استقرار أسعار النفط بعد محادثات ترامب وبوتين
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
استقرت أسعار النفط، اليوم الخميس، عند أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهرين، وذلك بعد أكبر انخفاض لها في تلك الفترة، إثر محادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. حيث تم الاتفاق على بدء مفاوضات بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا، ما أثار تكهنات بتراجع المخاطر التي تهدد إمدادات النفط الروسية.
وسجل خام تكساس استقرارًا عند نحو 71 دولارًا للبرميل بعد أن خسر 2.7%، فيما أغلق خام برنت بالقرب من 75 دولارًا. وذكر ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن المفاوضات ستبدأ على الفور، مع احتمالية عقد لقاء مع بوتين في السعودية في المستقبل القريب.
من جهتها، تسببت العقوبات الأمريكية على النفط الروسي في تعطيل تدفق الخام، مما ساعد في ارتفاع أسعار النفط العالمية في وقت سابق من هذا العام. ومع ذلك، تأثرت الأسواق سلبًا جراء السياسات التجارية الأمريكية المتقلبة، والتي أسهمت في تدهور المعنويات وأسعار النفط في الأسابيع الأخيرة.
وفي تقريرها الشهري، حذرت منظمة “أوبك” من أن السياسات التجارية الجديدة قد تزيد من تقلبات الأسواق العالمية وتؤدي إلى اختلالات بين العرض والطلب. وأوضح التقرير أن بعض الدول الأعضاء قد أبدت التزامًا أكبر بتخفيضات الإنتاج، فيما يُتوقع أن تصدر الوكالة الدولية للطاقة تقريرًا جديدًا حول توقعات العرض والطلب في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ورغم العلاقة العكسية التقليدية بين أسعار النفط والدولار، شهدت السوق ارتباطًا إيجابيًا بين الاثنين في الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يكون هذا الارتباط قصير الأجل، حيث من المحتمل أن يعيد القلق بشأن الاقتصاد العالمي الارتباط العكسي التقليدي بين أسعار النفط والدولار.
يتواصل تسعير النفط بالدولار، ما يعني أن ارتفاع قيمة العملة الأمريكية يؤدي إلى زيادة تكلفة النفط بالنسبة للدول التي تستخدم عملات أخرى. وفي المقابل، يُساهم ضعف الدولار في خفض تكلفة النفط لتلك الدول. ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع الدولار إلى تقليل الطلب العالمي على النفط، حيث يصبح الخام أكثر تكلفة بالنسبة للمستوردين.
ومن المتوقع أن تضيق سوق النفط خلال الأشهر القادمة، إلا أن المخاوف الاقتصادية وارتفاع أسعار الفائدة قد تؤدي إلى ضعف الطلب على النفط الخام. كما أن التوترات الجيوسياسية قد تؤثر على الإمدادات، رغم أن تأثير ذلك على الأسواق قد يكون محدودًا.
وفيما يخص السياسة الأمريكية الجديدة، من المتوقع أن تؤثر سياسات الرئيس ترامب على صناعة النفط في الولايات المتحدة، بما في ذلك استئناف تراخيص النفط والغاز ووقف مشاريع طاقة الرياح البحرية. كما تعهد ترامب بإنهاء الإعانات الضريبية المتعلقة بالطاقة الخضراء.
عامل آخر مؤثر في أسواق النفط هو قوة الدولار، الناجمة عن التوترات الجيوسياسية والتجارية، خصوصًا مع الصين والاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن تستمر هذه العوامل في التأثير على أسعار النفط في الأشهر القادمة، مع إمكانية تراجع الطلب العالمي بسبب ارتفاع تكلفة النفط نتيجة قوة الدولار.
المصدر: رويترز