تقارير ومقابلات

التعليم في مناطق الحوثيين ..تدمير ممنهج وتجهيل للأجيال

الرشاد برس ــ تقرير /صالح يوسف
تشهد العملية التعليمية في اليمن بشكل عام وفي مناطق سيطرة المليشيا الحوثية بشكل خاص انتكاسات مدوية بسبب الانقلاب اللذي فرضته المليشيا في 2014
حيث كان قطاع التعليم يضم أكثر من 4 ملايين طالب، وفق تقديرات غير رسمية، إضافة إلى النسبة الأكبر من موظفي الدولة، ما بين مدرّسين وعاملين في الإدارات التعليمية المركزية وعلى مستوى المحافظات.
وتتهم منظمات محلية وأخرى دولية المليشيا الحوثية باستقطاب طلاب المدارس إلى جبهات القتال، من خلال التجنيد، إذ امتلأت جدران بعض المدارس بصور الضحايا من الطلاب الذين تم تجنيدهم.
تقارير نقابية
وفي اخر تقرير نقابي عن اثار الحرب على العملية التعليمية والصادر عن نقابة المعلمين والذي رصد كل الانتهاكات والخروقات من قبل المليشيا الحوثية منذانقلابها في 2014 فقدرصدالتقرير مقتل وجرح واعتقال آلاف المعلمين ومئات جرائم التعذيب على يد مليشيا الحوثي، وآلاف المشردين، وتفجير وتدمير عشرات المدارس، وعملية تطييف شاملة طالت المناهج الدراسية، فضلا عن استهداف المدارس التي تحمل أسماء شخصيات وطنية واستبدالها بأسماء قتلاهم.
وبين التقرير ان المليشيا الحوثية كرّست عملياتها لتمكين الجماعة من السيطرة التامـة على مؤسسات التعليم العام والخاص وإقصاء من يخالفهم فـي الفكر، وقام بتغييرات على المناهج بما يخدم عقيدته وأهدافه العقائدية والعسكرية.
واشارالتقريرالى التغييرات الجذرية التي طالت المناهج في كل المستويات الاساسي والثانوي وحتى الجامعي
ووثق التقرير مقتل اكثر من 1580 معلما وتربويا منهم 81 من مدراء المدراس، كما أصيب أكثر من 2642 معلماً بإصابات مختلفة، تنوعت بين الإصابة المباشرة واستهداف التجمعات السكنية بالقذائف وانفجار الألغام.
واضاف التقرير الى تعرض 1137 معلماً وتربويا للاعتقال والاختطاف، بينهم قرابة 170 حالة إخفاء قسرياً، إضافة إلى أحكام تعسفية بالإعدام أصدرتها الجماعة ضد 10 مختطفين في سجونها بصنعاء في 5 يوليو 2019م

ووفقاً للتقرير فقد بلغ عدد المعلمين والتربويين الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون الحوثيين 22 معلماً وتربويا، أولهم المعلم “صالح البشري”.
وأجبرت مليشيا الحوثي ما يزيد عن 20142 معلماً وتربويا لترك منازلهم وأعمالهم وممتلكاتهم والنزوح إلى مناطق سيطرة الحكومة وإلى خارج البلاد.
ورصد التقرير قيام مليشيا الحوثي بتفجير عدد 25 منزلاً لمعلمين وتربويين في مناطق سيطرتها خلال فترة تغطية التقرير، إضافة إلى حجز ومصادرة قرابة 681 منزلاً خاصا بالمعلمين والتربويين.
ارقام مخيفة
وكانت منظمات حقوقية على رأسها منظمة “سام”قد رصدت ارقاما مقلقة ومخيفة عن الانتهاكات الحوثية بحق العملية التعليمية فقدرصدت أكثر من 950 حالة انتهاك، كفرض جبايات مالية على الطلاب، ومداهمة واقتحام مدرسة، وتحويل المدارس إلى ثكنات عسكرية، إضافة لنهب المدراس وإغلاقها وتغيير أسماء المدارس بأسماء رموز دينية لجماعة الحوثي.
كما أكدت المنظمة الحقوقية أن الحرب قضت على عدد كبير من مقومات من البنية الأساسية للتعليم, المتمثلة بالمدارس وملحقاتها كالإدارات التعليمة والتي أصبحت خارج نطاق العمل. فبحسب تقريراليونيسف حول التعليم في اليمن فإن أكثر من 2500 مدرسة لا تعمل في اليمن، إذ دمر ثلثاها بسبب العنف، فيما أغلقت 27% من المؤسسات التعليمية كما وتستخدم 7% في أغراض عسكرية أو أماكن إيواء للنازحين، وأرجعت المنظمة الدولية هذا التدمير بسبب عدم احترام المليشيا واطراف اخرى للمقار التعليمية
توقف الرواتب ..وتدهورالعملية التعليمية
فقد اشارت منظمة “سام” إلى أن توقف رواتب الآلاف من المعلمين التربويين ساهم بصورة كبيرة في تدهور التعليم بصورة كبيرة، وأثر بصورة مباشرة على جودة التعليم, حيث بات أكثر من 60 % من الكادر التعليمي بلا رواتب, وأكثر من 70% من المدراس مهددة بالتوقف خاصة ذات الكثافة السكاني
و افاد الاستاذ/ع.ص.ك مدرس رياضيات ان انقطاع الرواتب اثر سلبا على معيشته وحياتة الاقتصاديه واضطر لترك العمل، ولجأ إلى بيع ال ايسكريم في شوارع المدينة ليحصل على قوت أسرته بسبب سياسة قطع الرواتب التي تنتهجها المليشيا الحوثية بحق المعلمين
الى ذلك تحدث الاستاذ /ه.ب.و كنت معلما لمادة القران الكريم منذ 25 سنة ومعتمد على راتبي ولكن بعد انقطاع الرواتب من قبل الحوثيين عملت في مطعم لاوفر لاسرتي الحد الادنى من المعيشة وقد تم انزال اسمي من كشوفات الوظيفة العامة بحجة اني منقطع ومتهرب من العمل
الغش ..وتدمير التعليم
عمدت المليشيا منذ انقلابها وبشكل مبكر الى تدمير التعليم،و إلى نشر ظاهرة الفساد والغش بشكلٍ كبير في الامتحانات، خصوصاً في الشهادتين “الأساسية والثانوية”، إضافة إلى منح المقاتلين في صفوفها درجات عالية تمكنهم من دخول الجامعات على حساب غيرهم حيث دشنت مليشيا الحوثي في 14 مايو ، اختبارات الشهادات العامة للمرحلتين الثانوية والأساسية في مناطق سيطرتها، حيث تقدم لاختبارات الثانوية العامة 191510 طالبا ًوطالبة في 1300 مركز اختباري.ويشكل الطلاب في مناطق سيطرة الحوثي قرابة 70% من عدد المتقدمين على مستوى عموم اليمن والبالغ عددهم 277879 طالبا وطالبة؛ بزيادة بلغت 98674 طالبا وطالبةوعملياً يتحكم الحوثيون بالكتلة التعليمية الأكبر من خلال سيطرتهم على محافظات الكثافة السكانية حيث تفشت ظهرة الغش بشكل ممنهج ومدروس بما في ذلك إخراج دفاتر الإجابة خارج المركز الاختباري بقصد حل الأسئلة واخذ مبالغ مالية من الطلاب
يقول المشرف التربوي /ا.ع.ن من محافظة تعز ان تفشي ظاهرة الغش وبشكل ملفت هذا العام يعود لعدة اسباب منها عدم توفر الكتاب المدرسي وعزوف المعلمين من المدارس وتحويل تلك المدارس الى مراكز للجبايات وتجنيد الاطفال فكيف يتوقع أن تجري العملية الاختبارية في ضوء ذلك، وأصبحت ظاهرة الغش في ظل المليشيات سلوكاً وممارسة بدون أي حواجز بل يستفيد القائمون عليها من جمع المال لأغراض شخصية مقابل تسهيل عملية الغش”.
الى ذلك تقول المستشارة التربوية/ س.ع.م ان احوال الامتحانات هذا العام تتراجع الى الخلف حيث ان اغلب المراكز الإمتحانية فيها تصوير للاجابات وارسالها عبرالوتساب وبيعها بمبالغ كبيرة خاصة اذاكان من بين الطلاب احد ابناء المشرفين والسبب في ذلك انقطاع رواتب المعلمين وقلة وعدم إيفاء الأجور المستحقة لأعضاء لجان المراقبة والأمن، مما يجعل الكثير من المعلمين النزيهين والمتميزين يرفضون المراقبة ورئاسة المراكز فينتهز الفرصة معلمون ورجال أمن ممن لهم طلاب أقارب في هذه المراكز أو يجمعون مبالغ مالية من كل طالب ليصل إليهم الحل عبر الوتساب”بالاضافة الى تماهي الادارات التربوية مع هذه الظاهرة بتوجيهات عليا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى