تقارير ومقابلات

الأطفال ، وقود حرب المليشيا الانقلابية

الرشاد برس …. تقرير / آواب اليمني

شاءت أو أبت ، إلا أن الحق سيظهر ويعلو ولو طال ، هكذا أصبحت المليشيا الانقلابية في معظم جبهات العز والكرامة ، إذ تتلقى يوميا خسائر كبيرة في المال والعتاد والأرواح ، وهذا بلا شك يدفعها إلى البحث عن طريقة لا يمكن وصفها إلا بالبشعة لتعويض خسائرها ، والوقوف مرة أخرى على قدميها إن استطاعت.
حيلة ليست بجديدة على المليشيا ، أذ أنها ستعمل بأي الطرق والوسائل لتمويل حربها العبثية ماليا ولوجستيا وبشريا ، لكن هذه المرة مختلفة ، ففي الوقت الذي منيت فيه المليشيات بخسائر ضخمة على مختلف جبهات القتال على مدار الأشهر الماضية،
تلجؤ لاستقطاب المزيد من ظاهرة التجنيد الإجباري لتعويض خسائرها والزج بالمدنيين إلى محارق الموت.
مصادر عسكرية قالت أن المليشيا الانقلابية تعمل على إجبار المدنيين في الانخراط في جبهات القتال ، وهو ما يبرهن على النزيف البشري للحوثيين من المقاتلين.
المصادر تابعت قولها إنّ لجوء المليشيات الحوثية للتجنيد الإجباري يشير إلى نزيف مخزونها البشري في محارق الموت بالجبهات وعزوف المدنيين عن الزج بأبنائهم للقتال في صفوفها.
الأطفال ، الفئة الأكثر فتكا واستقطابا ، تسعى المليشيا الانقلابية إلى جرهم والزج بهم في محارقها ، الأطفال ، الأكثر فئة التي تدفع الثمن الأبشع في التجنيد القسري من قِبل المليشيات ، إذ دفع الحوثيين بالآلاف منهم إلى الجبهات من أجل تعويض خسائرها المتواصلة.
وقبل أيام، أطلقت مليشيا الحوثي حملة تجنيد إجبارية جديدة للأطفال في المدن والمحافظات الخاضعة لسيطرتها.
وزادت أعداد الأطفال الذين جندتهم مليشيا الحوثي إلى خسمة أضعاف عن عام 2014، حيث استغلت المليشيات عوامل اقتصادية عديدة منها انهيار دخل المواطن وتوقف الرواتب من أجل استمرار تجنيد الأطفال.
وأنشأت المليشيات الحوثية عشرات الإذاعات وحوَّلت المنابر والمدارس إلى وسائل حشد للمقاتلين.
وتعتبر محافظة حجة من أكثر المحافظات التي يتعرض فيها الأطفال والمدنيون للاضطهاد والتجنيد بالقوة ، حيث تسبّبت مليشيا الحوثي في قتل وجرح 900 طفل حتى نهاية العام الماضي.
ويرى مختصون أنَّ تجنيد الأطفال ستكون له انعكاسات سلبية على مستقبلهم، إذ ولدت هذه الظاهرة عزوفا لدى كثير من الأسر عن التعليم ومنعت أطفالها من الذهاب للمدرسة خوفا من التغرير بهم واختطافهم والذهاب بهم إلى دورات طائفية وعنصـرية والزج بهم في جبهات القتال، كما أنّ إشراك الأطفال في النزاعات والحروب يفرز جيلًا معـقدًا لا يعرف غير لغة القتل والموت والدمار.
وهناك قيادات حوثية مستمرة في حشد وتجنيد الأطفال، إذ يستغلون مناصبهم التي عينتهم فيها المليشيات بالمحافظة في النزول إلى المدارس والمعاهد والكليات والقرى في جميع مديريات المحافظة ويمارسون الضغط والإكراه بأساليب مختلفة على الآباء والأمهات ويستغلون حاجة الناس وفقرهم بالترغيب والترهيب.
إقبال المليشيات على التوسع في التجنيد القسري يبرهن على حجم خسائر المليشيات ، وقد تجلّى ذلك فيما كُشف خلال الساعات الماضية، عن فرار جماعي لعناصر مليشيا الحوثي من جبهات القتال المختلفة شمالي الضالع.
وقالت مصادر عسكرية إنّ المليشيات الحوثية الإرهابية فرت نحو مناطق بلاد الحيقي والشروة والثوخب في مديرية الحشاء.
وأضافت المصادر أنّ الفرار الجماعي لمليشيا الحوثي جاء بعد تصدي القوات الجنوبية للهجمات الحوثية في جبهات باب غلق، و الفاخر، و الجب، و بتار، خلال الـ48 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أنّ غالبية العناصر المنسحبة تنتمي لمحافظة إب ومناطق العود ودمت ، حيث تقوم المليشيات بتجنيد الشباب قسريًّا والزج بهم في الخطوط الأمامية لجبهات القتال المشتعلة بالضالع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى