استكمال تفريغ خزان صافر ..زوال الخطر ام ترحيل للمشكلة
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف
في 25 يوليو الماضي، أعلنت الأمم المتحدة بدء نقل النفط الخام من خزان صافر إلى سفينة “نوتيكا” التي أبحرت من جيبوتي متجهة إلى ساحل البحر الأحمر اليمني، لنقل نحو 1.1 مليون برميل من ناقلة “صافر” المتهالكة.
وبسبب عدم خضوع الخزان لأعمال صيانة منذ عام 2015 وقت الإنقلاب الحوثي ، أصبح النفط الخام والغازات المتصاعدة بمثابة تهديد خطير على المنطقة، حيث يحمل أكثر من 1.1 مليون برميل نفط، وهو ما يجعله عرضة لخطر التسرب أو الانفجار أو الحريق.
وأفادت تقديرات دولية، العام الماضي، بأن قيمة الخسائر التي قد يسببها حدوث تسرب نفطي من الخزان ربما تبلغ 20 مليار دولار أمريكي.
مسؤولية عالية
اعلنت الحكومة امس الجمعة ، أنه تم استكمال تفريغ خزان صافر النفطي الواقع على السواحل الغربية ، وذلك بعد ايام على البدء بتفرغيه
وقال وزير الخارجية، أحمد بن مبارك، عبر حسابه على تويتر إن الحكومة تعاملت “بمسؤولية عالية” تجاه ملف صافر، مشيرا إلى أن هدفها الأول كان إنجاح عملية إنقاذ مياه وسواحل وشواطئ اليمن ودول المنطقة من كارثة بيئية وشيكة، بينما اكثرت مليشيا الحوثي من الضجيج والتلبيس على الناس بعد ثمان سنوات من عرقلتها لجهود معالجة مشكلة الخزان”.
استكمال نقل نحو 97% من إجمالي النفط المخزن في “صافر” إلى الناقلة البديلة خلال الأسبوعين الماضيين من عملية النقل.
و الخميس، قالت نشرة صادرة عن مركز القيادة الوطني لعمليات صافر – عدن، التابع للهيئة العامة للشؤون البحرية: “حتى يومنا هذا (السبت) تم تفريغ ما نسبته 97% من المخزون النفطي الموجود في صافر”.
وأضاف أن إجمالي الكمية التي تم نقلها من الخزان العائم إلى الناقلة البديلة “اليمن” بلغت نحو 1,111,950 برميلا، مع مرور 15 يوماً على عملية النقل.
وفي وقت سابق، أكد مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، آخيم شتاينر، في تغريدة على حسابه في منصة “إكس”، أن عملية الأمم المتحدة لوقف كارثة التسرب النفطي في البحر الأحمر أصبحت في مرحلتها النهائية.
وأوضح المسؤول الأممي أن البرنامج الإنمائي، الذي يقود العملية، ملتزم بالعمل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لحماية الحياة وسبل العيش، وقال: “مع كل برميل نفط يتم ضخه من صافر مستقبل الصيادين والمجتمعات اليمنية أكثر ضماناً”.
ترحيب دولي
ولقي استكمال تفريغ الخزان ترحيبا واسعا على المستوى الإقليمي والدولي فقد رحبت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وهولندا وألمانيا باستكمال عملية نقل النفط من خزان “صافر” المتحلل إلى الناقلة البديلة “اليمن”، والنجاح في تلافي كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بإعلان الأمم المتحدة اكتمال سحب النفط الخام من الخزان العائم “صافر” والمقدر بـ(1.14) مليون برميل من النفط الخام.
وأعلنت الخارجية السعودية في بيان، تثمين المملكة جهود معالي الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، وفريق العمل من الأمم المتحدة الذين عملوا على تسخير جميع الجهود لإنهاء مشكلة الخزان العائم “صافر”.
بدوره قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان: “أرحب بالأنباء التي تفيد بأن الأمم المتحدة أكملت عملية معقدة في البحر الأحمر لتفريغ كامل النفط بأمان من على متن صافر التي كانت معرضة لخطر تسرب نفطي سيتسبب بكارثة بيئية واقتصادية وإنسانية للمنطقة تعادل أربعة أضعاف حجم كارثة إكسون فالديز، وستكلف عشرات المليارات من الدولارات للتنظيف”.
وأكد بلينكن أن هذه العملية بمثابة نموذج قوي للتنسيق والتعاون الدولي في المستقبل لمنع الأزمات بشكل استباقي قبل حدوثها، و”نثني على الأمم المتحدة والأطراف اليمنية التي اجتمعت لتلافي هذه الكارثة”.
من جانبها رحبت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، باستكمال نقل النفط من الخزان العائم “صافر”، وقالت: “نهنئ الأمم المتحدة وجميع الشركاء المعنيين على العملية الناجحة. لقد ساهم الاتحاد ودوله الأعضاء بمبالغ كبيرة دعما للجهود الرامية لتجنب كارثة بيئية”.
كما أعلنت وزارة الخارجية والتنمية البريطانية، ترحيبها باكتمال عملية نقل النفط من “صافر”، وقالت إن “المملكة المتحدة لعبت دوراً سواء في التمويل أو قيادة المفاوضات في مجلس الأمن لدعم جهود الأمم المتحدة لتفادي كارثة بيئية محتملة في البحر الأحمر”.
من جانبها أشادت الحكومة الهولندية باكتمال تفريغ النفط من “صافر”، وذلك على لسان وزير الخارجية فوبكه هوكسترا، ووزيرة التجارة والتعاون الدولي ليسجي شرينماخر، اللذين وصفا الانتهاء من العملية بالقول: “إنجاز رائع، ونجاح تحقق من خلال العمل الجماعي الدولي بقيادة البرنامج الإنمائي وبالشراكة مع بوسكاليس، لمنع تسرب النفط والكارثة البيئية”.
أما وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، فقد أكدت أن اكتمال عملية ضخ النفط من “صافر” هي “بمثابة نزع مفعول قنبلة موقوتة عائمة” كانت ستحدث كارثة واسعة النطاق في البحر الأحمر والمنطقة بشكل عام.
وفي وقت سابق، الجمعة، أعلنت الأمم المتّحدة، انتهاء عملية سحب حمولة ناقلة النفط “صافر” المتداعية قبالة ميناء الحُديدة اليمني الاستراتيجي في البحر الأحمر، مشيرة إلى سحب أكثر من مليون برميل نفط منها وبالتالي زوال الخطر الوشيك بحصول تسرّب.
ترحيل للمشكله
تقول التقارير الدولية ومنظمات حماية البيئة أن تهديد سفينة “صافر” النفطية والعائمة قبالة سواحل البحر الأحمر، ستظل قائمة حتى وإن تم تفريغها من كمية النفط والتي تزيد عن مليون برميل.
وكان مكتب الأمم المتحدة في اليمن قال في مايو الماضي إنه حتى بعد أن يتم نقل النفط من سفينة صافر، فإن خطر السفينة “المتهالكة” سيظل قائما نظرا لأنها ستظل تحتفظ بكمية لا بأس بها من النفط المتبقي، سيشكل تهديدًا بيئيًا كبيرًا في البحر الأحمر
ويرى خبراء نفط ومهندسون يمنيون ان شراء السفينه “نوتيكا” والخطوات المصاحبة لعملية مهمة إنقاذ الخزان “صافر” إهدار للجهود والأموال، ولا يقدم معالجات كافية وحلولاً جذرية للمشكلة بل يعمل على ترحيلها إلى المستقبل.
وفي وقت سابق، اعتبر المدير السابق لشركة “صافر” أحمد كليب “أن عملية استبدال بالناقلة المتهالكة أخرى عمرها 15 عاماً عبث وترحيل للمشكلة وليس حلاً، وأن حدوث تدهور للناقلة الجديدة نوتيكا متوقع حدوثه بشكل أسرع من صافر”، وأتى تصريحه في وقت تحدثت فيه المعلومات عن أن الناقلة التي تم شراؤها لحل المشكلة لم يتبق من عمرها الافتراضي سوى خمس سنوات. أضاف “كان المطلوب بكل بساطة تفريغ الخزان العائم من النفط فقط وبيع الكمية مباشرة في السوق العالمية، وهي عملية سهلة لن تكلف كثيراً من النفقات، وبإمكان عديد من الشركات في منطقة الشرق الأوسط القيام بها بكل سهولة وأمان”.
وتم تشييد خزان النفط “صافر” عام 1976 ودخل الخدمة 1987، وتم تحويله إلى منشأة تخزين وتفريغ عائمة للنفط الخام الآتي من حقول “صافر” النفطية في محافظة مأرب، وتوقفت عملية الصيانة له منذ عام 2015، وتحمل الناقلة أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة “إكسون فالديز”، وهي مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ.