التعليم في مناطق الحوثيين …تدمير للهوية ونشر للعنف والطائفية
الرشاد برس | تقرير /صالح يوسف منذ انقلاب المليشيا الحوثية على الشرعية الدستورية في العاصمة صنعاء وما تبع ذلك من سيطرة على محافظات يمنية أخري ، لم تدع مليشيا الحوثي جهداً في إخضاع كافة المؤسسات الرسمية في هذه المحافظات لتوجهاتها وأفكارها التي تٌخالف الهوية الوطنية اليمنية وتخدم أفكار مذهبية وعقائدية يدين بها الحوثيين فقط دون غيرهم، في تجاهل لأي مذاهب وعقائد أخري تعيش في هذه المناطق، وهو ما يتعارض مع الحق في الدين والمعتقد الذي كفله القانون الدولي لحقوق الإنسان
وشملت الانتهاكات ضد العملية التعليمية ملاحقة التربويين واخفاؤهم قصريا ومحاولة استبدال المناهج التعليمية بمناهج أخري تتوافق وعقيدة المليشيا وتُمجد في رموز تاريخية لدي جماعة الحوثيين، وتعتبر الانقلاب على الحكومة الشرعية في 21 سبتمبر 2014 مناسبة وطنية، وأصبحت هذه المناهج مزيج من أفكار تحض على التعصب والكراهية ضد الدول الأخرى وتصفها بدول العدوان كالولايات المتحدة والسعودية والإمارات، فضلا عما تحتويه من شحن للأطفال وحثهم على الاقتتال وممارسات الأعمال العدائية وهو ما يتعارض مع الهدف الأسمى من التعليم وهو شيوع السلام والتسامح وحث الأطفال علي تبني أفكار غير عنيفة.
خوف وقلق
تواصل مليشيات الحوثي الإرهابية تدمير التعليم في مناطق سيطرتها، فقد امتدت الانتهاكات لقصف المدارس واستهداف الطلبة، ونشر الخوف خارج نطاق سيطرتها.
وعمدت ايضا إلى حرمان الكثير من الطلاب من الوصول إلى مدارسهم بسبب القنص المستمر والقصف الهمجي على الأحياء السكنية والبنية التحتية التي تشمل المدارس.
و يعيش التلاميذ حالة خوف وهلع خصوصا القاطنين في مناطق التماس، فقد تحدثوا عن مخاوفهم اليومية التي عاشوها منذ سنوات وحتى اليوم، وبالرغم من ذلك فهم يخاطرون بأنفسهم وأرواحهم لأجل العلم، حسب قولهم.
يقول ع.ن.م ولي امر احد الطلاب في الحديدة لقد تغيرت صورة التربية والتعليم بعد انقلاب المليشيا الحوثية حيث دمرت مئات المدارس وتحولت الدراسة الى مقرات لجمع الجبايات والحشو الطائفي المستمر
ويضيف /حتى ترديد شعاراتهم الطائفية فرضت على الطلاب في طابور الصباح وفي بداية الحصة وتغيير المناهج حسب توجهاتهم الطائفية والسطو على المشاركات المجتمعية التى تدفع من اولياء الامور للمعلمين مقابل تعليم الطلاب كل هذه التصرفات جعلت العديد من الطلاب ينسحبون من المدارس العامة الى المدارس الاهلية والتي تتطلب مبالغ باهضة
انتهاكات مروعة
شرعت المليشيا الحوثيةمنذ انقلابها في 2014 بحرمان الآلاف من المعلمين من رواتبهم ومصدر رزقهم، ومنعهم من التدريس في مدارس خاصة بل وتمادت في اهانتهم امام طلابهم وكان اخر تلك الاعتداءات واقعة الاعتداء على المعلم “صلاح المجيدي” في مدرسة الشعب بمحافظة اب إذ لم تشفع للمدرس صلاح الذي قضى عمره يوجه ويربي ويعلم المئات من الأجيال، من قيام مسلحين مدججين بالأسلحة باقتحام المدرسة وضربه وسط طلابه ورفقاه من المعلمين في المدرسة بأعقاب البنادق، ولم يكتفوا بهذا الفعل بل قاموا بالإمساك بالمدرس وجعل الطالب يصفعه على الوجه أمام الطلاب داخل حرم المدرسة في واقعة هزت مشاعر اليمنيين وأثارت موجة من الغضب والاستنكار لهذه الأعمال التي تتنافى من القيم الحضارية التي تقدس المعلم وتحترم مكانته العلمية
يقول التربوي /ه.م.ن .هناك انتهاكات مروعة بحق التربويين وليست حادثة الاستاذ صلاح هي الاولى وانما هي جزء بسيط من انتهاكات تطال المعلمين طوال العام هذه الانتهاكات المروعة التي لا تزال تمس كرامة وقيم المعلم اليمني على الرغم من حرمانه طوال السنوات السبع الماضية من أبسط حقوقه الأساسية،
ويضيف / أن المليشيا لا تكترث لتعليم الطلاب او معالجة اوضاع المعلمين وانما تهتم للتحشيد الى جبهات القتال وجمع المزيد من الجبايات
تنديد حقوقي
كل تلك التصرفات بحق التربية والتعليم قوبلت بتنديد واستنكار من قبل الحكومة الشرعية والمراكز الحقوقية ففي اخر تقرير له اعتبر المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)، ان إجبار المليشيا طلاب المدارس على ترديد “الصرخة” في طابور الصباح، “انحرافاً خطيرا في العملية التعليمية.
وقال المركز إن فرض الصرخة على طلاب المدارس “يأتي في سياق نهج الجماعة لتحويل المدارس إلى منصات لنشر الطائفية والمذهبية، وغسل أدمغة الطلاب والناشئة بمفاهيم وتعاليم مذهبية متطرفة”.
وأكد المركز الحقوقي أن “هذه التوجيهات تحريفا لمهام وزراه التربية والتعليم، وانحرافا خطيرا بالعملية التعليمية واستخدامها لنشر ثقافة الكراهية والعداء للآخر، ونسفا لثقافة التعايش والسلام، والسعي لاستقطاب الطلاب وصغار السن في مضاعفة الانقسام المجتمعي”.
يقول الناشط /س.و.ه ان الحوثيين مستمرون في طمس هوية المجتمع اليمني، وصبغه بصبغة طائفية بحتة تنسجم مع مشروع الجماعة الطائفي، فقد فرضت الجماعة على طلاب المدارس في مناطق سيطرتها شمالي اليمن، ترديد الصرخة الخمينية بشكل إجباري في الطابور المدرسي.
ويضيف /أقدم الحوثيون على فصل احدى الطالبات بسبب رفضها ترديد “الصرخة بالمدرسة، ما أثار غضب اليمنيين وسط مطالبات للمجتمع الدولي بوقف جماح هذه الجماعة في مواصلة تجريف التعليم في مناطق سيطرتها وملشنته وفقاً لأجندات الجماعة أهدافها الطائفية.