تقارير ومقابلات

التعليم مع المليشيا ، مناهج مسمومة ومدارس مفخخة

الرشاد برس | تقرير / آواب اليمني
التعليم ،
الموضوع الأكبر الذي يولي اهتماماتي وتقاريري المتواصلة ، وليس هذا هو السبب الاوحد الذي جعلني اتصدره كل فترة وفترة، بل نظرا للحجم المهول الذي تعرض له قطاع التعليم في عهد المليشيا الانقلابية ، إذ سعت وبكل ما أوتيت من وسيلة وقوة أن تسخره لخدمتها وخدمة مصالحها ، إذ سيطرت على القطاعين الحكومي والأهلي وجعلت ، وليس هذا وحسب ، بل نصبت أحد قياداتها وزيرا للتربية والتعليم حتى تضمن أن خططها تمشي وفق ما خططت له.
بطبيعة الحال ، ليس فقط التعليم الذي تضرر نتيجة الانقلاب الحوثي المشؤوم ، إذ ان هناك قطاعات اخرى تضررت مثل الصحة والمياة والبيئة والسياحة…..الخ ، لكن التعليم أخذ نصيبه الافر والكبير من البطش والتنكيل الحوثي والاستيلاء عليه ، وجعل المناهج التعليمية تنشر السموم في أدمغة الطلاب ، فهذا ما تريده وتسعى إليه ، مناهج مسمومة ، وبالتالي طلاب مغشوشون.
وعلى مدار سنوات إنقلابها ، تستمر المليشيا الحوثية ممارساتها العدائية ضد قطاع التعليم، الذي يعتبر أحد القطاعات التي طالها الكثير من الإرهاب الذي تمارسه.
ودأبت المليشيات على ارتكاب سلسلة من الانتهاكات المتنوعة بحق عدد من المنشآت والعاملين في هذا القطاع في صنعاء ومدن أخرى تحت سيطرتها، من بينها إدخال تعديلات على المناهج التي تكرس أفكارها.
وتقول تقاير دولية أن 4,5 مليون طفل تسربوا وحُرموا من التعليم بسبب تدمير المليشيات للمدارس وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.
واتخذت الميشيات الحوثية سلسلة إجراءات لاستهداف قطاع التعليم، وفق صحيفة الشرق الأوسط التي أشارت إلى أنّ هذه الإجراءات جاءت استكمالًا لعملية التجريف المنظمة بحق هذا القطاع، بغية حرفه عن مساره.
واستهدفت المليشيا الحوثية الكهنوتية تحويل المدارس إلى محاضن تلقن الأفكار الإيرانية، وتعبئ المعلمين والطلبة صغار السن لتحشدهم إلى جبهات القتال.
وأجرت المليشيات الحوثية – مؤخرًا – تعديلات جديدة على المناهج الدراسية للصفوف المدرسية في مناطق سيطرتها إذ شملت التعديلات الجديدة مناهج الصف الرابع الأساسي، ومن بين الدروس الجديدة، موضوع حول أهداف عدوان المليشيات في 21 سبتمبر 2014، الذي عرفته بأنه “الثورة الشعبية التصحيحية لمسار ثورات 26 سبتمبر، و14 أكتوبر، و11 فبراير”، والتي وصفها التعديل الحوثي بالفاشلات.
قطاع التعليم يمكن القول إنّه أحد القطاعات التي طالها آثار مروعة للإرهاب الذي مارسته المليشيات الحوثية على صعيد واسع، وقد تنوعت جرائم المليشيات بين قصف مدارس أو غس سموم مناهجها الطائفية وصولًا إلى حرمان ملايين الطلاب من الحصول على حقهم التعليمي.
المليشيات استخدمت التعليم من أجل غرس سمومها في أدمغة الطلاب منذ سن صغيرة، عبر مناهج تحرِّض الطلاب على الانضمام إلى صفوف هذا المعسكر الإرهابي، وفرض مزيدٍ من الولاءات لها بعد غسل عقولهم.
هذه السياسة الحوثية الخبيثة تنطوي على كثيرٍ من المخاطر لا سيّما على الصعيد المستقبلي، وذلك بالنظر إلى حجم الإرهاب الخبيث الذي يملأ العقول منذ الصغر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى