تقارير ومقابلات

الأراضي الزراعية في مناطق المليشيا ، أراضٍ تزرع وتحصد الموت

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني

“هم المفسدون ولكن لا يشعرون”
هكذا ينظر أغلبية الشعب للمليشيا على أنها جماعة تخريبية بربرية هدفها الأول والأخير نهب ثروات البلاد واستنزاف مقدراته والعبث بممتلاكاته ، إذ كيف يمكن لقطاع طرق وخريجي كهوف أن يقودوا دولة وليس المهم القيادة بل المهم المحافظة على تلك القيادة ، هذا ما لا تفقهه المليشيا ولن تعي ذلك ، لأنها ترى الخير فيها ونفسها فقط.
الدليل الواضح والذي لا يدعوا مجالا للشك او الريبة في جدية المليشيا في بناء دولة هو خرابها وعبثها المستمر وجرائمها وانتهاكاتها المتواصلة والمستمرة ، إذ منذ أن انقلبت على الشرعية والدستور والنظام والقانون صيف 2014، سعت لتدمير كل شيء وقعت عليه وهذا ما يثبت ثباتا قطعيا عدم جدية المليشيا في إحلال السلام والأمان.
الاراضي الزراعية أحد أهم ضحايا المليشيا الانقلابية إذ بدل ان تسعى المليشيا في استصلاحها والحفاظ عليها وزراعتها ، ذهبت لكي تزرعها بالموت والمتفجرات ، إذ حوَلت الأراضي الزراعية في مناطق سيطرتها إلى حقل واسع للألغام وأضحى المزارعون يحصدون المتفجرات التي زرعت بذورها المليشيا ، وهو ما أدوى بحياة المئات منهم وساهم ذلك في تقليص مساحة زراعة المحاصيل والفاكهة بوجه عام، ليشكل ذلك أحد أهم عوامل أزمة الغذاء التي يواجهها اليمنيون.
صحيفة “الشرق الأوسط” أوضحت في تقرير لها أن مساهمة القطاع الزراعي في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية في الناتج المحلي تراجعت إلى ما دون 5 % بعد أن كانت تصل إلى نحو 14 في المائة، مشيرة إلى أن أعداد العاملين في القطاع تراجعت إلى ما دون 10 % بعد أن كانت نسبتهم تصل إلى 54 %.
ويؤكد مشـروع مراقبة أثر الصراع في بلادنا، أن الألغام الحوثية الأرضية المزروعة في الأراضي الزراعية والقرى والآبار والطرق قتلت 140 مدنيا من بينهم 19 طفلا، في محافظتي الحديدة وتعز منذ 2018، كشف تقرير حديث، أن عدد الضحايا في اليمن بسبب ألغام مليشيا الحوثي بلغ 68 مدنيا يمنيا بينهم 37 قتيلا، منذ مطلع العام الجاري 2020.
وأوضح المشروع، وهو مصدر بيانات إنسانية، أن الألغام الحوثية الأرضية المزروعة والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع، منعت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى السكان المحتاجين، وأدت إلى منع الوصول إلى المزارع وآبار المياه، وألحقت الأذى بالمدنيين الذين يحاولون العودة إلى ديارهم.
تقرير صحيفة “الشرق الأوسط” سلط الضوء، على تداعيات فساد مليشيا الحوثي الإرهابية، على إنتاج القطاع الزراعي في مناطق سيطرتها، وأوضح التقرير أن هم المليشيا المدعومة من إيران في الاستحواذ على أموال المواطنين، تسبب في تراجع كبير للقطاع الزراعي بالمقارنة بما كان عليه الحال قبل سنوات.
وفي ذات السياق أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام مسام” أمس الاثنين نزع أكثر من 7476 لغما وذخيرة غير منفجرة كانت زرعتها مليشيات الحوثي الإرهابية خلال شهر أكتوبر الماضي في مناطق متفرقة.
وقالت غرفة عمليات مشروع “مسام”، في بيان لها، إن فرق المشروع تمكنت خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر من نزع 1254 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ 3 وحتى 30 أكتوبر الماضي إلى 7476 لغما وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة.
وزرعت المليشيات الحوثية حقولًا لا متناهية من الألغام بشكل يستهدف المدنيين على وجه التحديد، وقد أدّت إلى حصد أرواح المدنيين في مناطق مختلفة، فضلًا عن تعطيل مصادر الرزق وحرمان المئات من مصادر عيشهم في الزراعة والرعي والاصطياد.
وبحسب حقوقيين، فإنّ خطورة هذا الإرهاب الحوثي تتمثّل في وجود كميات كبيرة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، وخصوصًا المهملة منها، والتي لم يتم إزالتها على وجه السرعة، مما يُمّكن الجماعات الإرهابية من إعادة استخدامها كعبوات ناسفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى