لوموند الفرنسية، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أن إيران “ليست بعيدة” عن امتلاك القدرة على إنتاج قنبلة نووية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة وإيران وصلتا إلى “مرحلة حاسمة”، وأن هناك “مهلة قصيرة” للتوصل إلى اتفاق.
ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، التزمت طهران ببنوده لمدة عام، ثم بدأت تدريجياً في التراجع عن التزاماتها، حتى وصلت حالياً إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، وهو ما يتجاوز كثيرًا الحد المسموح به في الاتفاق (3.67%)، وإن كان لا يزال دون مستوى التخصيب اللازم للأسلحة النووية (90%).
ويرى محللون أن واشنطن قد تسعى إلى توسيع جدول الأعمال ليشمل برنامج إيران للصواريخ البالستية ودعمها لفصائل مسلحة في الشرق الأوسط، وهو ما ترفضه طهران بشدة. وقال عراقجي إن “حق إيران في تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض”، فيما طالب ويتكوف في وقت سابق بعودة طهران إلى سقف التخصيب المنصوص عليه في اتفاق 2015.
المصدر: (أ ف ب)