استقرار أسعار النفط وسط ترقب لقرارات “أوبك+”
الرشــــــــــــــــاد بــــــــــــــــرس ــــــ اقتــــــــــصاد
استقرت أسعار النفط اليوم بعد تسجيلها ارتفاعًا طفيفًا، حيث تم تداول خام “برنت” فوق 75 دولارًا للبرميل، بينما كان خام “تكساس” يتداول بالقرب من 71 دولارًا للبرميل. جاء هذا الاستقرار في الوقت الذي يترقب فيه السوق قرارات تحالف “أوبك+” بشأن سياسة الإنتاج في المستقبل.
تأجيل الزيادة في الإمدادات:
أفاد مندوبو “أوبك+” أن التحالف يدرس تأجيل سلسلة من الزيادات الشهرية في الإمدادات التي كان من المقرر أن تبدأ في أبريل 2025. ويُعتقد أن هذه الخطوة قد تكون ضرورية في ضوء التحديات التي تواجه السوق النفطية، بما في ذلك الهجمات الأخيرة على المنشآت النفطية وتأثيرها على إمدادات النفط العالمية. في حال تم تأجيل زيادة الإنتاج بمقدار 120 ألف برميل يوميًا، سيكون هذا القرار هو الرابع من نوعه منذ عام 2022، في إطار سياسة التحالف للتعامل مع تقلبات السوق. ورغم ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي، ألكسندر نوفاك، أن “أوبك+” لم تناقش بعد تأجيل أي زيادة في الإنتاج، حسبما نقلت وكالة “تاس”.
تأثير الهجوم الأوكراني على الإمدادات:
من جهة أخرى، أشار ييب جون رونغ، استراتيجي السوق لدى “آي جي آسيا”، إلى أن الهجوم الذي شنته طائرات مسيرة أوكرانية على منشأة لتصدير النفط في روسيا قد أثر بشكل ملحوظ على الإمدادات. وقد ساهم هذا الهجوم في تهدئة بعض التوقعات السلبية في الأسواق، حيث أصبح تأثيره على خط أنابيب النفط الرئيسي من كازاخستان إلى روسيا مصدر اهتمام كبير للمستثمرين في الوقت الراهن. يُتوقع أن يستمر تأثير هذا الحدث على السوق لفترة، في ظل حالة من عدم اليقين بشأن تداعياته على حجم الإمدادات في المستقبل.
الصادرات العراقية:
في سياق آخر، أعلن وزير النفط العراقي، حيان عبد الغني، أن صادرات النفط من إقليم كردستان العراق قد تستأنف في غضون أسبوع. تأتي هذه التصريحات بعد توقف طويل لصادرات النفط عبر خط الأنابيب الذي يمتد من الإقليم إلى ميناء جيهان التركي، وذلك منذ مارس 2023. إن عودة الصادرات ستسهم في تعزيز إمدادات النفط العالمية، وقد يكون لها تأثير إيجابي على الأسعار في المنطقة.
التوقعات المستقبلية:
على الرغم من التحديات التي تواجه الأسواق النفطية هذا العام، بما في ذلك التوترات التجارية والاقتصادية، تشير بعض التوقعات إلى أن الأسعار قد تواصل استقرارها في الفترة المقبلة. ومع ذلك، يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت “أوبك+” ستتمكن من اتخاذ قرارات تضمن استقرار السوق النفطي وسط التغيرات السياسية والاقتصادية المتسارعة. تجدر الإشارة إلى أن الأسواق النفطية أظهرت علامات ضعف في الآونة الأخيرة، مع تراجع حجم المراكز الصعودية الصافية على النفط، ما يثير قلقًا بشأن المستقبل القريب للأسعار.
إجمالًا، يتابع المحللون والمستثمرون عن كثب التطورات القادمة، خصوصًا في ظل القرارات المرتقبة من “أوبك+”، والتي من شأنها أن تؤثر بشكل كبير على اتجاهات الأسعار في الأشهر المقبلة.
المصدر: رويترز