مقالات

الإعلام الببغاوي

عبدالمجيد زين العابدين

 

عبد المجيد السامعي

أرسل الله نبيه محمداً بالرحمة، فهو نبي الرحمة للعالمين أجمعين، وَمَا أَرْسَلْنَـٰكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَـٰلَمِينَ[الأنبياء:107]، بعثه ربه فسكب في قلبه من العلم والحلم وفي خُلُقه من الإيناس والبر، وفي طبعه من السهولة والرفق، وفي يده من السخاوة والندى ما جعله أزكى عباد الرحمن رحمة، وأوسعهم عاطفة، وأرحبهم صدراً، فَبِمَا رَحْمَةٍ مّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ[آل عمران:159]، لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ[التوبة:128].

 

والإسلام رسالة خير وسلام ورحمة للبشرية كلها، دعا إلى التراحم، وجعل الرحمة من دلائل كمال الإيمان، فالمسلم يلقى الناس وفي قلبه عطفٌ مدخور، وبرّ مكنون، يوسع لهم، ويخفف عنهم، ويواسيهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي أنه قال: ((لن تؤمنوا حتى تراحموا))، قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم، قال: ((إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه، ولكنها رحمة العامة)) رواه الطبراني ورجاله ثقات.

 

أردت بهذه المقدمة أن اثبت لمن لا يفهم ان ديننا اللاسلامي هو دين الرحمة والاخوة والوئام ,الا ان الاعلام الموجه من الخارج كثيرا مايقوم بترويج الشبهات ضد الاسلام .

 

كلنا نعلم ان إعلامنا في الوطن العربي إعلام ببغاوي غالبا ما يعيد انتاج ما يصله من مطابخ الإعلام الغربي القائم علي منهجية الترويج والإثارة و نشر ثقافة الكراهية بين الشعوب اما بدوافع طائفية او بعوامل اثارة المناطقيات والعرقيات وما شابه ذالك.

 

الإعلام القادم من الخارج له مساوئ كثيرة جدا,وتكثر تلك السلبيات بسبب عدم التزام المؤسسات الإعلامية بالقوانين والقواعد الشرعية المرتكزة على المصداقية والمهنية,وهو ما يمكن ان نفهم من خلال أحاديث النبي الكريم الكثيرة والتي شرح لنا من خلالها ملخص عن فتن آخر الزمان والتي اعتبرها من مقدمات علامات الساعة الصغرى حيث قال صلى الله عليه وسلم (سيأتي زمان على امتي تبلغ فيه الكلمة مبلغ السيف) >

 

وهذه إخبار من النبي قبل اكثر من الف و أربعمائة سنة بأن الإعلام البعيد عن منهجه الحق سيمارس كافة أساليب الدجل والتحريض والإثارة ,وسيروج للفتن بين المسلمين بكل صورها و أشكالها, بواسطة الفضائيات والوسائل المقروءة والمسموعة مصداقا لقول النبي وهويصف احوال اخر الزمان (ان المرء ليكذب الكذبة فتبلغ الافاق) أي المسافات الطويلة بسرعة فائقة, ونفهم من ذالك الأثر الشريف سرعة انتشار المعلومة بواسطة التكنولوجيا الاعلامية من نت وفيس بوك وتويتر والقنوات المتعددة, وهذا يجعلنا نفهم ان الاعلام سيقوم بدور المعارك القتالية في آخز الزمان .

 

ثورة الاعلام هذه اخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنهاواعتبره من علامات اخر الزمان والتي منها قوله (ان المرء ليكذب الكذبة فتبلغ الافاق) هذا يعني ان النبي صلى الله عليه وسلم تطرق لزمن العولمة والاعلام المرئي الذي يأتينا بواسطة القنوات الخارجية والاقمار الاصطناعية التي غالبا ما تروج للاكاذيب والدجل وتتوي الشعوب.

 

ومن هنا تأتي اهمية اعداد الاعلاميين والاشراف عليهم بواسطة جهات ر سمية متخصصة ,غير ان نقابة الصحفيين غائبة عن أداء رسالتها ودورها في الميدان الاعلامي وأصبحنا نرى بل نعيش مشهداً إعلامياً غاية في السواد والقتامة ولم يعد هناك التزاماً من قبل الجميع بأي مواثيق او اخلاقيات للمهنة إضافة إلى أن غياب البنية التشريعية للعمل الاعلامي يزيد المشهد سوءاً ويجعل كل واحد يغني على ليلاه والسبب الرئيسي انحسار دور الهيئات الرقابية الرسمية ولاحول ولاقوة الابالله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى