مقالات

الاستئصال.. شعارهم القديم !

بقلم /احمد عبدالملك المقرمي
هاهي قوى أحزاب معركة الخندق تحتشد و تتألب من جديد و ذاك حيي بن أخطب يمشي متبخترا بين الصفوف يُمَنٌـــــيهم و يعدهم.
في غزوة الأحزاب، أو غزوة الخندق، لم تأت تلك الحشـــــود التي حاصرت المدينة بصــــــــورة عفوية، و إنما كان هناك كير الفتنة، و تراكم تاريخ الغدر الضارب عبر الزمن لدى يهود،حتى قبل أن يقدّموا رأس نبي الله يحيى بن زكريا غدرا ؛ مهرا لبغي من بغايا بني إسرائيل..!!
كير الفتنة هذا توارثه يهود، عبر الأزمان، و تلقفه في المدينة المنورة حيي بن أخطب الذي خطط يوما لاغتيال الرســــــــول الكريم عليه الصلاة والســـــــلام ، فكان غدره ذاك سببا لطرده من المدينة.
كان لفشل حيي في تنفيذ مخططه الإجرامي أن زاد الحقد استعارا في نفسه ، فأخذ يفكر و ينســـــــج حبال غـــدر و مكر جديدة. فاستعان بالشيطان، و حمل كيره ، و مضى ليستعـــين بشياطين الإنس أيضاً. ولّى وجهه شطر قبيلة غطفان، ينفخ في كير غدره، تحريضا فيهم بضرورة القضاء على محمد؛ لما يمثله من خــــــطر، ثم لا ينسى أن يسند نفخ كير الغدر و الإثارة بالإغراء ، فتعهد في أن يمنح قبيلة غطفان ثمار سنة من تمر خيبر.
و راح حيي يهمس في أذن زعيم غــــطفان عيينة بن حصن مُكررا و مؤكدا بأن عليهم أن يستأصلوا محمدا و أصحابه. ثم تواثق الطـــــرفان، بعد أن أخبر حيي زعماء غطفان أنه متوجه إلى قريش للغرض نفسه، و هناك في قريش ألقى في مسامعهم نتائج مكره الذي خرج به مع زعماء غطفان، مؤكدا لهم شـــعار الحملة العسكرية المحددة باستئصال المسلمين.

لم تهدأ نزعة الحقد و الانتقام لدى حيي بن أخطب بعد ، فما أن وصلت جموع الأحزاب إلى مشارف المدينة،حتى تسلل ابن اخطب إلى آخر قبيلة من قبائل يهود كانت ماتزال متمســــكة بعهدها مع الرسول، فجاء حامل الكير ينفخ فيه كــــما نفخ به سابقيه، و أخذ يُمَنّي زعيمها، و يحـــــرضه، و يستفزه، و يثيره، و يقنعه بأنه جاء يوم استئصال محمد و المسلمـــين، حتى بث فيه ماضي أســـــــــلافه و موروثه منهم؛ من الحقد و البغضاء، فنقض العهد و انضم إلى الجيوش المحاصِـــرة للمدينة من كل جانب.
و اليوم، يزداد فرح حيي أن قيصر حاضر بقوة، و متــجاوز كل قيم الأخلا، و المبادئ الســـــماوية و الإنسانية و القانونية، و حتى كســــــــــــرى حاضر بدموع التماسيح، و منـــــــاورات التصريحات التي تكاد تتكشف وراءها صفقة ماكرة في ظـــــل غفلة البلهاء المتفرجين، و من دسوا رؤوسهم في التــراب فيما بدت بقاياهم ظاهرة تذروها الرياح.    حيي بن أخطب – اليوم – ينادي مرارا و تكرارا، أنه لا بد من الاستئصال، استئصال غزة.    و من حولها ترى من يردد خائفا فزعـا: إن بيوتــــــــنا عورة، و هناك قد تسمع من يكرر ما قاله أمثاله من قبل: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا.    و لكن:   هناك تسمع بكل قوة و ترى بكل دقة، و تشاهد، و يشـــــاهد و يسمع معك العالم كله من يصــــــــرخ بكل قوة، و يقول بكل فصاحة:” هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما”.    ألا تسمع؟  ألا ترى؟  ألا تشاهد؟  إنه طوفان الأقصى،« لا يضرهم من خذلهم»، إنهم من أهــــــــل : ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قــضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا”.   و كفلق الشمس سيأتي اليوم أو غدا: ( وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديـــارهم وأموالهم وأرضا لم تطؤوها وكان الله على كل شيئ قديرا).
لانـــــــامت أعين الحاقدين و الجبناء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى