تقارير ومقابلات

اعتكاف “الصم والبكم”.. روحانيات الإشارة تعلو بمصر

 
الرشاد برس…. _مــــتــــــابــــعات
 
لسنوات راود حلم “الاعتكاف” فئة “الصم والبكم” في مصر، قبل أن يصبح واقعًا، بمبادرة شاركت فيها جهات رسمية وجمعيات خيرية بأحد مساجد القاهرة
 
ويبلغ عدد المنتمين لهذه الفئة في مصر نحو7 ملايين ونصف المليون مواطن، وفق آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية
 
ورغبة الاعتكاف لدى “الصم والبكم” في أواخر الشهر الفضيل، تأتي وسط صعوبات في توفير مسجد مناسب ومترجمي إشارة يساعدونهم في قضاء العشر الأواخر، بجانب الشروط الرسمية لمن أراد الاعتكاف بالمساجد.وخلال السنوات الأخيرة، تفرض وزارة الأوقاف عدةاشتراطات على الراغبين في الاعتكاف، من بينهاالتقديم ببطاقات هوياتهم الشخصية إلى إدارة المسجد المخصص لذلك، بجانب تحديد عددالمعتكفين بما يلائم مساحة المسجد، وحددت 3 آلاف و470 مسجدا بمصر لإداء السُنة التي يقضي فيها المسلم فترة تفرغ للعبادة في المساجد، في العشر الأواخر من رمضان.وبعد معاناة استمرت ثلاث سنوات، استطاع أحد المتواصلين مع فئة “الصم والبكم” إقناع إدارة مسجد خاص بالقاهرة، العام الماضي، بإطلاق مبادرة يعتكف بموجبها الصم والبكم داخله في العشر الأواخر من الشهر الفضيل
 
والمسجد خاص بمنطقة شبرا الخيمة )شمال القاهرة(، تشرف عليه وزارة الأوقاف، لكن تنفق على احتياجاته شركة صناعية كبرى.وعن المبادرة، قال عمر عبد الرحمن، أحد المشرفين على تنظيم الاعتكاف هذا العام، وهو من فئة الصم والبكم، إن تنظيم تجمعات الاعتكاف مبادرة تمت بمقترح وافقت عليه إدارةالمسجد وبدأت بتطبيقها من خلال التواصل مع جمعيات الصم والبكم بمختلف المحافظات.وأضاف عبد الرحمن، الذي تواصل معه مراسل الأناضول، عبر مترجم لغة الإشارة: “يتم ترشيح
عدد من الأشخاص الصم للمشاركة في الاعتكاف ويتم الاختيار الذي يحقق تنوع بين المحافظات المصرية )27 محافظة(“.
 
**طعام وعلماء ومترجم و إشارة
 
واشترطت وزارة الأوقاف، بحسب عبد الرحمن، تسجيل المعتكفين من الصم والبكم ببطاقة رقمهم القومي، ومراعاة المكان المخصص لهم للاعتكاف والالتزام بنظافة المسجد.ولم يجد المعتكفون من الصم والبكم، مضايقات إزاء مبيتهم بالمسجد كأحد طقوس الاعتكاف، حيث خصص لهم أماكن مبيت مع توفير أطعمة لهم يوميًا، وفق عبد الرحمن.أحد مسؤولي المسجد، أكد لمراسل الأناضول مفضلا عدم ذكر اسمه، أنه “جرى تخصيص أفضل العلماء للمعتكفين، وتم الاستعانة بأكثر من مترجم إشارة لترجمة المعلومات الدينية والأسئلة التي يطرحونها”.ولفت إلى أن اعتكاف هذه الفئة، بدأ الإثنين الماضي، 19 رمضان، وسينتهي نهاية شهر الصيام.وقال إن “إدارة المسجد ستقيم في ختام الاعتكاف، حفل لتكريم المعتكفين تشجيعًا لهم، ولنشر فكرة الاندماج في المجتمع لا سيما داخل المساجد”.وحول المبادرة، أكد أن إدارة المسجد رحبت بها، موضحا أنها بدأت تطبيقها لأول مرة العام الماضي، لكنَّ تم تفعيلها بصورة أكبر خلال رمضان الجاري.
 
**اختيار المعتكفين
 
وحول كيفية اختيار مجموعة المعتكفين من الصم والبكم، أوضح عبد الله المهندس، أحد مترجمي الإشارة: “يتم اختيار مجموعات الصم من خلال النشر عبر موقع فيسبوك في صفحات مخصصة لذلك”.وأضاف للأناضول “يتم تلقي الطلبات في مقابلة شخصية لمن أراد الاعتكاف، وذلك في بداية الشهر الكريم حتى تتاح الفرص للجميع،وفي نهاية المطاف يتم اختيار ما يقارب 20 شخصًا ليشكلوا مجموعة واحدة ضمن المعتكفين الآخرين”.وربط بين الرغبة في دمج هذه الفئة، مع المصلين الآخرين وإشعارهم بروحانيات شهر رمضان.
 
**برنامج الاعتكاف
 
وحول برنامج الاعتكاف بالمسجد، أوضح المهندس أنه “يتم عقد دروس دينية مترجمة بلغة الإشارة حيث يتم الاستعانة بخبراء متخصصين، للتواصل مع مجموعة الصم وضعاف السمع”.وعن طريق هذه الدروس، بحسب المهندس، يُعطى الصم والبكم جرعة دينية دعوية عن الاعتكاف وفضله وأهميته، وكيفية نشر القيم في المجتمع.وتابع “بالإضافة إلى عقد لقاءات للاستماع لأسئلة الصم وضعاف السمع من خلال علماء ودعاة متخصصين”.ومبديًا ترحابه وتقديره للمبادرة، قال محمد حسين من فئة “الصم والبكم” لمراسل الأناضول عبر مترجم الإشارة، إنه “يشارك في الاعتكاف منذ العام الماضي”.وأضاف “الاعتكاف يمنحني الفرصة للتعرف على الفهم الديني الصحيح، بالإضافة إلى الشعور بأننا لسنا مختلفين، وأن هناك قبولا اجتماعيا لنا”.وطالب حسين بتعميم فكرة اعتكاف الصم فيأكثر من مسجد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى