الاطاحة بقائد جيش اثيوبيا ووزير الخارجية ورئيس المخابرات
الرشادبرس..
في خطوة مفاجئة، ووسط مخاوف من اشتعال حرب في البلاد التي أنهت قبل سنوات صراعا مريرا مع أرتيريا، أقدم رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد الأحد على إقالة كل من وزير الخارجية وقائد الجيش ورئيس المخابرات في البلاد.
أتى ذلك، بالتزامن مع تصاعد التوتر بين الحكومة وإقليم تيغراي الذي أعلنت فيه حالة الطوارئ قبل أيام قليلة.
في حين يواصل أبي حملة عسكرية أعلن عنها يوم الأربعاء ضد الإقليم رغم كافة المناشدات الدولية للحوار مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بدلا من المخاطرة باندلاع حرب أهلية.
واليوم أيضا، حذرت الأمم المتحدة من أن هناك تسعة ملايين شخص معرضون للنزوح بسبب الصراع المحتدم في تيجراي، منبهة من أن إعلان الحكومة الاتحادية حالة الطوارئ يحول دون تقديم الغذاء ومساعدات أخرى. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير إن اشتباكات بين القوات الاتحادية وقوات تيجراي اندلعت في ثمانية مواقع بالمنطقة. وأضاف أن حوالي 600 ألف شخص في تيجراي يعتمدون على المساعدات الغذائية في حين يحصل مليون آخرون على أشكال أخرى من الدعم وجميعها توقفت.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أوضح أمس السبت أن حملته العسكرية تهدف إلى “وضع لحد للحصانة السائدة منذ وقت طويل” في إشارة إلى هيمنة أبناء تيجراي على السياسة في البلاد قبل توليه السلطة.
في حين يشكو أبناء تيجراي من تعرضهم للاضطهاد في ظل حكم أبي الذي ينتمي لعرق الأورومو والذي أمر باعتقال العشرات من كبار المسؤولين
السابقين بالجيش والسياسة من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في إطار حملة على الفساد.
وكتب أبي على تويتر اليوم الأحد أنه على الإثيوبيين ضمان عدم تعرض أبناء تيجراي لمعاملة جائرة “بسبب هويتهم”، ووصف قادة الإقليم بأنهم “عصبة جشعة”.
يشار إلى أن الجبهة الشعبية كانت هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا لعشرات السنين إلى أن تولى أبي السلطة عام 2018، وهي تتصدى الآن لجهوده الرامية لإزاحة قبضتها عن السلطة.
وفاز أبي العام الماضي بجائزة نوبل للسلام تكريما له على تحقيق السلام مع دولة إريتريا المجاورة بعد عداء استمر عشرات السنين وشمل حربا استمرت من عام 1998 إلى عام 2000 وراح ضحيتها أكثر من مئة ألف شخص.
بالتزامن مع هذا التصعيد العسكري أعرب خبراء ودبلوماسيون عن قلقهم من حرب أهلية محتملة قد تزعزع استقرار البلد الذي يقطنه 110 ملايين نسمة.
وتقع أكبر قيادة في الجيش الاتحادي ومعظم أسلحته الثقيلة في تيجراي. ومن بين أكبر المخاطر التي يثيرها الصراع انقسام الجيش الإثيوبي على أسس عرقية وانشقاق أبناء تيجراي وانضمامهم لقوات الإقليم.
ولعل هذا ما دفع عدد من الخبراء إلى التلميح إلى وجود مؤشرات فعلية على أن هذا يحدث حاليا. كما شددوا على أن قوام قوات تيجراي يصل إلى 250 ألف رجل ولديها مخزونات كبيرة من العتاد العسكري.
إلى ذلك، رأت مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين في بيان نشره معهد الولايات المتحدة للسلام يوم الخميس أن “من شأن انقسام إثيوبيا أن يكون أكبر انهيار لدولة في التاريخ الحديث”.
كما جاء في البيان أن تصاعد القتال سيقضي أيضا على الأمل المتبقي في الإصلاحات الديمقراطية التي وعد بها أبي.