تقارير ومقابلات

اطفال اليمن …تحديات مستمره واوضاع معيشيه صعبه

الرشاد برس | تقرير | صالح يوسف
يعيش أطفال اليمن اوضاعا معيشية صعبة منذ سنوات ولكن هذه المعاناة ازدادت مع انقلاب 2014 التي نفذته المليشيا الحوثية فقد أجبرتهم الظروف على التوقف عن اللعب فتخلو عن طفولتهم سعياً وراء لقمة العيش و مارسوا أعمال الكبار بشروط السوق فتعرضوا لأنواع العنف حتى باتوا أطفال شقاء وحرمان ولم يعرفوا عن طفولتهم إلا المسمى واما في مناطق سيطرة الانقلاب فقد تخلوا عن مدارسهم واجبروا على الذهاب الى جبهات القتال ليرجعوا في توابيت محكمة والبعض منهم رجع باصابة دائمة لاينفك عنها طيلة حياته
ارقام مرعبة
في اخر تقرير لها السبت رصدت رابطة حقوقية يمنية، إن جماعة الحوثي تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 14 ألف طفلاً في اليمن منذ انقلابها على الدولة عام 2014 واندلاع الحرب إثر ذلك.
جاء ذلك، في تقرر لها، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، على هامش انعقاد الدورة الـ 51، ونشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
وأوضحت الرابطة، أن “الراصدون التابعون لها وثقوا مقتل 5700 طفلاً بينهم 1100 طفلاً بمحافظة تعز لوحدها، وإصابة 8310 آخرين جراء القصف العشوائي الذي يشنه الحوثيون على الأحياء السكنية”، مشيرة إلى ان المدارس والمستشفيات والأسواق وأماكن لعب الأطفال تعرضت إلى قصف عشوائي من قبل الحوثيين.
وعبرت الرابطة عن شكرها للمفوضة السامية على الإحاطة التي تقدمت بها حول أوضاع حقوق الإنسان في عدد من الدول ومنها اليمن.
وكان تقرير المفوضية السامية، أشارت إلى تراجع مؤشرات حماية حقوق الأطفال في اليمن بسبب إصرار جماعة الحوثي على ممارسة العقاب الجماعي بحق المدنيين وعدم احترام القواعد الدولية الإنسانية في الحرب.
تصاعدت الحرب في اليمن منذ عام 2014، عندما سيطر الحوثيون على صنعاء ومعظم محافظات البلاد ما أجبر الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي وحكومته، المعترف بها دوليا، على الفرار من العاصمة صنعاء.
وفي مارس/أذار2015 تشكل التحالف بقيادة السعودية لدعم الحكومة الشرعية ومنذ ذلك الوقت ينفذ غارات جوية ضد الحوثيين في أكثر من جبهة.
ويشن التحالف غارات جوية بشكل مستمر على مناطق سيطرة الحوثيين، ويطلق الحوثيون في المقابل صواريخ على المملكة العربية السعودية.
وقتل عشرات الآلاف نتيجة الحرب، وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى سقوط مئات الآلاف يمني خلال السنوات الماضية. كما تسبب القتال الدائر في البلاد بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ يحتاج نحو 24 مليون شخص إلى المساعدة الإنسانية أو الحماية، بما في ذلك 10 ملايين شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
تحذيرات اممية
في تقرير سابق لها أشارت منظمة العمل الدولية إلى أن 1.4 مليون طفل يمني يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم، وأن 34,3% من الأطفال تحت سن 17 عام يعملون في اليمن متأثري بثلاثي الحرب والفقر وارتفاع الأسعار.
وبرغم من تلك الاحصائيات إلا أنه من الصعب تقييم الأرقام الدقيقة حول الارتفاع في نسبة عمل الأطفال في عموم المحافظات اليمنية، خاصةً المناطق التي لم تشملها الدراسات المسحية لرصد تلك الاحصائيات، كما أن التقرير لم يتطرق إلى الأطفال الذين يعملون بشكل مباشر وغير مباشر مع طرفي الصراع من حيث التجنيد والتهريب والترصد والتجسس.
يقول رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة أحمد القرشي، إن عمالة الأطفال في اليمن ازدادت خلال فترة الحرب بعدة أضعاف ما كانت عليها قبل 2014 مؤكداً بأنها نسبة مخيفة ومهددة للحاضر والمستقبل القريب.
وتوقع القرشي زيادة هذه النسب لعدة أسباب في مقدمتها الانهيار الاقتصادي الذي تشهده اليمن نتيجة الحرب وإغلاق الكثير من المؤسسات الاقتصادية خاصةً مؤسسات الدخل الصغير والمتوسط
آتار نفسية
تقول /ن.ه.م اخصائية اجتماعية ان الاحداث التى مرت بها البلاد منذ 2014قد اثرت بشكل كبير على سلوكيات الاطفال فقد اتجه معظمهم الي ساحات الصراع خاصة في مناطق الحوثيين وتعرضوا للخوف والتعنيف وتم تعبئتهم بافكار مغلوطة وهدامة وفي مناطق الشرعية هناك اثار مترتبة وعكسية على التحاق بعض الاطفال بسوق العمل: العمل يجعلهم يعانوا من تبلد الإحساس وانعدام العاطفة حيث يُحرمون في سن مبكرة من الاستمتاع بفترات طفولتهم وتكون حياتهم جافة، ويعانون كذلك من عدم تقدير النفس واحترامها وتراودهم هذه الأحاسيس بصورة خاصة عندما يرون أقرانهم الذين أكملوا تعليمهم يستمتعون بثمرة تعليمهم. حيث تترسب في نفوس هؤلاء الأطفال مشاعر الحقد والحسد وسائر الأمراض الإجتماعية الأخرى وينشئون وهم كارهون لهذا المجتمع الذي لم ينصفهم ولم يساعدهم على تطوير أنفسهم.
ومن ناحية أخلاقية ينشأ الأطفال وهم فاقدين الأخلاق والقيم بسبب غياب القدوة وعدم قدرتهم على التميز بين الصح والخطأ، مما ينعكس على سلوكهم حيث تظهر عليهم سلوكيات عدوانية وفقدان شعورهم بالانتماء والارتباط الاسري وتقبلهم للأخرين

يقول الطفل /علاء عبدالله من مدينة الحوطة لحج ويعمل في محل تغيير اطارات السيارات .لقد ذهبت لسوق العمل وانا في الصف الثامن الابتدائي لاعول اسرتي واخوتي الصغار فقد انفصلت امي عن والدي ووجدت نفسي احمل هم اسرة فلاخيار امامي الا ان اعمل في هذا “البنشر”حتى يغير الله الحال وكانت امنيتي ان اتعلم واحصل على شهادات رفيعة في مجال الطب ولكن الظروف كانت هكذا وهناك العديد من الاطفال مثلي يعملون في محلات وورش المونيوم
انتهاكات متواصلة
تحدثت تقارير حقوقية محلية ودوليةان مليشيا الحوثي نفذت جرائم جسيمة بحق أطفال اليمن، حيث اتهم فريق الدوليين التابع للأمم المتحدة، مليشيا الحوثي بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق أطفال اليمن، وسلط تقرير في الربع الاول من هذا العام الضوء على انتهاكات ميليشيات الحوثي، بما في ذلك استغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولاً إلى تجنيدهم في جبهات القتال.
وتضمن التقرير معلومات حول استغلال الحوثيين للمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد والتشجيع على الانضمام للقتال، إذ رصد فريق الخبراء في بعض المدارس وأحد المساجد التي يستخدمها الحوثيون لنشر عقيدتهم بين الأطفال، ترويج هذه المناشط لخطاب الكراهية والعنف ضد مجموعات معينة، حيث يُؤمر الأطفال بترديد شعار الحوثيين،
وذكر الفريق في تقريره المكون من 51 صفحة بأنه في “أحد المعسكرات يتم تعليم أطفال لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات كيفية تنظيف الأسلحة والهرب من الصواريخ”.
وأشار إلى استغلال الحوثيين المساعدات الإنسانية من خلال توفيرها أو منع الأسر من الحصول عليها على أساس مشاركة الأطفال في أنشطة الحوثي، لافتاً إلى مشاركة البعض خوفاً على حياتهم أو منع الحوثيين وصول المساعدة الإنسانية إليهم.
وبحسب مصادر حكومية رفيعة جندت مليشيا الحوثي أكثر من 35 ألف طفل منذ عام 2014 – 2021 منهم 17٪ دون سن 11 عامًا”.
وبحسب المصدر الحكومي ما زال يقاتل بنشاط في صفوف المتمردين نحو 6 آلاف و729 طفلا”، محذرا من “خطورة استخدام مليشيات الحوثي للمدارس والمساجد والمخيمات الصيفية في غسل أدمغة ما لا يقل عن 60 ألف طفل، وتدريبهم وإرسالهم للجبهات”.
وأضاف أن “مليشيات الحوثي الطائفية لا ترى في اليمنيين، بمن فيهم الأطفال، سوى وقود لحربها”.
ونبه المصدر الحكومي إلى “خطر تحريف المناهج التي تطبعها المليشيات في مناطق سيطرتها، وما يشكله ذلك من تهديد بإنشاء جيل من المتطرفين الذين لا يتقبلون إخوانهم في الوطن فضلا عن قبولهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى