تقارير ومقابلات

الأضاحي: اسعار ملتهبة..وعيد منزوع البهجة

الرشاد برس ــ تقرير /صالح يوسف يحل عيد الأضحى المبارك السبت المقبل بينما تجد ملايين الأسر نفسها لاتملك المواد الاساسية فيما أصبحت طقوس العيد، التي كانوا يعيشونها من شراء خروف للعيد وإعداد أصناف الكعك والحلويات، مجرد ذكريات.
وفضلاً عن تدهور الأوضاع في كافة المجالات ولا سيما القطاع الاقتصادي والصحي، جعلت الحرب التى تسبب بها الانقلاب الحوثي أكثر من 23 مليون يمني بحاجة ماسّة إلى المساعدات الإنسانية، وخمسة ملايين آخرين يواجهون خطر المجاعة فعلا، وفقا لتصريحات الأمين العام الأمين العام للأمم المتحدة
وارتفعت أسعار الأضاحي هذا العام في مختلف المحافظات اليمنية، وخاصة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية بشكل غير مسبوق.
وسجلت أسعار المواشي هذا العام 2022 ارتفاعا كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية، حيث بلغ سعر الأضحية أكثر من 100 ألف ريال، في محافظات تسيطر عليها المليشيا الحوثية
ويشكوا اكثر المواطنين من ارتفاع أسعار الأضاحي بهذا الثمن الباهض الذي يفوق كثيرا قدرتهم الشرائية لعدم توفر الرواتب والغلاء الفاحش في السلع الاساسية وكثرة الجبايات والأتاوات الحوثية وبحسب تقارير خاصة سيحرم هذا العام مايقارب من 70%من المواطنين اضحية العيد والملابس الجديدة مركزين على توفير السلع الضرورية والإستهلاكية
خيبة امل
ويعبر الاهالي في مناطق سيطرة المليشيا الحوثيةعن خيبة أملهم من استمرار تدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع الرواتب وغياب الخدمات الاساسية مما يجعلهم في حالة عجز عن تحمّل المصاريف الضرورية التي يتطلّبها الاحتفال بالعيد مثلما جرت عليه العادات المستقرّة لدى المجتمع اليمني.
يقول محمد عمر /موظف .مع غلاء الأسعار واستمرار تدهور الأوضاع في اليمن أصبح شراء الأضاحي أو الملابس الجديدة بمثابة نوع من الترف لا تقدر عليه سوى بعض الأسر”.ويقول نتج عن تدهور الريال إلى أدنى مستوى له ارتفاعُ الأسعار بشكل مخيف ومؤلم، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة الناس ومستوى قدرتهم على تلبية احتياجات العيد”.
ويضيف محمد انا وجيراني لانقدر على شراء الاضحية ولا ملابس العيد بسبب انقطاع راتبي وقد ارتفع سعر خروف العيد الى اكثر من 100الف ريال اي مايعادل راتب شهرين من التي كنت استلمها قبل الحرب والانقلاب الحوثي على البلاد
الحصار سبب المشكلة
يقول / صادق .تاجر مواشي من تعز ان أسباب ارتفاع أسعار المواشي هذا العام هو شراء معظمها من خارج البلاد، خاصة من دول القرن الإفريقي بالدولار الأمريكي، ومن ثم فإن تدهور العملة المحلية أمام الدولار أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق
وأضاف: صادق. ان المواشي المحلية التي يتم جلبها من الساحل الغربي ارتفعت اسعارها ايضا بسبب ارتفاع تكاليف وصولها إلى تعز عبر طرق جبلية بسبب الحصار المفروض على المحافظة من قبل المليشيا الحوثية
ويقول /علي محمد.مواطن من تعز، تجولت في سوق المواشي حاملا النقود لشراء أضحية العيد، لكني رجعت إلى منزلي صفر اليدين بسبب ارتفاع الأسعار حيث وصل سعر الخروف الى 130الف وفي محفظتي 70 الف وسأضطر كما هو حال بقية الناس إلى شراء الدواجن
ركود غير مسبوق
ويشهد سوق “نقم” أكبر أسواق المواشي بالعاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة المليشيا ، ركودا غير مسبوق وتدني ملحوظ في الإقبال على الشراء، بسبب ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية واهتمام الناس بشراء المواد الاساسية
يقول /خالد .موظف. لقد ذهبت الي سوق نقم المركزي بصحبة ولدي الاكبر بغرض النزهة لاغير وكنت اشاهد هذا السوق يزدحم بالمتسوقين اما اليوم لا تشاهد الا القليل وقديعدون بالاصابع ويضيف خالد /معظم الموظفين حالهم مزرية بسبب انقطاع الرواتب وغلاء الاسعار وارتفاع المشتقات النفطية وبعض الناس لايستطيع حتى شراء كيلو لحمة لاولاده والله المستعان
معاناة مستمرة
المعاناة نفسها لا تختلف من مواطن لآخر ومن محافظة لاخرى حيث يعاني المواطنين في المناطق المحررة من عدم قدرتهم على شراء الاضاحي بسبب ارتفاع الدولار والغلاء ولكنها في مناطق سيطرة الحوثيين اشد واعظم بسبب انقطاع الرواتب وفرض الجبايات والاتاوات المستمرة
يقول /ع.ن.خ.. موظف ان قدوم العيد بالنسبة لي سيكون يوما عاديا لايختلف عن غيره من الايام وأصبحت الأضحية بالنسبة لي ولاولادي في حكم المنسيّة لاني لم اعد افكر في الاضحية اوملابس العيد فهذه المصطلحات بالنسبة لنا بعيدة المنال انا افكر في العلاج لولدي الاصغر وتوفير المواد الاساسيةان ارتفاع الاسعار، وانعدام الدّخل، وتوقف الرواتب منذ قرابة ستة سنوات، جعلنا نعيش في دوامة لن نخرج منها في القريب العاجل
اسباب اخرى
واضافة الى الحرب التي فرضها الانقلاب وانقطاع الرواتب وارتفاع المشتقات النفطية يرجع الكثيرون اسباب ارتفاع الاسعار في المواشي الى عمليات التهريب التي تتعرض لها الثروة الحيوانية وارتفاع أسعار العلف بعد انهيار
لة الوطنية بالإضافة الى الطلب الكبير على المواشي لذبحها خلال أيام العيد
يقول /فاهم على .تاجر مواشي لقد تفاقمت الظروف المعيشية للناس في عموم البلاد مؤخرا بسبب تراجع سعر صرف الريال وتدهور الأوضاع المعيشية التي تسبب بها الانقلاب ويقول فاهم ان ارتفاع الأسعار بسبب الانهيار المتواصل للعملة المحلية وارتفاع أجور النقل وعمليات التهريب التي تتعرض لها المواشي باتجاه مختلف دول الجوار خصوصا مع غياب الرقابة الدقيقة على هذه المسألة
.واضاف ان ارتفاع أجور النقل عامل آخر له دوره في ارتفاع أسعار المواشي مبينا انه يشتري ما يحتاج اليه من الأغنام قبل موسم العيد وبين ان توجه الناس في هذه الأيام لشراء الأغنام والعجول لذبحها كأضاحي بمناسبة العيد رفع أسعار شرائها بشكل ملحوظ الأمر الذي أدى الى رفع أسعار اللحوم حيث يضطر البعض الى شراء الأضحية قبل حلول العيد بفترة خشية ارتفاع الأسعار في مثل هذه الأيام مع اقتراب العيد .
وتعيش البلاد أوضاعا معيشية صعبه بسبب الانقلاب الحوثي والحرب التى فرضها بالوكالةعن ايران والتي القت بظلالها على حياة المواطن حيث بات اكثر من نصف سكانها يعيشون تحت خط الفقر في حين شكلت عملية انهيار العملة الوطنية التي ادت الى ارتفاع الأسعار سببا رئيسيا في تردي الوضع المعيشي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى